محبة أهل البيت واجبة على المسلمين
تقع صناعة المحبة في ثلاثة محاور.. المحور الأول عطاء المحبة ومسألة الكراهية والمحور الثاني استخدام المحبة وآلياتها والثالث واجب نشر محبة أهل البيت.
والأول يتكون من أبعاد ثلاثة.. له جسم يحتاج إلى المستلزمات المادية وله عقل يحتاج إلى غذاء وله مشاعر وأحاسيس وهذه تحتاج إلى إشباع وأحاسيس، مؤكدا ان اغلبية الناس تهتم بحاجات أجسامهم وآخر يهتم بالعقل وهو العلم والمعرفة ولكن هناك منطقة ملحة وهي الاهتمام بالمشاعر والعواطف، مبينا انه إذا عاش الإنسان مرتاحا في البعد النفسي فان الراحة النفسية تنعكس على جسمه وعلى عقله من ناحية الأداء.
أما المحور الثاني المتعلق باستهداف المحبة وآلياتها، فنتساءل: هل الإنسان معني بحب الناس؟ الجواب : نعم لأن العقل والدين يدعوان الإنسان إلى ان يهتم بكسب محبة الآخرين ويجب الاهتمام بهذا.. نعم بالدرجة الأولى رضا الله ولكن الله يريد منك ان تكسب محبة الناس لان كره الناس لا يرضي الله ورسوله، واسترشد بالدعاء الذي يقول «اللهم حببني إلى الناس وحبب الناس إلي»، فالله يقدم وعدا وهدية للمؤمنين «ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا»، والود هو المحبة، والله تعالى يعد المؤمنين بان يجعل لهم محبة في القلوب، فعلى الإنسان ان يهتم بكسب محبة كل الناس، وهذا الأمر مطلوب من الإنسان وهذا ينبغي السعي إليه والعمل من اجله والنصوص بهذا الأمر كثيرة «الخلق عباد الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله».
والمحور الثالث وهو واجب نشر محبة آل البيت ، لان محبة أهل البيت ومودتهم واجبة على المسلمين بنص القرآن الكريم ﴿قل لا اسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى﴾، وفي كل مصادر المسلمين من السنة والشيعة أن الصحابة سألوا الرسول الاكرم، يا رسول الله من هم قرابتك أوجبت علينا محبتهم ومودتهم، فأجابهم اجابة صريحة: «علي وفاطمة وابناهما»، وهذا ما لا ننكره، فالمسلم مدعو إلى محبة أهل البيت. عن النبي «أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعْمَةٍ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللَّهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي».
وفي حديث روته مختلف المصادر وأورده الألباني في سلسلته الصحيحة عن الرسول الأكرم انه قال «والذي نفسي بيده لا يبغضن أهل البيت احد إلا ادخله الله النار»، وبالتالي محبة أهل البيت واجبة على كل المسلمين، ولكن توجد درجات في هذه المحبة فشيعة أهل البيت يعتقدون أن مودتهم ومحبتهم تقتضي طاعتهم وأخذ معالم الدين منهم والخضوع لأوامرهم، ولكن اكثرية المسلمين لا يعرفون هذا المقام لأهل البيت فحبهم لأهل البيت وفضلهم ومكانتهم في نفوس المسلمين، لكن لا يرون أنفسهم ملزمين باتباع نهج أهل البيت أو بعبارة أخرى أنهم لا يرون أهل البيت المرجعية الوحيدة في فهم الدين وفي أخذ تشريعات الدين ولا يرون لهم مقام الإمام بعد الرسول الأكرم، صلى الله عليه وآله وسلم، ومكان القيادة.. وهذا هو الفرق.
— مع ﺑﺴﻤﺔ امل و 19 آخرين.