أخطاء وثغرات الحركات الإسلامية
من أبرز ثغرات هذه الأحزاب الإسلامية:
1ـ عجزها عن مواكبة العصر.
حيث يريد أتباع هذه الأحزاب أن يعيشوا كما عاش الأسلاف سابقًا، في عصر مختلف تمامًا عن تلك العصور. فهم لم يستطيعوا أن يستخرجوا التعاليم والنظم الإسلامية بطريقة تلائم واقع هذا العصر وتغيراته. حيث تمنع بعض الجهات تعليم البنات مثلاً، وكثيراً من الأشياء التي يحتاجها الناس في هذا الزمن، كما رأينا في أفغانستان.
2ـ الإرهاب الفكري والعنف.
حيث تبنت بعض هذه الأحزاب الإسلامية ممارسة العنف، كما يسود أجواء معظم هذه الحركات ثقافة احتكار الشرعية والحق وأن من يخالفهم في شيء فهو خارج الملة والدين.
3ـ ضعف الكفاءة في إدارة شؤون الأمة.
حين أتيحت الفرصة لبعض هذه الحركات الإسلامية أن يديروا السلطة أو يشاركوا فيها، تبين مدى الضعف الذي يعانون منه، ولربما كان ذلك بسبب حداثة التجربة.
4ـ النزاع الداخلي.
بمجرد أن تختلف الآراء والتوجهات في هذا الأحزاب تبدأ حالة النزاع والاحتراب فيما بينهم، حتى أصبح البعض يشهر السلاح ضد من يتبع حركة إسلامية أخرى تخالفه الرأي، كما حدث في الصومال. حركة إسلامية رأت أن تدير الحكم بطريقة معينة، وهي الحكومة القائمة في مقديشو، لكن الطرف الآخر وهو حركة الشباب الإسلامي لم يقبلوا بهذا التوجه، ويعيش الطرفان حالة احتراب بشعة على حساب مصالح شعبهم البائس ووطنهم المدمر.
هذه عوامل ضعف ذاتية داخلية، يقابلها عوامل خارجية مناوئة جعلت مهمتهم صعبة معقدة، ومن أبرزها: اختراقات الاستخبارات الأجنبية لبعض هذه الحركات. فالقوى المستبدة لا تريد للمسلمين أن يعودوا لمفاهيم دينهم، في قضايا الحكم والسلطة، لأن هذه القيم تمنحهم عزة وقوة يستعصي على القوة الأجنبية اضعافها. لذلك تعمل هذه الدول الكبرى على إفشال أي حركة إسلامية تقترب من السلطة أو تصل إليها.
لهذا فإن هذه الحركات الإسلامية وإن كان منطلقها نبيلًا، لكنها تواجه انتكاسات وصعوبات كبيرة، وعليها أن تراجع مواقفها وأخطاءها. عليها أن تواكب العصر، وتتخلى عن حالتها الفئوية الحزبية، وأن تنفتح أكثر على جمهور الأمة خارج إطار التصنيفات والاصطفاف الحزبي.
كما ينبغي علينا أن ندرك أن الإعلام موجه بقوة ضد أخطاء هذه الجهات الإسلامية، ويعمل على شيطنتها، بترويج أخطائها بشكل تهويلي وتهريجي، لكن هذا لا ينبغي أن يمنع الأمة من التعرف على أبنائها الغيورين المخلصين.
كل ما يحدث الآن إنما يجري في سياق حركة الأمة نحو النهضة والتغيير والإصلاح، وحتى نصل إلى الغاية المنشودة، لا بد من تجاوز الثغرات والمشاكل وتحمّل العقبات والصعوبا ت.