اعلم ان النفوس الخيره ملائكه بالقوه , فاذا فارقت اجسادها , كانت ملائكه بالفعل .
كذلك النفوس المتجسده الشريره هي شياطين بالقوه , فاذا فارقت اجسادها كانت شياطين بالفعل .
هذه النفوس الشيطانيه بالفعل توسوس للنفوس الشيطانيه بالقوه , لتخرجها الى الفعل , كما قال الله تعالى : { شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورآ } . فشياطين الانس هي النفوس المتجسده الشريره آنست بالاجساد , وشياطين الجن هي النفوس الشريره المفارقه للاجساد المحتجبه عن الابصار ,
ومثل وسوسة هذه النفوس المفارقه لهذه النفوس المتجسده كمثل من قويت شهوته للطعام والشراب , وضعفت جهازه الهضمي لتقبل الطعام ومنع من الاكل والشرب , فانه يشتهي ولا ياكل , فعند ذلك تكون همته ان يرى الطعام والاكلين , لينظر اليهم , فيستريح عنها لضعف الاله ..
هذه حكم النفوس المفارقه ليست لها آله تنال بها اللذات المحسوسه , فهي تحب وتوسوس الى ابناء جنسها ممن لها تلك الآله على الفعل , فهكذا وسوسة النفوس الشريره المبغضه , اذا فارقة اجسادها , تعلقت بابناء جنسها من النفوس المتجسده المبغضه الشريره بالوسوسه لها الى القتال والخصومات والعداوات , والى هذه النفوس اشار بقوله تعالى : { من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدو الناس من الجنه والناس } .
هكذا حكم ابناء الدنيا , الجاهلين بامر المعاد المشتغلين بالاجساد , الغافلين عما بعد الموت , المنظرين الى يوم الوقت المعلوم كما ذكر الله تعالى : { ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون } ..
الحمد لله رب العالمين