اتخذت بعض كلمات الإمام الحسين سواء التي نطق بها أثناء مسيرة من المدينة الى كربلاء أم تلك التي قالها في يوم عاشوراء، طابع النداء المؤثر الذي يدعو الى الجهاد والكرامة. وقد جاءت هذه المعاني في سياق الخطب والأرجاز والأشعار، واتخذت صيغة النداء أو الشعار. ويمكن التعرف من خلالها على الأهداف والأفكار والمعنويات التي يتصف بها رجال عاشوراء واعتبار تلك المعالم المضيئة شعارات لثورة عاشوراء.
ومن هذه الشعارات:
1-" على الإسلام السلام ، إذ بُليت الأمة براع مثل يزيد " (موسوعة كلمات الإمام الحسين:284).
قال هذا الإمام الحسين عليه السلام ردا على طلب مروان في المدينة عندما أراد منه مبايعة يزيد.
2-" والله لو لم يكن ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية " (بحار الأنوار329:44،أعيان الشيعة 588:1).
جاء هذه في رده على أخيه محمد بن الحنفية.
3-" إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما " (بحار الأنوار381:44) .
قال هذا مخاطبا أنصاره في كربلاء .
4-" الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فإذا مُحّصوا بالبلاء قل الديانون "(تحف العقول:245، بحار الأنوار117:75). قال هذا في منزل ذي حسم أثناء مسيره الى كربلاء.
5-" ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه؟ فليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا "(المناقب لابن شهراشوب 68:4). قاله في كربلاء مخاطبا أصحابه.
6-" خُطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة "(اللهوف:53، بحار الأنوار 366:44).
قالها في مكة قبل الخروج الى الكوفة أمام جمع من أنصاره وأهل بيته.
7-" من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله، ناكثا عهده مخالفا لسنة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يُغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله "(وقعة الطف:172، موسوعة كلمات الإمام الحسين:361).
قاله مخاطبا جيش الحرّ في منزل البيضة على طريق الكوفة.
8-" ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله "(بحار الأنوار 334:44).
سطّر الحسين هذه الصفات الحقّة للإمام في الكتاب الذي بعثه مع مسلم بن عقيل إلى أهل الكوفة.
9-" سأمضي وما بالموت عار على الفتى * إذا ما نـوى حـقا وجـاهـد مسـلم ا" (بحار الأنوار 334:44).
هذا الشعر لشخص آخر تمثّل به الحسين ردا على تهديدات الحرّ على طريق الكوفة.
10- " رضا الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفّينا أجر الصابرين "(بحار الأنوار:366، أعيان الشيعة 539:1).
قاله في خطاب لأصحابه عند خروجه من مكة.
11-" من كان باذلاً فينا مهجته، وموطّناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا " (بحار الأنوار:366، أعيان الشيعة 539:1) .
قاله عندما عزم على الخروج من مكة الى الكوفة، مبيّنا طريق الشهادة الدامي الذي سيسلكه.
12-" إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي "(مناقب ابن شهراشوب 89:4).
مقتطف من الوصية التي كتبها سيد الشهداء لأخيه محمد بن الحنفية قبل خروجه من المدينة.
13-" لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد [لا أفرّ فرار العبيد]"(مقتل الحسين للمقرم :280).
ورد هذا القول في كلامه صبيحة يوم عاشوراء مخاطبا جيش الكوفة الذي أراد منه الاستسلام.
14-" هيهات منا الذلّة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون …"(نفس المهموم :131، المقتل للخوارزمي 7:2).
قال هذا الكلام مخاطبا جيش الكوفة حين وجد نفسه مخيّرا بين طريقي الذلة والشهادة.
15-" فهل إلاّ الموت ؟ فمرحباً به " (موسوعة كلمات الإمام الحسين :382) .
جاء هذا في رده على كتاب عمر بن سعد الذي طلب فيه من الإمام أن يستسلم .
16-" صبرا بني الكرام ، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء الى الجنان الواسعة والنعيم الدائم " (نفس المهموم:135، معاني الأخبار:288). خاطب بهذا الكلام أصحابه المستعدين للبذل، في صبيحة يوم عاشوراء بعد أن استشهد عدد منهم.
17- الموت أولى من ركوب العار * والعار أولى من دخول النـار (مناقب ابن شهراشوب68:1).
كان الحسين يرتجز بهذا الشعر يوم عاشوراء عند منازلة الأعداء، ويعلن فيها استعداده للشهادة وعدم تحمل عار الخنوع.
18-" موت في عز خير من حياة في ذل " (بحار الأنوار 192:44).
19-" إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم "(بحار الأنوار51:45).
خاطب أتباع آل أبي سفيان بهذا الخطاب قبل استشهاده بلحظات حين تناهى إلى سمعه أنهم عازمون على الإغارة على خيم حريمه وعياله.
20-" هل من ناصر ينصر ينصرني ؟ " (ذريعة النجاة :129) ، " هل من ذابّ يذبُّ عن حرَمِ رسول الله " (بحار الأنوار 46:45). استغاث الحسين بهذا النداء بعد استشهاد جميع أنصاره وأهل بيته.
هذه المجموعة من الجمل المعبرة التي تعتبر بمثابة شعارات للحسين عليه السلام في نهضته، تدل على تركيزه على المفاهيم التالية: أن الإسلام عرضه للضياع في ظل سلطة يزيد، وحرمة مبايعة شخص كيزيد، وأفضلية الموت الأحمر على حياة المذلة، وندرة الناس الصادقين في ساحة البلاء، ووجوب السير نحو الشهادة في عصر تسلط الباطل، وزينة الشهادة بالنسبة للإنسان، وفريضة محاربة حكم الجور والتسلط، والتسليم لإرادة الله والرضا بقضائه، ومرافقة السائرين نحو الشهادة في كفاحهم العادل، وحرمة الذلة على الأحرار والمؤمنين، وأن الموت جسر للجواز نحو جنان الخلد، والشهادة والمروءة، والاستعانة بالجميع وعلى الدوام في سبيل إحقاق الحق، وما إلى ذلك.
يكمن سر بقاء عاشوراء في ظل هذه التعليمات والأهداف المستقاة من كلام الحسين، وقد استلهمت الثورات المناهضة للظلم والاستبداد مبادئها من هذه النداءات والتوجيهات.