حملة إقرأ في تكريت .. بدأت عبر الفيس بوك وإنتهت بحدائق الأربعين
صلاح الدين – عراق برس – 27 تشرين أول / اكتوبر : المئات من الشباب ممن لا يعرف بعضهم بعضا، تجمعوا في ،حدائق الاربعين ، وسط تكريت بعد دعوة وجهها احدهم للآخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ،هدفها الترغيب بالقراءة والتشجيع على المطالعة .
وبهذا الصدد يقول ،مصطفى الماشي، وهو احد الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي ” قرأت احد البوستات على (الفيس بوك ) يدعو الشباب لأن يحظروا كتابا وقلما الى الحديقة في تمام الساعة 4 عصرا ” ، لافتا الى انه “لبى الدعوة كونه يعرف اليوم الكثير من الشباب ممن هجروا الكتابة والقراءة التي تعد غذاء الروح “، وأضاف ” بالفعل لقد لبيت الدعوة وتمنيت لو أنني أجد الحديقة ملئ بالشباب الذين انجرفوا اليوم خلف بريق الالعاب الالكترونية وتدخين النارجيلة في المقاهي والأسواق”.
فيما يقول عبد الملك محمد 22 عاماوهو طالب في جامعة تكريت ان “الشاب العراقي اليوم يعيش في حالة من الضياع بسبب البطالة والاحداث التي مرت بالبلاد ولازالت ،فضلا عن غياب الدور الحكومي اللآزم للتثقيف للقراءة “،عادا “تلك الدعوة بمثابة ناقوس تحذير من موت الثقافة العراقية فيما لو لم تدعم بمشاريع من شأنها ان تسهم بإعادة الحياة للكتاب ومؤلفيه والقراء العراقيين على حد سواء”.
ويضيف سيف عدي خريج جامعة 27 عاما ان “السبب الرئيس في نقص نسب المطالعة لدى الشباب،هو إهتمامهم بالجانب السلبي من التطور التكنولوجي وإهمالهم الجانب الأيجابي منه ،إضافة الى قلة المكتبات العامة ،ففي تكريت على سبيل المثال هدمت المكتبة القديمة ،ومنذ سنيتن لا يوجد أي مكتبة مركزية بالمدينة “،داعيا الى ” تطوير فكرة القراءة من خلال إستغلال مواقع التواصل الاجتماعي “.
فيما يرى الصيدلاني دريد خالد 42 سنة صاحب فكرة تجمع “أنا عراقي.. أنا أقرأ” أن السبب الرئيس في ولادة تلك الفكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو “لحث الشباب على القراءة”، مشيرا الى ان “هذه الفكرة طبقت في العام الماضي في بغداد والموصل واليوم بتكريت “،مستطردا بالقول “نعتقد ان أهم شيء للشعوب هو الثقافة والكتابة وكنا نحلم على أرض الواقع بأن تطبق هذه الفكرة الى أن وفقناالله بإنجاحها واليوم نحن نخرج من ،الفيس بوك، الى الواقع “،مبينا ان “هذا التجمع وبرغم الظروف القاسية يعد بمثابة رسالة كوننا نتطلع بأمل للمستقبل الذي بدأ مبهما في العراق “.
فيما يقول رئيس فرع اتحاد الادباء والكتاب في صلاح الدين مهند التكريتي ان” هذه الفكرة تعد واحدة من الافكار الخلاقة التي دعتنا للخروج من مكاتبنا والجلوس على الارض مع عشاق القراءة والمثقفين ومن شأنها ان تسهم بإيقاد شمعة تنير درب الشباب الذين فقدوا الامل في كل شيء بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد “.
وكان الشعب العراقي والى وقت قريبيعد واحدا من الشعوب التي تهتم بالقراءة وفق المثل القائل مصر تكتب ولبنان تطبع والعراق يقرأ…وكان العراق من طليعة البلاد العربية التي كافحت الأمية ونجحت في مسعاها بنسبة وصلت الى 100% في وقت من الأوقات ، ثم بدأ التراجع تدريجيا وكذا التسرب المدرسي ، حتى وصلت نسبة الأمية في عموم البلاد الى 7 ملايين ( امية ابجدية ) أما عن الأمية التقنية فحدث ولاحرج .