استعارة العروس: آخر صيحات الاحتيال على العرسان يوم الخطبةالجزائر.. من استعارة الرموش إلى استعارة العروس
أساليب معروفة ومتداولة بين الفتيات المقبلات على "امتحان" الخطبة، تتركز معظمها على الظهور بمظهر أنيق وجميل وسلوك مهذّب، حتى وإن تطّلب الأمر الاستعانة بالرموش والشعر والعدسات الاصطناعية وبعض "التمسكين". وهو ما يحمل أهل العريس على الموافقة على العروس طالما أنها تتمتع بهذه المواصفات، غير أنه أحيانا لا تجد بعض المقبلات على هذه الخطوة ما يقدمنه لأهل العريس، فيلجأن- بمساعدة أهاليهن- إلى حيلة تنطوي على الجرأة والمجازفة، تتمثل في استبدال العروس "الأصلية" التي تكون عادة متوسطة الجمال- بفتاة على قدر كبير من الحسن لتؤدي دور الفتاة المرشحة للخطبة حتى تحوز على إعجاب الخطّاب- حتى إذا أقبل يوم الزفاف استلمت العروس "الأصلية" دورها وهي عازمة على أن تخوض معركة شرسة مع العريس وأهله لإقناعهم أن الفتاة التي عرضت عليهم يوم الخطبة هي هي نفسها.
وكل ما في الأمر أنها فقدت بعض الكيلوغرامات، فتحولت بشرتها البيضاء إلى سمراء، وبقدرة قادر تقلّص طولها، وتبدل لون عينيها وكل شيء ممكن!
العروس ليست هي العروس!
قبل أن تتحول هذه "الخرجة" الجديدة في تزويج الفتيات إلى واقع، عرض علينا التلفزيون الجزائري فيلما يحمل عنوان "خذ ما عطاك الله" يتناول قصة رجل بسيط زحفت عليه السنون دون أن يتزوج. وعندما قرّر أن يقدم على هذه الخطوة قصد مع صديقه الوسيم صاحب البنية القوية إحدى الأسر، فاعتقد أهل العروس أن الرجل الوسيم هو الخاطب فقدّموا له الفتاة الجميلة، ولكنهم سرعان ما اكتشفوا أن "دايم الله" هو العريس الحقيقي فـ"عاقبوه" بابنتهم المجنونة المصابة بهستيريا الضحك وينتهي الفيلم وأم العروس تدلق كوبا من الماء على ابنتها. هذه الطريقة كانت هي "كلمة السر" التي تجعل العروس تتوقف عن الضحك.
ولكن يبقى الواقع أكثر استيعابا لصور مختلفة من "الدهاء النسوي" للتحايل على العريس. حول هذا الموضوع تقول "فيروز. ع" إن زوجة أخيها ليست هي الفتاة التي قدّمت لهم يوم الخطبة، فقد بدت مختلفة تماما يوم الزفاف، ليس من الناحية البدنية فحسب، وإنما من ناحية المواصفات الشكلية، "فالفتاة التي شاهدناها يوم الخطبة- تقول فيروز- كانت بيضاء البشرة بينما زوجة أخي سمراء. وعندما واجهناها بالأمر برّرت ذلك بفقدانها لبعض الكيلوغرامات كأي عروس مقبلة على تجربة جديدة. ومع أن هذه الحيلة لم تنطل علينا، إلا أننا اضطررنا إلى "الاحتفاظ" بها حتى لا نعرّضها لألسنة الناس الحادة".
وفي نفس السياق، تقول السيدة رزيقة درعي: "اكتشفنا أن العروس التي خطبناها لابن أخي تم استبدالها في الزيارة الثانية بفتاة كبيرة في السن ودميمة ففسخنا الخطبة على الفور". وهذه إحدى العائلات بسطيف قامت بعرض ابنتها المتزوجة ذات الجمال الفتّان على أم العريس التي أبدت موافقتها عليها، ولكن بعد أسبوع على الزفاف اكتشف العريس أن العروس ليست نفسها! حيث تّم تزوجيه بفتاة لم يرها من قبل والتي اعترفت له أن الفتاة التي رآها يوم الخطبة هي أختها المتزوجة فاستشاط الزوج غضبا وقرّر إعادتها إلى أهلها الذين رفضوا "استلامها" على أساس أنها قضت أسبوعا كاملا في بيته. كما أن أختها التي أدّت دور المخطوبة متزوجة وأم لأطفال.
الزواج الذي يبنى من اوله على الخداع والكذب والنفاق الطلاق تكون نهايته الطلاق
ومن أغرب ما توصلت إليه قرائح الفتيات اللواتي رفضن الاستسلام للواقع، أن فتاة لم تؤتَ ولو قدرا بسيطا من الجمال، تعرّفت على شاب عبر الهاتف المحمول وسرعان ما توطدت العلاقة بينهما، فأبدى رغبته في خطبتها، وبما أنها تعلم أنها من النوع غير المرغوب فيه، جعلت أمها التي تتمتع بوجه حسن تدخل على العريس أثناء الخطوبة حتى يعتقد أن ابنتها جميلة مثلها، وعاد العريس إلى بيته وهو مشتاق إلى رؤية الفتاة. وبعد أيام اتصل بها وطلب أن يراها وكان له ما أراد، ولكن لم يكن لها ما أرادت، حيث قطع علاقته بها نهائيا .