قبل الاجابة عن سؤال الموضوع نأخذ هذه المقدمة :
الانسان رجلا كان ام امراة عندما يبلغ تبدأ الدوافع الغريزية بالنمو اي وجود مشكلة تكونية لا يمكن الحيلولة
دونها وهذا الدافع يقوى وينمو وبالتالي يدفع الانسان لتلبية حاجته .
وهناك جانب نفسي يتعلق بأخلاق الانسان بعد البلوغ وهذا جانب مهم فالطفل في عمر الصبا فأذا كان بنتا
تعتبر الام المثل الاعلى واذا كان ذكرا يعتبر الاب اقوى وافهم الناس ولكن عندما يكبر ويصل الى مرحلة
البلوغ تحصل لديه حالة استقلالية وتمرد على قرار الابوين بل تشمل حتى التمرد على قرار المعلم وهذه حالة
طبيعية وعلائم عادية تكونية للبلوغ .
وهناك مرحلة فيها جانب نفسي وتعقلي وهي نفس البنت والولد يميل كثيرا الى من يصاحبه او مع يتماشى مع
حاجاته ورغباته ولهذا مثلا يحب ان يضع اسراره عنده وينتظر ان يحل مشاكله ، ولهذا الصداقات في هذا العمر
تأخذ حالة من الشدة والمبالغة بنحو تكون برأي الاخرين ممجوجة ، لذلك هذه الحاجة تتحول الى الزوج او
الزوجة لانه يريد المصاحبة اغلب الوقت وكل هذه الدوافع تكون تكوينية ليبدأ الانسان يفكر بشكل جدي بأن يفتش
عن صديق وصاحب يستمر لمدى الحياة معه .
فمعنى استمرار بالمصاحبة خلقها الله ليهيئ الانسان للدخول في معترك الحياة الزوجية .
وهذه المقدمة تضع لنا اشارة وهي انما اتجه للانتخاب شخص لكي يعيش معه سعيد ومرتاح وهذا هو شعار الحياة
الزوجية في الاسلام والقاعدة التي تنطلق منه الحياة الزوجية هي السعادة والراحة .
وهذا هو الاساس اما المال والجمال وغيرها من العنوانين هي عناوين طريقيه وليست استقلالية نعم
هي وسيلة للوصول الى العنوان الاساسي وهو السعادة والراحة .
ما هي الاصول والقواعد التي يضعها الدين لتأمين الحياة السعيدة ؟
الاصل الاول : المعاشرة بالمعروف .
موجه للازواج وليس الزوجات(( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ
فِيهِ خَيْراً كَثِيراً )) [النساء:19].
المعاشرة : المعاملة ( التعامل بالارتباط )
المعاشرة لغويا اصلها من العشرة ولكن ما علاقتها بالعدد ؟
العرب يعتقدون ان اخر رقم هو العشرة والعشرة هي تمام الرقم وعند الزيادة يقولون عشرين وثلاثة عشرات
وهكذا ، ويوجد عنوان اخر للعشرة هو العقد اي انتهى دور العشرة فمثلا ثلاثة عقود اي ثلاثين سنة .
اي اصبح معنى العشرة انتهاء الشيء فاستفاد العرب من هذا المعنى في مجال التعامل بين الافراد ،
فمعنى العشرة اي التعامل والارتباط بنحو التمام والكمال وبهذا المعنى الله تعالى خاطب الازواج .
والمفهوم المقابل للعشرة معنى العزلة والانفراد وكأنما يخاطب الزوج لا تعتزلوا ولا تنفردوا .
ولبيان ذلك من خلال بيان عدة الجوانب :
او ان يأكل بمعزل عن زوجته وكذلك الزوجة ليس لها الحق بذلك ، بل يكون مع تماس دائم مع الزوجة
ما دام في البيت . والاصل بالعلاقة هي المعاشرة البدنية .
بالتشاور والتعاون والارتباط بين الزوج والزوجة .
فمرة المعاشرة بالمال فمثلا تمرد الزوجة باخذ المال الكثير لحضور مناسبة معينة او طلبات كثيرة تثقل كاهل
الزوج فاليوم بعض الازواج تستغيث من كثرة الطلبات فرضا وقسرا ، او الزوج يتمرد بعدم اعطاء المال الكافي
للمعيشة ويجبر الزوجة على التصرف بالمال القليل وهو يملك الاكثر.
فيجب ان يكون بصورة تعاون وتشاور وهي ما تسمى المعاشرة المادية .
و فيما يتعلق بالعزلة في تربية الأولاد وهي من احدى المشاكل الكبرى التي تحدث في البيت لعدم التنسيق بين الاب
والام في تربية الاولاد ففي احدى الدراسات التي اُجريت على تربية الطفل تقول الخاسر الوحيد
هو الطفل فالطفل اذا حس بالتوافق الكامل في داخل العائلة يسكُن ويُطيع ولكن الطفل اذا واجه الاب والاب
واجهه ووجد من يؤمّن له مثل الام فلا يُطيع ومن هنا تبدا مسيرة الانحراف ، وهذا سببه عدم التنسيق
بين الام والاب .
رد مع اقتباس
