امتزج مفهوم حقوق الإنسان عند الإمام علي (عليه السلام) بحقوق الأمة ,فلا يمكن أن تحترم حقوق الإنسان وتصان إلا في مجتمع الحق والحرية والعدل الاجتماعي.
ومن هنا فإن السلطة لم تكن أبداً في نظره غاية في حدّ ذاتها، ولم يسعَ إليها في يوم من الأيام، بل كان من أزهد الناس في السلطة.
ولما جاء المسلمون لمبايعته بالخلافة قبل أن يتولى المسؤولية الأولى في جهاز الدولة الإسلامية الفتية (أي الخلافة) لتكون أداة المقاومة مظاهر الحيف والانحراف ولإرجاع الحقوق إلى أصحابها. . .
دخل عليه تلميذه عبد الله بن عباس يوماً فوجده يخصف نعله فعجب ابن عباس من أن يخصف أمير المؤمنين نعله بنفسه، وهو يحكم مناطق شاسعة من العالم القديم!
فقال لابن عباس: (ما قيمة هذه؟) - مشيراً إلى نعله - قال: لا قيمة لها.
فقال الإمام علي : (والله لهي أحب إليّ من إمرتكم إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً -_-)
فالسلطة تعني عنده - إذن - إقامة الحقوق، ومقاومة الباطل وأهله.