كشف أطباء وباحثون، اليوم الاربعاء، عن "ارتفاع ملحوظ" في معدلات الاصابة بالامراض السرطانية في المنطقة الجنوبية من العراق، وبينوا أنه "واحد من اخطر ثلاثة امراض تؤدي الى الوفاة" في المنطقة، لكنهم اشاروا الى أن هذا الارتفاع "ليس بالحجم الذي تهوله بعض وسائل الاعلام".
وقال رئيس دائرة صحة ذي قار الدكتور سعدي الماجد في حديث الى (المدى برس)، على هامش (مؤتمر الناصرية الطبي الدولي الثالث) الذي نظمته دائرة صحة ذي قار على قاعة بهو بلدية الناصرية، وسط الناصرية، "انطلقت اليوم اعمال المؤتمر الطبي الثالث بالشراكة بين دائرة صحة ذي قار وكلية الطب في جامعة ذي قار وبمشاركة باحثين من خمسة دول هي الولايات المتحدة الامريكية والهند وتركيا وايران والدنمارك".
واضاف الماجد أن "مشاركة هذه الكوادر العلمية في المؤتمر الذي سيتواصل على مدى يوميين (23 و24 من الشهر الحالي) يمكن ان يعطي دعما علميا كبيرا للمؤسسات الصحية"، مشيرا الى أن "دائرة الصحة تعمل ضمن خطتها المستقبلية على التعاقد مع عدد من الكوادر الطبية الاجنبية المشاركة في المؤتمر للعمل في المؤسسات الصحية في المحافظة".
ومن جانبه، كشف الباحث الدكتور عمران سكر حبيب، من خلال بحث قدمه في المؤتمر وحضرته (المدى برس)، عن "ارتفاع ملحوظ في معدلات الاصابة بالامراض السرطانية"، مبينا أن "مرض السرطان هو واحد من اخطر ثلاثة امراض تؤدي الى الوفاة في المنطقة الجنوبية".
واضاف حبيب أن "المؤسسات الصحية والمستشفيات في المنطقة الجنوبية سجلت ارتفاعا ملحوظا في معدلات الاصابة بالسرطان مقارنة مع الاعوام العشرين السابقة"، مستدركا "لكن هذا الارتفاع ليس بالحجم الذي تهوله البعض من وسائل الاعلام".
ودعا حبيب الاطباء العاملين في مجال معالجة امراض السرطان الى "العمل كفريق طبي واحد ليتمكنوا من تحقيق نجاحات ونتائج افضل في عملهم"، مؤكدا أن "المرضى بحاجة الى تقديم المزيد من الجهد المشترك والتقدم في العمل وان ما يتم تقديمه حاليا رغم جودته غير كافي".
وكانت وزارة الصحة العراقية اكدت، في (6 ايلول 2013)، أن العراق "لا يزال مستقرا بين أقل الدول" من حيث الاصابات السرطانية، وفيما حذر مختصون من "تضاعف معدل الاصابات الى الضعف خلال العقد المقبل"، كشفت لجنة الصحة النيابية عن "بدء تجهيز المراكز السرطانية بعلاجات باهظة الثمن لم تكن متوفرة سابقا".
وكانت دائرة صحة البصرة كشفت، في (15 اب 2013)، عن وجود 70 إصابة بمرض السرطان لكل 100 ألف نسمة،ويشكل الأطفال 12 % من النسبة المعلنة، مشيرة إلى تخصيص 10 مليارات دينار لتوفير الأدوية اللازمة لمكافحة المرض .
يذكر أن تقريراً أعدته (بيس غروب) أو مجموعة السلام الهولندية، واطلعت عليه (المدى برس)، في (السابع من ايار 2013)، بين أن القوات الأميركية والمتحالفة معها استعملت بنحو 400 طن من أسلحة اليورانيوم المنضب ضد الأهداف العسكرية والمدنية على نطاق واسع لاسيما في مناطق جنوبي العراق ووسطه، في حربي 1991 و2003، مؤكدة أن تأثيراتها كانت أكثر بمئة مرة من تلك التي سببتها كارثة التسرب الاشعاعي من مفاعل "تشيرنوبل" زمن الاتحاد السوفيتي السابق، وأن ما يفاقم خطر تلك الأسلحة المشعة هو ضعف قدرة العراق على معالجتها والتقاعس الدولي لاسيما الأميركي والبريطاني في هذا الشأن، وأن العراق يحتاج لنحو 30 مليون دولار لتنظيف أكثر من 300 موقع ملوث.
واليورانيوم المنضب هو مادة مشعة سامة، على شكل معدن صلب ثقيل ينتج من مخلفات صناعة الطاقة النووية ويستخدم في الأسلحة لصلابته العالية، التي يمكنها اختراق الدروع. لكنه يؤدي إلى تلويث البيئة بالإشعاع المسبب لكثير من الأمراض بين السكان المدنيين. وكان الأطباء العراقيون أكدوا زيادة حالات الإصابة بالسرطان والولادات المشوهة حيث تجري منظمة الصحة العالمية تحقيقاً بهذا الأمر مع وزارة الصحة العراقية.
المصدر:المدى برس