العيون من أعضاء الحس الهامه جدا ومن لاعجب إذا قلنا إن هناك الكثير من الحيوانات الأولى... فعدد العيون اللآزمه للحيوان يعتمد على درجة حاجة الحيوان وأيضا على نمط حياته... فهناك مثلا سمكة الكهوف المكسيكيه التي تعيش في ظلام دامس ومن ثم فلا تحتاج إلى عيون.
ومن أسرار الخلق فإن الله سبحانه وتعالى جعل لكل عضو فائده محققه...
لذا لم يخلق الله كائنا ناقصا او زائدا بإعضاء لاحاجة لها...
وبالنسبه للفقاريات ومنها الإنسان فإن الله سبحانه وتعالى خلقها بثلاث عيون..
نعم ثلاث عيون ولامجال للتعجب فهي إرادة الله , فالأسماك والبرمائيات والزواحف والطيور وحتى اللبائن بما فيها الإنسان تملك ثلاث عيون ونحن نجهل تماما ما يخص العين الثالثه... فهذه العين عند الإنسان تقع في أعماق المخ وهي محاطه بعظام صلبه من كل الإتجاهات... ولهذا فمن المتعذر رؤيتها وهي لاتسمى بالعين بل "بالغده الصنوبريه"
وهذه العين السحريه صغيره جدا ولا يزيد وزنها عند الإنسان عن 0,1-0,2 جم وهي في الإنسان أصغر منها في التماسيح أو الأصناف العملاقه من الزواحف التي تملك عشرات من العيون, بل ومئات . وكلما كان تركيب العيون بسيطا زاد عددها لدى الحيوان . وهناك حيوانات لها عين واحده مثل مجذافيات الأرجل وهي من القشريات تسمى بالسيكلوبات .
سر جديد من أسرار العظمه الإلهيه :
اكتشف العلماء أن هذه العين تقوم بمهمة المحرر بالنسبه للحيوانات ذات الدم البارد التي لاتستطيع الحفاظ على درجه حراريه ثابته لإجسامها بل إن كل ما تفعله هو تنظيم تلك الحراره ضمن نطاق ضيق... وذلك بإختفائها عن أشعة الشمس نهارا والهروب من الصقيع ليلا غير أن عملية الهروب تلك سرعان ما تفقد جدواها إذا ما تعرض الحيوان لحراره أو بروده مفرطه هنا تأتي أهمية العين الثالثه لتلعب دورها الفريد والإعجازي الذي وجدت من اجله حيث تتحول إلى جهاز لقياس درجة حرارة الوسط المحيط وتعطي إشارتها للحيوان بالإبتعاد حسب حاجة الجسم للحراره....
وليست هذه هي المهمه الوحيده للعين الثالثه فهي لدى البرمائيات تعمل على تنظيم لون البشره... فإذا وضعت الغضاريف في غرفه مظلمه لمدة نصف ساعه يصبح لون بشرتها فاتحا بشكل ملحوظ وفي حالة خلع العين الثالثه لدى الغضروف فإنه يفقد قابلية تغيير لونه...فضلا عن أن هذه العين تفرز هرمون الميلاتون الذي يؤدي بدوره إلى تفتح لون البشره ...
أما بالنسبه للبائن فإن العين الثالثه وبالرغم من كونها مطموره في أعماق الجمجمه فإنها تعرف الفرق جيدا بين النور والظلام...
وقد بينت التجارب التي أجريت على الفئران التي وضعت لفتره طويله في مكان شديد الضوء أن وزن الغده الصنوبريه قد إنخفض لحد كبير في حين أن مكوثها في الظلام لفتره طويله لم يؤثر أبدا في وزن تلك الغده...
ولا تنحصر مهمة العين الثالثه في المشاركه في تغيير لون البشره وفي التنظيم الحراري فحسب بل إن الدراسات المسهبه التي أجريت في هذا المجال أكدت ان العين الثالثه في الإنسان قد تحولت إلى غده كامله ولكنها غير إعتياديه في نفس الوقت .. حيث أنه من المستحيل العثور في أي غده غير هذه الخلايا النجميه التي هي في الحقيقه خلايا عصبيه عاديه تماما تنتشر بشكل واسع في نصفي كرة الدماغ...
ولم يستطع العلماء حتى الآن تفسير سبب مثل هذا الترابط الوثيق بين الخلايا الغديه والعصبيه( ويخلق مالا تعلمون).
مهمه أخرى أكثر خطوره:
العين الثالثه ( الغده الصنوبريه) تفرز هرمونات تؤثر بشكل رئيس في تركيب دماغ آخر يسمى بالمجموعه النخاميه تحت المهاديه التي تساهم بشكل نشط في تنظيم التوازن المائي والملحي وكذلك في تنظيم تركيب الدم وفي عملية الهضم والبلوغ الجنسي والفعاليه الجنسيه.. بل والأهم من ذلك هو أن هذه المجموعه تقوم بتنظيم حالتنا العاطفيه وبالتالي فإنها تحدد نشاطنا العقلي....
وقد أثبتت التجارب التي أجريت على الفئران الصغيره التي تعرضت لخلع العين الثالثه انها تنمو وتكبر بصوره اسرع بالمقارنه مع شقيقاتها التي لم تتعرض لمثل هذه العمليه...
ثم إن تلك الفئران تنضج جنسيا بشكل أسرع ويكون عدد مرات الحمل والولاده عندها أكبر...
والمثل ينطبق ايضا على أفراخ الدجاج التي تمر بنفس العمليه..
وكذلك الأطفال الذين أصيبوا بمرض ما أدى إلى إضعاف نشاط الغده الصنوبريه أو إلى وقف نشاطها تماما تراهم ينضجون جنسيا في وقت مبكر...
وجدير بالذكر أيضا أن الغده الصنوبريه تؤثر على الغده النخاميه أو في غدة البنكرياس مباشرة .. فإنها تساهم في تنسيق كمية السكر في الدم ولهذا فإن حقن الجسم بخلاصات الغدةه الصنوبريه يؤدي إلى حدوث تغير شديد في التبادل المائي...
وقد أثبتت التجارب التي أجريت على الإنسان والحيوان أن الغده الصنوبريه تعمل منذ الولاده وحتى الشيخوخه على نفس المستوى تقريبا من النشاط غير أن ظهور حبيبات الكالسيوم والمغنيسيوم والفسفور والحديد يرشح هذه الغده لإنها تغير من طبيعة عملها في المستقبل ..لإن مثل هذه الحبيبات لاتوجد في تركيب العين الثالثه لدى الأطفال حديثي الولاده كما أنها نادرا ما تلاحظ لدى الأطفال دون الخامسه عشرة من عمرهم ثم تزداد هذه الحبيبات عاما بعد عام...
ومما لاشك فيه أن حبيبه واحده من هذه الحبيبات كفيله بتعطيل عيوننا الخارجيه ولعله من الصعب أن نتصور لماذا لاتتأثلر العين الثالثه بهذه الحبيبات؟؟ظ
غير اننا لانملك إلا أن نقول في النهايه هي واحده من معجزات الله سبحانه وتعالى في خلقه وهي أحد أدلة الإعجاز وآياته داخل الجسم البشري...
كما أنها دليل جديد على دحض وتعرية نظرية( النشوء والإرتقاء) التي يقف ورائها ( داروين) ومن هم على شاكلته...
وبقي أن نقول إن العلماء أصيبوا بالدهشه عند إكتشافهم هذه العين قبل ما يزيد على مائة عام..
------------------------------------------------
تحت شعار العلم للجميع
أضع أمامك هذا الموضوع من منتديات علميه شامله لاتحتكر موضيها
أنما شعارها
الفائده العامه تشمل الجميع
مسافر الليل