في هذه الليلة بالذات توقّعت حضورك ,
إنّ غيابك علّمني قراءة معالم الوجوه ,,
بالوحدة أشعر عندما أكون من دونك ,
يغرق كل شئ من حولي في عتمة الضجر ,
وعقم الكلام ..!
إنّ شرودي طريق إليكِ ,,
أحلم وكأني أهرول كصبيّ هارب من مدرسته
لأحدّثك عن أشيائي الّتي تحبّيها ,,
لم أستفق إلاّ على لعنة هذه المسافة البعيدة جدّاً .!
إنّ الأيّام تمر مكفوفة الأيدي ,
ومفكوكة المفاصل , وأظل عارياً إلاّ منك ,
إلاّ من ابتسامتك الحائرة ,,
والممتدّة مثل قوس قزح فوق ثغرك
في هذه الّليلة بالذات لن أنم إلاّ قُبيل صياح الديك ,,
ما أصعب الكتابة عن الأشياء الحميمة ,
عن عينيك التائهتين في صقيع وحدتي ,
والمتسكّعتين في شوارع شوقي إليكِ ..
مللت من محاولة نقل دفء اشتياقي إلى هذه الورقة الباردة..!
لقد تمرّد جوع القلم ,
على تخمة الأوراق المكدّسة قرب السرير ,
وفي كل الأرجاء ,,
فصوتك وحده يساكنني هذه الليلة .
ماذا أكتب عنكِ وأنت سرّ كل الكلام ,
وسر كل الحكايات .
أحفر أصابعي فوق البياض ,
فتغدو مصبوغة بلون ثوب حداد عينيك ,,,
وأنام مع جنازة الفجر البازغ .!