!
عندما رحلتَ حلَّ الخريفُ فجأة
اصفرتْ أوراقُ العمرِ و تساقطتْ
فعَصَفَتْ بها رياحُ الشمال الباردة
....
عندما رحلتَ حلَّ الصقيعُ فجأة
توغلَ البردُ في عظامي فتكسَّرتْ
كيفَ يقتلُ الصقيعُ بدونِ رحمة !
....
عندما رحلتَ تاهتْ الرّوحُ فجأة
وتركتْ الجسدَ بلا معنى كأنَّهُ ميِّتْ
ما الجسدُ بلا روحٍ إلّا جيفةً يابسةْ
....
عندما رحلتَ تلبّدتْ السماءُ فجأةْ
والغيومُ السوداءُ حجبتْ أفقَ الطرقاتْ
وعاصفةٌ هوجاء اختبأتْ منتظرة
...
عندما رحلتَ رحلتْ القافلةْ
قافلتي معكَ ومتاعي وأنا على مسافاتْ
أنتظرُ على الدَّربِ عودتكَ معَ الرَّاحلة
....
عندما رحلتَ حلَّ كابوسٌ فجأةْ
وأحلامي الجميلةُ على أعتابكَ تكسَّرتْ
فجفاني النومُ ، وأجفاني ظّلتْ ساهرة ..
...
عندما رحلتَ أحببتكَ أكثرَ ألفَ مرَّة
كيف تصعدُ على درجاتِ اللّيلِ التّنهداتْ
وكيفَ نموتُ ونحيا في الرَّحيلِ فجأة ..
.....
عندما رحلتَ تحرَّرَ قلمي بخِفَّة
فخَفَّ القلمُ وخَفَّ الحبرُ و خفَّتْ الكلماتْ
وكيفَ لعينيكَ كتبتُ القصائد المستعرة
....
في الرّحيلِ تتغيَّرُ المفاهيمُ بسرعةْ
يؤلمُ القلبَ النّبضُ والتّنفسُوالذكرياتْ
و البردُ يزفرُ أنفاسَهُ في العظامِ بشدَّة ْ
......
في الرَّحيلِ تُبطِئُ عقاربُ الساعة
فلا الخريفُ يرحلُ بالورقاتِ اليابساتْ
ولا الصقيعُ يغادرُ الأطرافَ المتجمدةْ
....
وفي الرحيل أنا على الأعتابِ منتظرةْ
رياحَ الربيعِ ، تلفحُ وجناتِ الزهراتْ
وتذيبُ الجليدَ عن المشاعرِ المختبئة