من العادات والتقاليد التي تحدث عنها علي الوردي في كتابه : دراسة في طبيعة المجتمع العراقي .. هي (الوير)
وهي من عادات الكرم والضيافة البدوية التي اثرت على سكان المدن العراقية ..وهناك عادة مشابهة لها من بعض الوجوه التي لا يخلو فرد عراقي من التطبع بها واحببت ان انقلها لكم اليوم بما انه العيد وستكثر العزائم والولائم ..
والوير كما وصفها العلامة الوردي :
فأنت اذا زرت بيتا وقدم لك صاحب البيت شيئا من الشراب والطعام .. وجب عليك ان تمانع وتتعزز .. ووجب عليه ان يصر ويلح .. وصاحب البيت لا يرحمك حتى ولو كنت مصابا بقرحة في المعدة ، فهو يقدم اللقمة الى فمك ويؤكد عليك ان تأكلها واذا تناولتها قدم لك الاخرى .. وهكذا دواليك .. هو يقسم بأغلظ الايمان ان تأكل وانت تقسم ان لا تأكل
وقد يحدث هذا عند تقديم هدية الى احد .. فهو ينبغي ان يتمنع عن قبولها ويتظاهر بقلة الاكتراث ..وكلما زاد المهدي في الحاحه زاد هو في تمنعه ..انه قد يكون في حاجة للهدية ويرغب بها في صميم قلبه ، ولكن العرف الاجتماعي يقضي عليه ان يظهر خلاف ذلك .. واذا قبل الهدية زعم انه فعل ذلك استجابة لالحاح المهدي ثم يمط شفتيه ليبدي اشمئزازه وانفته من قبول الهدية ..
عندما كنت في امريكا لاحظت انهم يفعلون عكس ما نفعله نحن تجاه الهدية .. فالفرد منهم اذا اهديته هدية مهما كانت تافهة وجب عليه ان يبدي فرحه ويذكر مبلغ اهميتها . وربما رمي الهدية بعد ذلك في سلة المهملات
وهو عندما يدعى لطعام لا يتوقع من صاحب الدعوة ان يلح عليه في تناوله ..
حدث لي في بدايه عهدي بالحياة الامريكية اني زرت بيتا وكان صاحب البيت يتناول عشاءه فدعاني الى مشاركته بالطعام
والواقع اني كنت راغبا في الطعام ولكني كنت اتوقع من صاحب البيت الحاحا واصرارا حسبما اعتدت في العراق .. فأخذت اتمنع واتعزز من غير جدوى ..ولم احصل منه الا على السكوت ...
وقد فاتني جراء ذلك طعام لذيذ !!!