أكد الدكتور إبراهيم مجدى استشارى الطب النفسى بكلية الطب بجامعة عين شمس أن الاعتماد على البحث الالكترونى فى الوصول على المعلومات من خلال "كوكل" يؤثر على قوة الذاكرة التى تنشط من خلال استخدام الحواس المختلفة منها البصر ، اللمس ، وهذا على غير ما يتم عند الاستعانة بمؤشر البحث الالكترونى الذى يظهر للمرء مجموعة من النتائج فى ثوانى معدودة ليختار الانسان المادة التى يريدها ، وهذا ما جاء متسقا مع نتائج الدراسة العلمية التى كشفت عن أن الإنترنت قد يجعلنا أكثر نسيانا لأنه سهل الحصول على المعلومة .
وأوضح مجدى فى تصريح خاص أن المطبوعات سواء صحف أو كتب فى طريقها الى الاندثار حيث حلت محلها مواقع البحث الالكترونى الذى يأتى الى المرء بكل ما يريد من خلال " ضغطة زر " ، إلا أن هذا الأمر له تأثير سلبى على ذاكرة الإنسان التى تنشط وتنتعش من خلال البحث والتنقيب واستخدام اكثر من حاسة فى أداء المهام المختلفة ، مما يجعل المعلومة التى يحصل عليها المرء ثابتة راسخة فى الذهن لأنها جاءت بناء على خطوات تدريجية انتهت بنتائج منطقية ، والوقت الكبير الذى استغرقه البحث يساعد فى ترسيخ المعلومة التى يستهدفها المرء وغيرها من المعلومات التى وجدها اثناء مراجعة الكتب والتنقل بين اكثر من مصدر، بالإضافة إلى أن كتابة بعض المعلومات كنوع من التخليص لما يبحث عنه الانسان من شأنه ان يثبت البيانات أكثر وأكثر فى العقل .
وأشار الدكتور ابراهيم إلى أن مستقبلات السمع والبصر والشم تحسن من اداء الذاكرة حيث تمر المعلومات بمرحلة تحليل ثم الاستيعاب والتخزين ، وبعد فترة تدخل معلومات اخرى لتأخذ الصدارة وتجنب المعلومات السابقة ، وإن كانت المعلومات الأكثر ضخامة والأكثر أهمية هى التى تحتل المرتبة الأبرز فى الذاكرة بعيدا عن الحداثة ، لافتا الى أن الذاكرة ثلاثة أنواع " طويلة ، متوسطة ومؤقتة " وهى تتأثر بأسلوب الحياة فالهدوء والطاقة الايجابية للمرء تدعم نشاطها ، وعلى العكس التلوث والضجيج والمشاعر السلبية والعنف والغضب تضعفها .