تُعد شجرة المورينجا من أكثر النباتات فائدةً في العالم، ويطلق عليها شجرة الحياة أو الشجرة المعجزة، وهي من أسرع الأشجار نمواً في المناطق الاستوائية والمعتدلة، بالإضافة لاستخدامها في غذاء الإنسان والحيوان وكذلك علاج الكثير من الأمراض.
وللتعرف على تفاصيل هذه الشجرة، التقت "وكالة الرأي" المهندس الزراعي محمد العرجا مسؤول محطة التجارب الزراعية التابعة لمديرية الزارعة برفح، وأعدت التقرير التالي.
ويشير العرجا إلى أن بذور هذه النبتة جاءت من مصر السنة الماضية، وهي من صنف "مورينجا أوليفيرا" الأكثر شيوعاً في منطقة الشرق الأوسط، موضحاً أن هذا الصنف نجحت زراعته في الشرق الأوسط ويتلاءم مع الظروف المناخية لهذه المنطقة أكثر من باقي الأصناف.
وينوه المهندس الزراعي لـ "مراسلة الرأي" إلى أنه خلال رحلته إلى مصر حصل على 100 بذرة، وزرعها في حقل التجارب الزراعي بمدينة رفح، مؤكداً نجاحها، مما جعله يتشجع لاستنبات بذور أكثر لتصبح واسعة الانتشار في قطاع غزة.
وعن عملية استنبات البذور يُبين العرجا، أنها تتم من خلال توفير ظروف استنبات خاصة، حيث يعمل أولاً على تشتيلها في المشتل ومن ثم يتم نقلها عند وصولها لحجم معين إلى الأرض المستديمة.
لا تحتاج للمياه
ومن مواصفات الشجرة المعجزة المنتشرة بشكل كبير في دول أوروبا، أنها لا تحتاج للمياه إلا الشيء اليسير، وتستمر وتعطي إنتاج خضري وبذور، وهذا ما أدى إلي نجاح زراعتها بشكل كبير في قطاع غزة، في ظل شح المياه في القطاع.
وتنتشر هذه الشجرة في منطقة الشرق الأوسط وبشكل أكبر في منطقة السودان وخط الاستواء، حيث تتعدد أصنافها هناك وخصوصاً صنف المورينجا أوليفيرا الذي ثبت نجاحه في الشرق الأوسط.
ويؤكد العرجا أن المورينجا تتميز بالسرعة في النمو، فيمكنها خلال فترة وجيزة لا تتعدى الشهرين أن تنمو ويصل طولها لـ 50سم، وتحتاج لظروف مناخية جافة وحرارة مرتفعة لزيادة نموها.
ويشير إلى أنه واجه بعض الصعوبات في زراعتها في أول الأمر، معللاً ذلك بأنه بدأ زراعتها في منطقة قريبة من البحر تتمتع بالرطوبة العالية، وهو ما لا تحبه هذه النبتة مما تسبب ببطء في نموها، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه هيئ بعد ذلك كل العمليات اللازمة لها من تسميد وري وتزامناً مع موسم الربيع لاحظ نمو متسارع لها.
طرق زراعتها
وفيما يتعلق بطرق زراعتها يقول العرجا "هناك العديد من الطرق، وتختلف حسب الهدف من زرعتها، فمن الممكن أن تزع للحصول على الورق، وبالتالي يصبح تكثيف الزراعة ما يجعل الأشجار قريبة من بعضها".
ويتابع قوله "لكن في حالة الرغبة في الحصول على بذور لإعادة زراعتها والتوسع فيها، يتم زراعتها بطريقة مختلفة"، مبيناً أنها تترك لتجف قليلاً ومن ثم تبدأ عملية الاستنبات في المشتل.
ويضيف العرجا "أن هدف وزارة الزراعة هو البذور وليس الأوراق، لأننا معنيين في نشر الفكرة وتوسعها"، منوهاً إلى أن الفائدة من هذه البذور مزدوجة، حيث ينتج منها زيت المورينجا الذي يعتبر قيمة غذائية أفضل من زيت الزيتون.
ويحتوي "القرن" الواحد من المورينجا على (10-11) بذرة، ويم استخراج الزيت ذو الفائدة الصحية الكثيرة من خلال عصر البذور.
فائدتها صحياً
أما على الصعيد الصحي، فتعتبر المورينجا منظمة للقلب وتستخدم في علاج الروماتيزم والجهاز الهضمي إلى جانب أنها منشطة للذاكرة، وتغلى أوراقها لصناعة شاي المورينجا بعد طحنها وتجفيفها هوائياً لكي لا تفقد قيمتها الغذائية.
وتحتوي المورينجا على الكالسيوم بقدر يساوي عشر أضعاف الموجود في "السبانخ"، وتستخدم كتوابل لبعض المأكولات وتتحمل الشجرة مدى واسع من الظروف الجوية، حيث يمكنـــــــــها أن تنمو ما بين درجات الحرارة 25 و35 درجة مئوية، ويمكنها أن تتحمل حتى 48 درجة في الظل، كما يمكنها أن تتحمـــــل الصقيع الخفيف، وكذلك الجفاف.