أثارت سلسلة الهزات المتتابعة التي ضربت مناطق متفرقة شمال اسرائيل خلال اليومين الماضيين الهلع في نفوس الاسرائيليين على المستويين الرسمي والشعبي ،ما ضاعف من مشاعر القلق من وقوع "الزلزال الكبير" وما سيترتب عليه من مخاطر كبيرة.
فقد ذكرت القناة العبرية الثانية، مساء اليوم الأحد، أنه للمرة الرابعة خلال أسبوع يشعر الإسرائيليون بهزات ارتدادية ناتجة عن زلازل وقعت معظمها في بحيرة طبريا إلى الشمال من إسرائيل ومن بينها اثنتان اليوم فقط، مبينةً أنه رغم أن كل تلك الارتدادات كانت خفيفة إلا أن هناك تحذيرات ومخاوف كبيرة بدأت تظهر على الساحة الإسرائيلية من وقوع زلزال كبير في المستقبل الكبير.
وحذر رئيس بلدية طبريا "زوهار عوفيد" من الأخطار المحدقة بالمنطقه في حال وقوع زلزال في المستقبل، داعيا الحكومة الإسرائيلية للتحرك الفوري من أجل تعزيز قدراتها وتلبية كافة المعايير اللازمة للحد من مستوى المخاطر العالية.
وأضاف "قد تحدث كارثة على نطاق كبير وليس هناك أي خطط لتعزيز الحماية من المباني وخاصةً تلك الآيلة للسقوط والتي تم تشييدها قبيل عام 1980 ولا يوجد بها أي سبل حماية والشعور الذي لا لبس فيه إمكانية حدوث زلزال كبير في أي وقت ممكن وهو شعور غير سار أو جيد".
وأشار إلى أنه طيلة السنوات الماضية كان يخاطب قيادة الجبهة الداخلية لتنفيذ خطط لحماية المنطقة بالإضافة لتنفيذ مناورات خاصة في حالة وقوع أي طوارئ أو زلازل وأن الإجابات كانت تدعو لمواصلة الإجراءات الروتينية وعدم القيام بأي إعداد.
وتقول القناة في تقرير بثته الليلة، أن السكان في مناطق شمال البلاد اعتادوا في الأيام الأخيرة أن تحدث رجفة مفاجئة خاصةً في لحظات راحة البال، إنها ظاهرة جديدة لا يتحمس أحد لها.
وقال أحد السكان الإسرائيليين "كنت جالسا في إحدى الغرف فشعرت فجأة أن الجدار والأريكة يتحركان والأرض تهتز، كان الزلزال الذي هز المنطقة صباحا قويا جميع من في البناية غادروها على الفور".
ووفقا للقناة فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس معهد قياس الزلازل ورئيس اللجنة التوجيهية الدولية للتأهب للزلازل "آفي شابيرا" وأوعز له بعقد لقاءات مع الجهات الحكومية وزيادة التأهب في حال تطورت الأمور.
من جهته ذكر موقع "والا" العبري، في تقرير مطول نشر مساء اليوم، أن احتمال وقوع زلزال يحدث مزيدا من الخسائر البشرية والاقتصادية قد يقع في أي لحظة، رغم محاولات مدير المركز الجيوفيزيائي الإسرائيلي "أوري بيرزلندر" التخفيف من واقع الأمور وطمأنة الإسرائيليين بأنها لا تشير في الوقت القريب لأي زلزال كبير دون استبعاد وقوعه على المدى البعيد، مشيرا إلى أن المركز يتابع باهتمام ما يجري وجرى خلال الأيام الماضية.
ووثق التقرير سلسلة من الزلازل والهزات الأرضية التي ضربت المنطقة، من بينها سلسلة هزات مماثلة ضربت لبنان عام 2008 وتسببت في إحداث أضرار مادية، مشيرا لاخرى مماثلة ضربت عام 1989 المناطق الشمالية دون إصابات أو أضرار وأخرى في منطقة ميناء إيلات ما بين أعوام 1983- 1995 وكانت أقواها بدرجة 7.1 على مقياس ريختر فيما كانت أشد الزلازل التي ضربت المنطقة عام 1948 وأحدثت أضرارا كبيرة في مناطق "إسرائيلية".
وضرب خلال الأعوام الـ 200 الماضية، زلزالان عامي 1837 و 1927 وتسببا في إحداث أضرار في منطقتي صفد وطبريا وتسبب الأخير بمقتل 300 مواطن على جانبي نهر الاردن.
ومن الجدير بالذكر أن المراصد الجيولوجية العالمية قد رصدت خلال الأسبوعين الماضيين حوالي 820 هزة أرضية خفيفة في شرق المتوسط وأوروبا.
المصدر والترجمة: صحيفة القدس الالكترونية وموقع طقس فلسطين.