النصرانية بين الجاهليين النصرانيه إحدى الديانات السماوية التي دان بها العرب قبل الإسلا[I]م
أصل الكلمة والمعنى النصرانية و نصارى تطلق في العربية على أتباع المسيح، من الألفاظ المعربة. يرى بعضى المستشرقين أنها من أصل سرباني هو: "نصرويو" Nosroyo، "نصرايا" Nasraya، ويرى بعض آخر أنها من Nazerenes التسمية العبرانية التي أطلقها اليهود على من اتبع ديانة المسيح. وبرى بعض المؤرخين أن لها صلة "بالناصرة" التي كان منها "يسوع" حيث يقال: "يسوع الناصري" أو أن لها صلة ب "الناصريين" Nasarenes=Nazarenesاحدى الفرق القديمة اليهودية المتنصرة.[/FONT][/COLOR]
وقد بقي اليهود يطلقون على من اتبع ديانة المسيح "النصارى"، وبهذا المعنى وردت الكلمة في القرآن الكريم، ومن هنا صارت النصرانية علماً لديانة المسيح عند المسلمين.
[h=2]النصارى في الشعر الجاهلي وقد ورد ذكر النصارى في في الشعر الجاهلي، وفي شعر المخضرمين
فقد ذُكر ان أمية بن أبي الصلت ذكرهم في هذا البيت:
أيام يلقى نصاراهم مسيحهم والكائنين له وداً وقربانـا
وذكر ان شاعراً جاهلياً ذكر النصارى في شعر له، هو:
اليكَ تعدو قلقا وضينـهـا معترضاً في بطنها جنينها مخالفاً دين النصارى دينها
وذكر ان جابر بن حُنىّ قال:
زعمت بهراء ان رماحـنـا رماح نصارى لا تخوض إلى دم
وأن حاتماً الطائي قال في شعر له:
ومازلت أسعى بين نابٍ ودارة بلحيانَ حتى خفت أن أتنصرا
وأن " طخيم بن أبي الطخماء" قال في شعر له في مدح بني تميم:
وإني وإن كانوا نصارى أحبهّم ويرتاح قلبى نحوهم ويُتَـوَّق
وأن عدي بن زيد قال في شعر له :
سعى الأعداء لا يألون شراً عليك ورب مكة والصليب
[h=2]زمن دخول النصرانية إلى جزيرة العرب لايعرف زمن دخول النصرانيه لجزيرة العرب. وتحاول مؤلفات رجال الكنائس رد ذلك التاريخ إلى الأيام الأولى من التأريخ النصراني، غير اننا لا نستطيع اقرارهم على ذلك، لأن حججهم في ذلك غير كافية للاقناع. ولذلك، فليس من الممكن تثبيت تأريخ لانتشارها في هذه الأماكن في الزمن الحاضر، وليس لنا إلا التفتيش عن أقدم الوثاثق المكتوبة للوقوف عليها بوجه لا يقبل الشك ولا التأويل. ونحن أمام بحث علمي، يجب أن تكون العاطفة بعيدة عنه كل البعد.[/FONT][/COLOR]
[h=2]كيفية أنتشار النصرانيه في جزيرة العرب دخول النصرانية إلى الجزيرة العربية كان بالتبشير وبدخول بعض النساك والرهبان إليها للعيش فيها بعيدين عن ملذات الدنيا وبالتجارة، وبالرقيق.
أما هجرة نصرانية كهجرة اليهود إلى الحجاز أو اليمن أو البحرين، فلم تحدث، ذلك لأن النصرانية انتشرت في امبراطورية الروم والساسانيين بالتدريج، ثم صارت ديانة رسمية للقياصرة والروم وللشعوب التي خضعت لهم، فلم تظلّ النصرانية أقلية هناك، لتضطر إلى الهجرة جماعة وكتلة إلى بلد غريب.
[h=2]قبائل عربية أعتنقت النصرانية وقد ذكر "ابن قتيببة الدينوري": ان النصرانية كانت في ربيعهَ، وغسان، وبعض قضاعة.[/FONT][/COLOR]
وقال "اليعقوبي": "وأما من تنصر من أحياء العرب، فقوم من قريش من بني أسد بن عبد العزى، منهم عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى، وورقة بن نوفل بن أسد. ومن بني تميم: بنو امرىء القيس بن زيد مناة، ومن ربيعة:بنو تغلب، ومن اليمن:طيء ومذحج وبهراء وسليح وتنوخ وغسان ولخم".
و أنتشار النصرانية في العرب ببلاد الشام واضحاً ظاهراً أكثر منه في أي مكان آخر.
والسبب في ذلك لما قد كان لعرب هذه الديار علاقة مباشرة واتصال ثقافي بغيرهم من سكان هذه الأرضين الذين دخل أكثرهم في الديانة النصرانية، والذين صارت هذه الديانة ديانة بلادهم الرسمية بعد دخول الروم فيها واتخاذهم النصرانية ديناً رسمياً للدولة منذ تنصر أول قيصر من القياصرة.
ومن عرب بلاد الشام وعرب بادية الشام والعراق الذين تنصرو "سليح"، و"الغساسنة"، و"تغلب"، و"تنوخ"،و "لخم"،و "إياد". وتعد بهراء و"إباد" في جملة القبائل العربية المتنصرة عند ظهور الإسلام. تنصرت كما تنصرت غسان وسليح وتنوخ وقوم من كندة، وذلك لنزولها في بلاد الشام ولاتصالها بالروم.
ومن متنصرة العراق بنو عجل بنُ لجيم من قبائل بكر بن وائل. وقدعرف منهم "حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي" الذي سادهم في معركة ذي قار. وكان منها في أيام بني أمية أبجر بن جابر. وهو والد حجّار. وقد بقي على نصرانيته في الإسلام.