قال الصادق (ع) : يا أبا الفضل ! . .ألا أحدّثك بحال المؤمن عند الله ؟ . . فقلت : بلى ، فحدِّثني جُعلت فداك ! . . فقال : إذا قبض الله روح المؤمن صعد ملكاه إلى السماء فقالا :
يا ربِّ عبدك ونِعْمَ العبد ! . . كان سريعاً إلى طاعتك ، بطيئاً عن معصيتك ، وقد قبضته إليك فما تأمرنا من بعده ؟ . . فيقول الجليل الجبّار :
اهبطا إلى الدنيا ! . . وكونا عند قبر عبدي ، ومجّداني وسبّحاني وهلّلاني وكبّراني ، واكتبا ذلك لعبدي حتى أبعثه من قبره ، ثم قال لي: ألا أزيدك ؟ . . قلت : بلى ، فقال :
إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه ، فكلما رأى المؤمن هولاً من أهوال يوم القيامة قال له المثال :
لا تجزع ولا تحزن ، وأبشر بالسرور والكرامة من الله عزّ وجلّ . . فما يزال يبشّره بالسرور والكرامة من الله سبحانه ، حتى يقف بين يدي الله عزّ وجلّ ، ويحاسبه حساباً يسيراً ويأمر به إلى الجنّة والمثال أمامه ، فيقول له المؤمن :
رحمك الله نِعْمَ الخارج معي من قبري ! . . مازلت تبشّرني بالسرور والكرامة من الله عزّ وجلّ حتى كان ، مَن أنت ؟ . . فيقول له المثال :
أنا السرور الذي أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا ، خلقني الله لأُبشرك .