... تراتيل على منصَّة العفاف ...
إنظر إلى شفتي الحمرا وأجفاني
فالشَّهدُ في شفتي والكحلُ ربَّاني
وصفي بديعٌ أنيقٌ ليس يحصرهُ
مجنون ليلى ولا الخنذيذُ قبَّاني
هذي الخمائلُ لمَّا جئتُ أنظرُها
ذابت حياءً وحارت كيف تلقاني
حتى نوارسُ هذا البحر أدهشها
خصري النحيل وخلخالي وفستاني
والعاشقون على أبواب مملكتي
يتساقطون وطرفي القاتلُ الجاني
لاأعرفُ الحبَّ لم أقرأ له كتباً
ولم أعرهُ أحاسيسي ووجداني
فكيف تطلبني ماعشتُ أجهلُهُ
إنِّي تنزَّهتُ عن ذلٍّ ونقصانِ
تريدُ وصلاً إذا ماالليلُ داهمنا
أنا وأنتَ ووسواسٌ لشيطانِ
ماذا أقول غداً للأهل لو علموا
بما جنيتُ وهل أُحضى بغفرانِ
وأين خوفي وإجلالي لخالقنا
وأين علمي وإخلاصي وإيماني ؟؟
لا لن أكون كمن باعت كرامتها
واليوم تمضي بلا مأوى وعنوانِ
منبوذة القدرِ كالجرباء تمقتُها
كلّ العيونِ من الأقصى إلى الدَّاني
ماأجمل الحب إن أفشيتَهُ علناً
على الأهالي وأحبابي وجيراني
هيَّا إليهم وقل بالشرع أطلبها
ومالديَّ سوى فرضي وقرآني
هذا مرادي وقد أخبرتُهم سلَفاً
ولن يخيبَ رجائي بين إخواني
فما السعادةُ في مالٍ سأجمعُه
لكنْ بتقوى إلهي سوف تغشاني
وبعد ذاكَ ستبقى في دمي أبداً
أنا كأنتَ فطبْ ياعمريَ الثاني
ثم الصلاة على المعصوم سيدنا
ماغنَّى طيرٌ بآفاقٍ وأغصانِ