اعتبر جگرخوين
( القلب الدامي )أشهر شعراء الأكراد المعاصرين الذين لمعت أسماؤهم في الفترة ما بين خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي ، وحتى الآن يعتبر مدرسة خاصة قلدها الكثيرون من شعراء الأكراد ولا يزالون حتى الآن يسيرون على نهجه ، كتب الشعر الكلاسيكي وشعر التفعيلة وكذلك قصيدة النثر ، برع جيكر في تجسيد الحياة الكردية والآلام والمحن التي مر بها شعبه الكردي ، كان ملتزما بقضايا أمته ومصيرها مع إصراره على الكتابة باللغة الكردية بلهجته الكرمانجية على الرغم من الصعوبات التي تعرض لها ، وكان يعلق على ذلك بقوله ( إذا كتبت بلغة الآخرين فإن لغتي ستضمحل وتموت أما إذا كتبت بلغتي فإن الآخرين سيحاولون قراءة وكتابة لغتي ) يعتبر الشجن الشعري لدي جيكر انعكاسا طيبعيا لحياة الترحال والتشريد والمجازر التركية التي وقعت في حق الأكراد والأرمن حيث انتقل من كردستان التركية إلى عامودا ومنها إلى إيران فالعراق ثم القامشلي السورية واليتم المبكر الذي عاشه وامتهانه العديد من الحرف ومنها رعي الأغنام خلق كل ذلك من جيكر شخصاً صلباً مهموما بأمته ويعتبر من أوائل من شاركوا في الحزب الشيوعي السوري
أسس جيكر خوين جمعية( خويبون ) الأدبية في العام 1928 التي اهتمت بنشر الوعي القومي والثقافة والأدب الكردي في الجزيرة السورية ، ضمت العديد من المثقفين والأدباء الأكراد على رأسهم كاميران بدرخان الشاعر السياسي وحسن حاجو ، كما شارك في تأسيس ( نادي عامودا الثقافي ) في العام 1932 ومن خلاله أظهر اهتمامه بتعليم اللغة الكردية للشباب وبرز منهم عدد كبير من المثقفين لعل أشهرهم ( نايف حسو الذي اشتهر باسم سيدي تيريز ) .
كان ترحال جيكر المستمر بحثاً عن اللم والمعرفة سعياً للتزود بكل ما يرفع من إمكاناته التي ستؤهله لخدمة كردستان وأبنائها ، وضع كتاب ( قواعد اللغة الكردية ) وكذلك ألف قاموساً في الكردية من جزأين .
قام جيكر خوين بنظم المخطوطة التاريخية ( شرفنامة المنظومة ) والتي كانت مكتوبة بخط ( الملا عبد الهادي دير كا جياي مازي ) عام 1942 وهي تتألف من 742 مقطعا شعرياً ، وتعتبر وثيقة تاريخية تحكي أحوال زعماء الأكراد ومكانتهم ، ألفها( شرفخان البدليسي ) عام 1005 هجرية باللغة الفارسية حول أنساب العشائر والأمراء الأكراد .
خلف جيكر خوين ثمانية دواوين تحكي قصص الكفاح الكردية والتقلبات السياسية التي عاشها الأكراد خلال فترة حياة جيكر خوين والفخر بانتمائه الكردي وخطبه السياسية والتي كانت تحمل العديد من الدلالات السياسية والأنسانية يفسر ذلك سر الكلمات الخشنة التي احتشد بها شعره على حساب استعمال الألفاظ الرقيقة :
من أنا
كردي أنا
في الأرض والسماء
وفي قصيدة أخرى يقول :
أين حدائقي وبساتيني
وأين رياضي وجناني
لقد احتلها الأعداء
آخ ...
أين كردستاني ... أين )؟!
وكان يشير إ لى محاربة الأغوات ومزتدي عباءة الدين من غير الآهلين لذلك وفيهم قال جيكر خوين :
اضربوا أيها الأخوة
اقتلو
الأغوات ..... والشيوخ إنهم أول الأعداء
استقي جيكر خوين لغته من خلال ثقافاته المتنوعة ، حيث درس الفلكلور الكردي وقلد القدامى من شعراء الأكراد أمثال الملا أحمد خاني وأحمد الجزيري ، ولتفادي ضياع قصائده كان يتعمد تذييل آخر بيت من كل قصيدة بكتابة اسمه وقلده في ذلك العديد من شعراء الأكراد ، وعلى الرغم من أن بدايات جيكر خوين كانت دينية حيث اهتم بتعلم العلوم الدينية على يد الملالي ، فإنه انخرط في العمل السياسي واهتم بعد ذلك بدراسة العلوم الدنيوية وتاريخ الثورات حول العالم ، وعمد إلى التجديد في القصيدة الكردية .
أصدر مع رفاقه في أول تشكيل سياسي كردي في سورية ( الحزب الشيوعي السوري ) مجلة( كلستان ) ـ أرض الزهور ـ عام 1968 والتي اهتمت بالأدب والشعر والترجمة ، إلا أن هذا التنظيم السياسي انحل وانشق رفاقه المشاركون في المجلة واعتبرت الكتابة بالكردية جريمة إلا أنه ظل يناضل ويكتب بلغته حتى وافته المنية في العام 1948 في مدينة القامشلي السورية