ملكات من الشرق
بلقيس
كانت بلقيس سليلة حسب ونسب فأبوها كان ملك اليمن وقد ورثت المُلك بولاية منه ولكن أشراف وعلية قومها إستنكروا توليها العرش ولكنها إستطاعت التخلص من كل الأعداء والطامعين فى مملكة سبأ
وتحت حكم بلقيس إزدهرت مملكة سبأ وتمتعت بالإستقرار والرخاء والحضارة والعمران والمدنية وإستطاعت توطيد أركان ملكها بالعدل وساست قومها بالحكمة وقامت بترميم سد مأرب
ولقد ورد ذكر الملكة بلقيس فى القرآن الكريم فى سورة النمل فهى صاحبة الصرح الممرد من قوارير وصاحبة القصة المشهورة مع نبى الله (سليمان عليه السلام)
وكان قوم بلقيس يعبدون الأجرام السماوية والشمس على وجه الخصوص وكانوا يتقربون إليها بالقرابين ويسجدون لها وهذا ما لفت إنتباه الهدهد الذى بعثه سيدنا (سليمان عليه السلام) ليبحث عن مورد ماء وليس هناك أفضل من القرآن الكريم فى سرد هذه القصة المشهورة
بقايا عرش بلقيس في اليمن
سميراميس
هى ملكة آشورية ولدت فى العراق فى مدينة بابل 800 ق.م وسميراميس تحريف إغريقى لإسم (سمورامات) أى الحمامة تزوجت من ملك نينوى ( شمسو حداد الخامس ) وبعد أن توفى زوجها لم يكن إبنها ( حدد نيرانى ) يبلغ سن الرشد فإستلمت الحكم وأصبحت وصية على العرش لمدة خمس سنوات صحيح أنها إستلمت الحكم رسمياً لفترة خمس سنوات إلا أنها كانت تشارك بالحكم منذ أيام زوجها وكذلك مع إبنها لتصبح بذلك حكمت 42 سنة
كانت سميراميس ذات شخصية قوية وذكاء حاد وقامت بفتوحات كثيرة إستطاعت خلالها أن تسيطر على مصر وبلاد الشام وبلاد ميديا والهند
وقامت ببناء مسلة لتخلد ذكراها وهى موجودة فى ساحة المسلات فى معبد آشور وهى التى أنشأت مدينة آشور بمعابدها وقصورها الضخمة وأحاطتها بالأسوار العالية وقامت أيضاً ببناء نفق مقبب من الحجر تحت مجرى نهر دجلة ليوصل طرفى المدينة ويقال أنها من بنت حدائق بابل المعلقة المشهورة فى التاريخ
بقايا مدينة آشور في العراق
قلعة آشور
زنوبيا
ملكة سورية ملكة تدمر والشام والجزيرة(240م - حوالى 274م) وكانت زوجة لأذينه ملك تدمر الذى إمتدت سلطته على سوريا وسائر آسيا الرومانية وكثيراً ما حارب الفرس وردهم عن بلاده وكان إذا خرج للحرب أناب زنوبيا وكانت تحكم بمهارة و قد إشتهرت الملكة زنوبيا بجمالها وولعها بالصيد والقنص وقيل عنها أنها كانت ذات رأى وحكمة وعقل وسياسة ودقة نظر وفروسية وشدة بأس
ولما قتل آذينه تولت الملك بإسم إبنها (وهب اللات) وإزدهرت تدمر فى عهدها وأنشأت جيش قوى وإستولت على العديد من البلدان وزاد ثراء المدينة ونافست روما فى العظمة والفخامة والمكانة وتقدمت بجيشها لتكتسح كل البلاد حولها
وتوسعت مملكتها حتى شملت باقى سوريا وأصبحت حدود مملكتها من شواطىء البسفور حتى النيل بعد إحتلالها مصر والشام والعراق وما بين النهرين وآسيا الصغرى حتى الثغرة وأطلقت عليها الإمبراطورية الشرقية ومملكة تدمر وكانت واحدة من أهم الملكات فى التاريخ
صور لبقايا مملكة تدمر في سوريا
ديهيا
ديهيا إمرأة حكمت المغرب قبل الفتح الأموى وحكمت الممالك الأمازيغية فى المغرب العربى لخمس وثلاثين عاماً وكانت مثالاً ساطعاً على قوة الشخصية والحكمة والدهاء فى تسيير دواليب الحكم وكانت إمرأة قوية تولت زمام الحكم بحكمة وحزم قل نظيرها فى التاريخ
الملكة ديهيا بنت تابنة (585 م - 712 م)، المشهورة بلقب الكاهنة قائدة عسكرية وملكة أمازيغية خلفت الملك أكسيل في حكم الأمازيغ وحكمت شمال أفريقيا تشكل مملكتها اليوم جزء من الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وعاصمة مملكتها هي مدينةخنشلة في الأوراس
قادت ديهيا عدّة حملات ومعارك ضد الرومان والعرب والبيزنطيين في سبيل استعادة الأراضي الأمازيغية التي قد أستولوا عليها فيأواخر القرن السادس الميلادي وقد تمكنت من إستعادة معظم أراضي مملكتها بما فيها مدينة خنشلة بعد أن هزمت الرومان هزيمة شنيعة وتمكنت من توحيد أهم القبائل الأمازيغية حولها خلال زحف جيوش المسلمين
وإستطاعت ديهيا أن تلحق هزيمة كبيرة بجيش القائد حسان بن النعمان عام 693 وتمكنت من هزمهم وطاردتهم إلى أن أخرجتهم من تونس الحالية .
وبدلاً من أن تتحول لملكة مكروهة عند المسلمين أصبحت إمراة شجاعة يحترمونها وأصبحت رمزًا من رموز الذكاء والتضحية الوطنية وورد ذكرها عند الكثير من المؤرخين المسلمين
وقد قال عنها المؤرخ ابن عذارى المراكشي:
«جميع من بأفريقيا من الرومان منها خائفون وجميع الأمازيغ لها مطيعون