..................عمليات التجميل . اسرار عمليات التجميل.
ترددت كثيرا قبل أن اكتب عن هذا الموضوع لكنني وجدت أن من الأمانة أن يعرف الناس عن أسرار هذه المهنة والحوادث الكثيرة التي تحدث بين الحين والاخر ....
عملت في مجال الجراحة التجميلية ما يقارب السنتين وخلال هذه الفترة تعرفت تقريبا على 99% من أطباء التجميل في سورية بشكل شخصي وأصبح بعضهم من أصدقائي وبحكم طبيعة عملي حضرت ما يقارب 500 إلى 700 عملية تجميل في المستشفيات بكل أنواعها وأشكالها في سورية وبعضها في ايطاليا وألمانيا حتى أصبح بعض المرضى ينادونني دكتور ويأخذوا برأيي في بعض الحالات
أطباء التج ميل : إن عدد أطباء التجميل في سورية يقارب 80 طبيب وهؤلاء أطباء لهم عيادات معروفة ومزدحمة في أغلب الأوقات ويمارسون المهنة بشكل شرعي وهناك أيضا حوالي 100 طبيب (رقم تقديري) يمارسون مهنة التجميل بشكل غير شرعي وبدون رقابة من أحد
إذا ما عدنا إلى الأطباء القانونيين وهم 80 طبيب فإن عدد الأطباء المؤهلين منهم للعمل في مجال التجميل حوالي 20 طبيب على أبعد تقدير وأتمنى لو استطيع ذكر أسمائهم كلهم ولكن لا أريد لهذا المقال أن يفسر على أنه دعاية لأحد, أما الباقي فهم دخلاء على مهنة التجميل بشكل فاضح
والشيء المحزن في الأمر أن المريضة لا تعرف من هو الطبيب الجيد من السيئ وتعتقد أن الطبيب الجيد هو الطبيب الذي لديه اكبر عدد من المرضى في غرف الانتظار, والأدهى هو عدم وجود أي جهة تقوم بمحاسبة الطبيب إذا ما أخطأ بعمله وهذا واقع أليم بالنسبة لمهنة الطب بشكل عام في سورية
وأرى هنا أني مضطر لذكر بعض الحوادث التي حدثت وما زالت نحدث لكي يعي القارئ خطورة الموقف
*فتاة في العشرينيات من عمرها تذهب إلى أحد الأطباء المعروفين بقصد القيام بعميلة تجميل (لا داعي لذكر نوع العملية ) وهذه العملية بسيطة وتقام في العيادات عادة والنتيجة هي وفاة الفتاة بعد يومين والطبيب لا زال يمارس المهنة حتى هذه اللحظة (اعذروني لأني لا استطيع ذكر تفاصيل أكثر خوفا من الإحراج )
*فتاة تقوم بعملية تكبير للثدي عند أحدهم والنتيجة تموت الجلد لحلمة الثدي وفقدانها بعد فترة
*إمرة تذهب لحقن مواد مالئة في الوجنتين وبعد أسبوع تفاجئ بأن هذه المواد تهاجر لتستقر في أسفل الوجه
*فتاة تذهب للقيام بعملية تكبير ثدي فيقوم الطبيب بوضع بروتيز( وهو السليكون المستخدم في العملية )
مستعمل ومستخدم من قبل لمريضة سابقة مما أدى إلى حدوث التهاب حاد وفشل العملية
لا أريد أن أطيل أكثر لان القصص كثيرة جدا جدا ولا مجال للإطالة والتكرار
في الحقيقة إن جهل العامة بما يجري هو ما يؤدي إلى هذه الحالات فعلى سبيل المثال هناك مواد مالئة تستخدم لتكبير الوجنات والشفاه ويتراوح سعرها بين 80 ليرة سورية و 8000 ليرة سورية لكل سم ( هل لاحظتم هذا الفارق ) وبالتالي فالمريض أو المريضة لا تعرف ما الذي يتم استخدامه كما أن أسعار البروتيزات تتراوح بين 10000 ليرة و 40000 ليرة وأيضا لا تعرف المريضة ما الذي تم استخدامه وهل هو جديد أو مستعمل من قبل
هذه القصص وغيرها جعلت من عالم التجميل في مجتمعنا أشبه بعالم يلفه الغموض وفقط البعض ممن عاشوا هذا العالم يستطيعون أن يعرفوا ما يجري من مغالطات كالقيام بعمليات فاشلة وموت مرضى وتشويه وتحرش جنسي أثناء العملية بالإضافة إلى النصب والاحتيال
لا أبالغ إذا ما ذكرت لكم أن بعض الزبائن يباعون وكأنهم سلع لأطباء آخرين فيمكن لمريض أن يطلب من أحد الأطباء أن يقوم بعملية معينة وطبعا لا يستطيع الطبيب أن يقر بأنه لا يعرف هذه العملية أو تلك وبالتالي بعد أن تخدر المريضة يخرج الطبيب ليدخل طبيب آخر ويقوم بالعملية (دون علم المريضة) ويتم الحساب بين الطبيبين فيما بعد
أكثر من ذلك كثير من الأطباء يتعاملون مع بعض محلات الكوافيرات والمساج وحتى سائقي التاكسي,
فقط احصل على زبون (المريضة) وأرسله إلى أحد الأطباء وسوف تحصل على المكافئة 5 أو 10 آلاف ليرة حسب العملية
عالم لا يمكن أن أصفه إلا بأنه قذر بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى
على العكس من ذلك تماما فإن الأطباء الجيدين وهم قلائل كما ذكرت سابقا يعملون بمنتهى الأمانة والإنسانية والرحمة ولكن كما ذكرت فالقليل فقط يعرف عنهم فعدد المرضى في قاعة الانتظار والديكور والدعايات في المجلات والجرائد غالبا ما تكون خداعة وكاذبة .
طبعا أستطيع أن أتحدث عن تفاصيل هذا الواقع وأسبابه وحيثياته بشكل علمي ولكن هذا سيحتاج إلى الكثير من الوقت والكلام
في النهاية : لا أعرف فيما إذا استطعت أن أنقل جزء من هذه الصورة أو لا ولكن ما أنصح به هو التأني والحذر عند القيام بهذه الأنواع من العمليات لان الخطأ فيها لا يتم إصلاحه بسهولة والعواقب وخيمة .