تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الجمعة 18-10-2013 الحديث في الشأن اللبناني الداخلي عن مواضيع عدة وخاصة ملف تاليف الحكومة وجديد مجموعة الدعم الدولي للبنان وملف مخطوفي اعزاز، كما تناولت الصحف تطورات الازمة السورية.
السفير
القوات التركية تقصف «داعش» قرب أعزاز
عيد الأضحى في سوريا: قذائف واشتباكات
طارق العبد
وكتبت صحيفة السفير تقول "مضت أيام عيد الأضحى في سوريا باهتة، لا شيء يميزها عن غيرها من الأيام السابقة، ما بين جنون القذائف في دمشق والاشتباكات في ريفها، فيما شهدت حلب معارك للسيطرة على السجن المركزي، في وقت برز تطور لافت للنظر في الجنوب تمثل في إعلان مجموعات مسلحة في الجنوب عن سحب الشرعية من «الائتلاف الوطني» المعارض.
على جانب آخر، أعلن الجيش التركي، أمس، أن مدفعيته قصفت الثلاثاء الماضي مواقع مقاتلين «جهاديين»، ردا على سقوط قذيفة هاون على الاراضي التركية، وذلك في اول خطوة تستهدف هذه الفصائل. وأوضحت قيادة الاركان التركية، في بيان، ان «اربع قذائف اطلقت في 15 تشرين الاول على موقع يقع قرب مدينة اعزاز التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)»، موضحة أن «ذلك القصف كان ردا على سقوط قذيفة هاون لم تنفجر في الأراضي التركية قرب مركز للدرك».
وترد المدفعية التركية منذ سنة على كل قصف يأتي من سوريا، لكن هذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش مجموعة إسلامية. وكان الرئيس عبد الله غول أعرب عن قلقه من اقتراب المجموعات «الجهادية» من الحدود التركية.
وفي العاصمة السورية، كانت الشوارع في المدينة وما حولها على موعد مع قذائف الهاون طوال أيام عيد الأضحى، لتسجل في اليومين الماضيين اكثر من 45 قذيفة، توزعت بين أحياء الطلياني ودمر والمالكي، وجرمانا التي تلقت حوالى 10 قذائف. وقد أصيب في عمليات القصف هذه نحو 20 شخصا.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أمس الأول، إن القوات السورية استعادت السيطرة على بلدة البويضة في ريف دمشق. ونقلت عن مصدر عسكري سوري قوله إن «وحدات من جيشنا قضت على آخر تجمعات الإرهابيين في بلدة البويضة في ريف دمشق»، بينما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن «القوات السورية، مدعومة بعناصر مسلحة موالية لها، سيطرت على البلدة، فيما تدور الاشتباكات على محاور بلدات حجيرة وتل البحارية في المناطق الجنوبية في دمشق».
وكانت القوات السورية استعادت قبل أسبوع السيطرة على بلدتي الحسينية والذيابية بعد معارك ضارية استمرت نحو أربعة أيام. وتقع البلدتان على مقربة من بلدة السيدة زينب التي تشهد معارك بين القوات السورية والمسلحين.
وأوضح المتحدث باسم «الجيش الحر» محمد أن «الخسارات المتتالية للكتائب هي نتيجة لنقص السلاح والذخيرة، بالإضافة إلى الحصار الخانق واقتحام المناطق بقوات مدربة بشكل كبير في مقابل أعداد من المقاتلين غير قادرين على مواجهة معركة بهذه السرعة والنيران الكثيفة». وأضاف إن «الجيش السوري يطبق الحصار عبر محاور عدّة من جهة حي الميدان وأطراف مخيم اليرموك، وكذلك طريق دمشق درعا وجبال المعضمية، وقد تضاعف الأمر مع السيطرة على الحسينية والذيابية».
أما في حوران والمناطق الجنوبية في سوريا، فقد سحبت مجموعات مسلحة اعترافها بـ«الائتلاف» المعارض، متهمة إياه بالفشل. وبث ناشطون مقطعاً مصوراً يظهر «إعلان 70 تجمعاً عن تشكيل مجلس قيادة الثورة في المنطقة الجنوبية، وسحب الاعتراف من أي هيئة سياسية تدعي تمثيلهم، وفي مقدمتها الائتلاف وقيادته». وهذا هو البيان الثاني من نوعه، بعد إعلان «جبهة النصرة» وكتائب اسلامية أخرى رفضها «التعاطي مع الائتلاف وحكومته الانتقالية».
وفي المقابل، اعلن عدد من التشكيلات المدنية والعسكرية في الداخل عن «تشكيل ائتلاف القوى والأحزاب السياسية في الداخل السوري». ويضم التجمع حوالي 17 تياراً «سياسياً»، مثل «حركة فجر الإسلام» و«حزب الحرية والعدالة» و«الحزب الديموقراطي السوري الحر» و«اتحاد شباب الثورة». وكانت الأوساط المعارضة في الداخل عبرت عن استيائها، في اكثر من مناسبة، من أداء المعارضة السياسية، مطالبة «بإيجاد كيان يمثلهم من قلب الحراك الشعبي» .
وفي حلب، تتضارب الأنباء عن حال السجن المركزي، بعد معلومات عن اقتحام «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» للسجن، فيما تحدث آخرون عن قصف عنيف استهدف محيط المنطقة في محاولة لعرقلة دخول المسلحين.
وذكر «المرصد» امس ان «حدة المعارك بين القوات السورية والمسلحين تراجعت داخل سجن حلب المركزي»، من دون ان يتمكن من التحديد ما اذا كانت القوات السورية تمكنت من طرد المسلحين الى خارج اسوار السجن، مؤكدا ان الاشتباكات التي دارت امس الاول لم تصل الى مهاجع السجناء.
وذكر «المرصد» أن «مقاتلين من جبهة النصرة فجّرا نفسيهما داخل أسوار سجن حلب المركزي عند متاريس القوات السورية، ما أدى إلى مقتل سبعة عناصر». وأوضح أن «التفجير استهدف مبنى قيد الإنشاء داخل أسوار السجن، إلا أنه بعيد عن المباني التي تضمّ السجناء».
وذكر «المرصد»، في بيان امس الاول، «قتل 21 شخصا، بينهم اربعة اطفال، في انفجار في بلدة نوى في درعا لدى مرورهم بسيارة كانت تقلهم في محيط تل الجموع الذي تتمركز عليه كتيبة من القوات السورية وتحاصره الكتائب المقاتلة» في درعا. واضاف «اتهم نشطاء من المنطقة القوات السورية بزرع لغم انفجر لدى مرور السيارة»، فيما ذكرت «سانا» ان القتلى هم من «الارهابيين»، وقضوا بانفجار سيارة كانوا يقومون بتفخيخها.
وفي الحسكة، ذكر «المرصد» أن «ما لا يقل عن 41 مقاتلاً، بينهم أكثر من 29 مقاتلاً من الدولة الإسلامية في العراق والشام وكتائب إسلامية و12 مقاتلاً من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي، لقوا مصرعهم خلال اشتباكات بين الطرفين»، موضحا ان الاشتباكات دارت في محيط قرية تلو علو وقرى اخرى في ريف الجوادية في محافظة الحسكة التي تضم العديد من آبار النفط. وأوضح «المرصد» ان «جثث الجهاديين موجودة لدى لجان الحماية»، مشيرا الى ان من بين القتلى «أمير في جبهة النصرة مصري الجنسية»."
معركة القلمون: «لواء الإسلام» على سفوح لبنان الشرقية
محمد بلوط
وكتبت صحيفة السفير تقول "عودة لبنانية قريبة عبر القلمون السوري، إلى أجواء معركة القصير. الحملة الإعلامية والسياسية القاسية والتهديدات الأمنية التي رافقت مشاركة مقاتلي «حزب الله» في معركة القصير خلال شهري أيار وحزيران الماضيين تنذر بتكرار السيناريو الإعلامي والسياسي والأمني ذاته، مع تصاعد التوقعات بانفجار معركة القلمون.
وقد تكون تداعيات هذه المعركة، المؤجلة منذ أشهر، قد بدأت بفرض نفسها قبل انطلاق العمليات العسكرية على نطاق واسع. وبات مؤكداً أن قرى القلمون السوري، الواقعة عند سفوح جبال لبنان الشرقية، أصبحت مقر الجماعات «الجهادية» السورية التي قررت أن تشن حرباً استباقية على بيئة «حزب الله» والداخل اللبناني عبر إعداد سيارات مفخخة وإرسالها إلى الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبحسب مصادر متقاطعة تقول معلومات أن سيارة قد جرى تفخيخها في يبرود من القلمون، وقد تعبر إلى البقاع عبر قارة أو فليطة السوريتين. وتقول مصادر أن البحث جار عن السيارة المفخخة قبل دخولها الأراضي اللبنانية.
وكانت القلمون احد أهداف العملية الواسعة التي أعد لها الجيش السوري في ريف دمشق والغوطة في آب الماضي، قبل أن تضطره تداعيات استخدام «الكيميائي» في معارك الغوطة إلى تأجيل تلك العملية. وتحولت القلمون إلى ملجأ للألوية المقاتلة للمعارضة المسلحة، بعد اضطرار عدد كبير منها إلى الانسحاب نحوها من الغوطة الشرقية والغربية تحت ضغط تقدم وحدات الجيش السوري المتواصل منذ شهرين. وتهدد معركة القلمون بتداعيات على الداخل اللبناني، بسبب تحول «لواء الإسلام»، الذي يقوده زهران علوش، إلى القوة الأساسية في حشد المعارضة على سفوح لبنان الشرقية، في عسال الورد وسهل رنكوس وحوش عرب. ويمكن النظر بجدية إلى هذا التهديد، لأن علوش الذي اختار مركز عملياته في المنطقة عاد من زيارة قام بها الأسبوع الماضي إلى السعودية، والتقى خلالها مرجعيته المالية والعسكرية مدير الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان.
ويملك الأمير السعودي ورقة عسكرية كبيرة للضغط مجدداً على الداخل اللبناني، عبر انتشار «لواء الإسلام» على مشارف البقاع. وتتراوح التقديرات حول قوة «لواء الإسلام» بين 3 إلى 5 آلاف مقاتل، وكتيبة مدرعات تضم 23 دبابة من طراز «ت 72».
ويقول مصدر في «الجيش السوري الحر» إن التداعيات على لبنان لن تقتصر على التهديدات الأمنية المعتادة، بل إن مجموعات كبيرة من المقاتلين المنسحبين من الغوطة، والذين أعادوا تجميع وحداتهم في القلمون، قد يضطرون إلى الانسحاب نحو الأراضي اللبنانية بأعداد كبيرة، إذا ما بدأ الجيش السوري عملية واسعة في المنطقة. وقال المصدر أن هناك من يخطط لعمليات الانسحاب إذا لم تستطع هذه المجموعات الصمود في الشتاء الجبلي القاسي، والاحتماء بالتضاريس الجبلية الصعبة والحصينة.
وكانت ألوية، مثل «لواء الحق» الذي يُعدّ أكثر من ألف مقاتل والمتمركز في يبرود، قد بدأت بفتح خطوط دعم وإمداد مع جماعات سلفية في طرابلس، وأوفدت أحد قادتها إلى شمال لبنان لتنسيق عمليات الدفاع عن القلمون.
وتتفاوت التوقعات في مواعيد انطلاق العمليات العسكرية وخريطة الجبهات المنتظرة. لكن المبادر إلى القتال قد يكون الجيش السوري لمنع مقاتلي المعارضة من تحويل القلمون إلى بؤرة تهدّد شمال البقاع اللبناني وطريق حمص ــ دمشق الدولي، فيما تبحث الجماعات، التي تعيد انتشارها في المنطقة، عن إعادة تنظيم صفوفها بعد فشلها بالإمساك بالغوطة وشن عمليات على خطوط الجيش السوري، وقضاء شتاء آمن في جبال القلمون.
وكانت المنطقة قد عاشت هدنة غير معلنة بين الأطراف، إذ لم يقم الجيش السوري بعمليات واسعة ضد يبرود أو النبك، فيما امتنعت المعارضة عن التقدم منهما نحو الطريق الدولي بين حمص ــ دمشق وتهديد أمنه. وكان أعيان وأثرياء من يبرود قد ضمنوا اتفاقاً غير معلن بعدم التعرض للطريق الدولي لقاء هدنة مع المدينة.
وترجح نافذة مرتقبة للعمليات في الأسابيع، وربما الأيام المقبلة، أن تبدأ بعمليات واسعة ضد مدينة النبك فيما يستبعد مسؤول في «الجيش الحر» شن الجيش السوري، مدعوما بـ«حزب الله»، عمليات واسعة في المنطقة قبل الانتهاء من تمشيط بعض مناطق الغوطة والدخول إلى معضمية الشام. كما لا تزال المعارضة تسيطر على مناطق منيعة في قلب الغوطة، في عربين وزملكا وسقبا وحمورية والشيفونية وحزا ومسرابا، بفضل شبكات الأنفاق المعقدة والطويلة.
ويقول مسؤول أمني سوري أن الجيش يراقب منذ أشهر عمليات الانسحاب والانتشار في جبال القلمون، وتحولها إلى معقل كبير للمعارضة المسلحة، ويستعد لعملية عسكرية واسعة لم يحدد موعدها بعد.
ويقول مصدر في «الجيش الحر» أن «الهجرة» إلى القلمون تأتي في سياق ازدياد الخلافات بين الألوية التابعة لـ«الجيش الحر» و«جيش الإسلام»، واستعار حرب غير معلنة بينهما، تسببت بسلسلة الهزائم التي مُنيت بها المعارضة في الأسابيع الأخيرة في بلدات جنوب دمشق. وتعود الخلافات إلى ازدياد نفوذ الإسلاميين في الغوطة في العمل المسلح بشكل عام، واتجاه بعض الألوية من «الجيش الحر» إلى إجراء مفاوضات مع النظام السوري والخلافات حول مؤتمر جنيف.
وتتجه ألوية من «الجيش الحر»، مثل «ابو موسى الأشعري»، و«تحرير الشام»، و«البراء»، و«فتح الشام»، و«التوحيد»، لإخراج بعض مجموعاتها من الغوطة باتجاه القلمون لمنع سيطرة زهران علوش وحلفائه من الألوية الأخرى عليها، وبعد أن وجدت نفسها محاصرة بين سندان الإسلاميين ومطرقة النظام.
ويعتزم النقيب المنشق فراس بيطار، «قائد لواء ابو موسى الأشعري»، ارسال كتيبة مقاتلين إلى رنكوس لمنع زهران علوش من الاستفراد بالسيطرة على المنطقة مع حليفه «قائد لواء القادسية» اسد الخطيب. ويقول مصدر في «الجيش الحر» ان زهران علوش أخرج جزءاً كبيراً من قواته من الغوطة إلى حد لم يعد يتمتع معه بأي نفوذ، ما شجع خصومه في «مجلس الشورى في دوما» قلب الغوطة على الانقلاب عليه في معقله ومسقط رأسه، وتشكيل «مجلس مجاهدين» بقيادة خصمه ابو صبحي طه.
وتقف ألوية في المنطقة موقف عداء من وصول «لواء الإسلام» إلى القلمون. ففي حين تقف «جبهة النصرة» و«أحفاد الرسول» و«كتائب الفاروق» و«شهداء بابا عمرو» إلى جانبه، يقول مصدر في «الجيش الحر» أن «كتيبة الثأر الأموي» انشقت بين مؤيد ومعارض لزهران علوش، فيما تقف موقف عداء منه «ألوية صقور القلمون» التي يقودها مازن أبو عبدو، و«كتيبة الأمن الداخلي» و«أسود القلمون» و«لواء التوحيد» في القلمون.
ويقول المصدر أن هذه الكتائب والألوية لن تشارك في معركة القلمون، كما لم تشارك في معارك الغوطة خوفاً من أن ينتصر الخط الإسلامي المتشدد بسبب عمق الخلافات مع الجماعات الجهادية، ولكنه استبعد أن تتوصل هذه المجموعات لتحقيق انتصار وحدها على الجيش السوري."
النهار
هل رُبطت مقررات نيويورك بالحكومة الجديدة؟
فرنسا تتحرّك لوساطة حوارية خشية الفراغ
وكتبت صحيفة النهار تقول "مع ان ملف المخطوفين اللبنانيين التسعة في اعزاز على الحدود السورية – التركية عاد الى واجهة الاهتمامات السياسية والامنية في ثالث ايام عطلة عيد الاضحى أمس، فان التطورات المتصلة بهذا الملف لم تحجب مواقف وتحركات دولية وغربية برزت في الايام الاخيرة في شأن الازمة الداخلية في لبنان، ولا سيما منها الازمة الحكومية. وتتمثل الاهمية التي تكتسبها الاطلالة الخارجية الجديدة على المشهد اللبناني في تزامنها مع معلومات توافرت لـ"النهار" عن تبلغ جهات لبنانية رسمية وزارية واقتصادية صراحة ان تقديم المساعدات المقررة للبنان في مؤتمر مجموعة الدعم الدولي للبنان الذي انعقد الشهر الماضي في نيويورك تقتضي التعجيل الى اقصى الحدود في تشكيل حكومة جديدة. ومن المقرر ان يعقد قبل ظهر اليوم اجتماع في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان يحضره سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وممثل الامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي لمتابعة البحث في آلية تنفيذ مقررات مؤتمر نيويورك. وستكون للرئيس سليمان اولاً مداخلة علنية في الاجتماع ثم يتحدث بلامبلي قبل بدء المناقشات المغلقة.
وعلمت "النهار" ان كلمة سليمان ستركز على تفعيل مقررات مجموعة الدعم الدولي للبنان وابقائها حية والسعي الى وضعها موضع التنفيذ وتقويم المقررات في نقاطها الاربع الرئيسية التي تشمل دعم اعلان بعبدا والاستقرار في لبنان ودعم الاقتصاد ودعم الجيش وتقاسم الاعباء بالنسبة الى ازمة اللاجئين السوريين مالياً وعددياً.
ولم يغب هذا البعد وسواه من أبعاد الواقع اللبناني الداخلي والاقليمي عن تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون امس عن تنفيذ القرار 1559 الذي تميز بتشديده على استعجال تشكيل حكومة جديدة. وجاء في خلاصات التقرير نصف السنوي عن القرار كما اوردها مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى ان الامين العام "شجع زعماء لبنان على اتمام عملية تشكيل الحكومة من دون مزيد من التأخير"، مؤكدا انه "من الحرج ان يقوي زعماء لبنان المؤسسات الوطنية وثقة كل المجموعات بانهم سيتصرفون بطريقة تحمي لبنان من اثر الازمة السورية". أضاف ان "التشكيل الملح للحكومة حرج بالتحديد في سياق الازمة الانسانية"، داعياً الجميع الى "المحافظة على مبادئ بيان بعبدا".
باريس: وساطة ؟
الى ذلك، بدت باريس كأنها تتهيأ لاستعادة دور محوري في الوساطات الاوروبية والغربية لمساعدة الافرقاء اللبنانيين على تجاوز التعقيدات التي تعترض محاولات الحلول الداخلية وتهدد بمزيد من التعقيدات للازمة السياسية. وفي هذا السياق، أفاد مراسل "النهار" في العاصمة الفرنسية سمير تويني ان ثمة معطيات برزت اخيراً عن امكان تخطيط الديبلوماسية الفرنسية لدعوة الافرقاء اللبنانيين الى مؤتمر مماثل لمؤتمر سان - كلو الذي نظمه وزير الخارجية الفرنسي سابقاً برنار كوشنير عام 2007. ولا تزال هذه الفكرة قيد الدرس لدى الخارجية الفرنسية، لكن الطرح الفرنسي قد يتبلور عقب مشاورات تجريها باريس مع جهات نافذة ومؤثرة كان منها الاجتماع الذي عقده وزيرا الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والسعودي الامير سعود الفيصل، كما يحتمل ان يطرح الموضوع على هامش الاجتماع الذي سيعقده في باريس وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظراؤه العرب والامين العام لجامعة الدول العربية في اطار المشاورات التي يجريها الجانب الاميركي في شأن اطلاق عملية السلام الاسرائيلية - الفلسطينية. وتسعى باريس عبر تحركها اللبناني الى انقاذ المؤسسات الدستورية من خطر الفراغ وتبدو متشجعة باجواء الانفتاح الايراني على الغرب ولذا يشكل تأليف حكومة لبنانية جديدة اولوية مما يفرض التوفيق بين الاطراف اللبنانيين في شأنها. وادرج في هذا الاطار اللقاء الذي عقد الاسبوع الماضي بين مسؤولين في الخارجية الفرنسية والنائب في كتلة "حزب الله" علي فياض على هامش مشاركته مع وفد نيابي في ندوة في الجمعية الوطنية الفرنسية. وهو لقاء اكتسب دلالة اثر ادراج الجناح العسكري للحزب على قائمة التنظيمات الارهابية للاتحاد الاوروبي وعبرت من خلاله باريس عن رغبتها في احياء الحوار مع الحزب استعدادا للاضطلاع بدور في التسوية اللبنانية.
انفراج... موعود
في غضون ذلك، برزت تطورات متناقضة في ملف المخطوفين التسعة في اعزاز. وتمثل التطور الاول في اتصال اجراه الرئيس سليمان بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني تناول هذا الملف وذكر انه افضى الى خلاصات متفائلة باطلاق المخطوفين. واكد وزير الداخلية مروان شربل لـ"النهار" ان الاتصال كان ايجابيا آملاً في التوصل الى حل لملف المخطوفين خلال الشهر الجاري.
اما التطور الآخر، فتمثل في زيارة مفاجئة للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم لتركيا بعد تلقيه اتصالاً من الجانب التركي. وعلمت "النهار" ان الجهة الخاطفة للبنانيين التسعة ردت على طرح للجانب اللبناني باصرارها على تجزئة ملف التبادل على دفعات بعدما اصر الجانب اللبناني على اطلاقهم دفعة واحدة وان الجانب القطري يدعم اللبنانيين في موقفهم ويفترض ان يحصل الجانب اللبناني مساء اليوم على الرد النهائي للخاطفين بما يمكن ان يفتح الباب أمام التحضيرات العملية لصفقة التبادل.
على صعيد أمني آخر، رصدت تحركات اسرائيلية امس في اطار مناورات اجرتها القوات الاسرائيلية عند تخوم مزارع شبعا وفي محيط الوزاني واجتاز زهاء 15 جندياً اسرائيلياً السياج التقني في الوزاني تواكبهم ثلاث دبابات "ميركافا" ثم انسحبوا بعد اقل من ساعة.
الأمم المتحدة لم تحدّد بعد موعداً لعقد مؤتمر جنيف – 2
مقتل جامع جامع برصاص المعارضة في دير الزور
يتوجه الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي غداً السبت الى القاهرة في مستهل رحلة تشمل مطلع الأسبوع المقبل الكويت وبغداد ثم الإمارات العربية المتحدة وقطر وربما لبنان، ويأمل في أن توصله الى السعودية ليلتقي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وكذلك الى ايران ليلتقي الرئيس حسن روحاني، في اطار جهود لعقد مؤتمر جنيف - 2 الشهر المقبل. وقد رتبت له السلطات في سوريا أيضاً لقاءات مع الوفد الرسمي الى محادثات جنيف - 2 برئاسة وزير المصالحة الوطنية علي حيدر، من غير أن يتضح ما إذا كان الرئيس بشار الأسد سيستقبله، استناداً الى معلومات حصلت عليها "النهار" من مصدر دولي موثوق به.
وقال المصدر إن "روسيا ضغطت على الإبرهيمي لتحديد موعد مؤتمر جنيف - 2 في 23 تشرين الثاني و24 و25 منه"، لكن "بعض الأطراف المحليين والإقليميين طلبوا عدم التسرع في ذلك لأن ثمة عقداً لم تسو بعد من حيث تمثيل المعارضة والتفويض الذي سيعطيه الأسد للوفد السوري المفاوض الذي يتألف من أربعة أعضاء". وأضاف أن "مشاركة ايران لا تزال قيد الدرس"، فضلاً عن أن أحداً "لا يعرف ما إذا كانت السعودية ستوافق على حضور المؤتمر". وكشف أن نائب الممثل الخاص المشترك ناصر القدوة "كلف المهمة الأصعب المتعلقة بجمع شمل المعارضة، وهو في طريقه الى اسطنبول لإقناع كل أطراف المعارضة بالإنضواء تحت مظلة سياسية واحدة كي يتسنى ارسال فريق موحد للمعارضة".
وأبلغ الناطق بإسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي "النهار" أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان أجرى محادثات في موسكو وقبلها في لندن في شأن امكان عقد مؤتمر جنيف منتصف الشهر المقبل، قائلاً إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون "هو الذي سيعقد المؤتمر في جنيف، وعندما يحين الوقت لإعلان موعد المؤتمر سيفعل ذلك. أذكر الجميع بأن الأمين العام هو الذي سيحدد موعد المؤتمر".
كما اكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن تحديد موعد عقد مؤتمر "جنيف - 2" من اختصاص الأمين العام للأمم المتحدة، وليس من اختصاص المسؤولين السوريين.
وكان نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل صرح في موسكو بأن الأمم المتحدة أكدت موعد انعقاد المؤتمر الذي يهدف الى جمع الحكومة السورية والمعارضة معا. وأوضح أن الامين العام للامم المتحدة هو الذي قال ذلك.
كيري وصرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري بأن مخزون الاسلحة الكيميائية السورية يمكن ان يشحن الى خارج البلاد لكي يدمر بشكل آمن في مكان آخر.
وجاء تصريحه وقت أفادت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية المكلفة الاشراف على تدمير الترسانة الكيميائية السورية انها تولت تفتيش قرابة نصف المواقع الواجب ازالتها بحلول منتصف 2014.
وشدد كيري ايضا على ان تعاون الرئيس السوري بشار الاسد مع المجموعة الدولية لتسليم المخزون الكيميائي لن يساعده على البقاء في السلطة ولا يعني انه استعاد اي شرعية. وقال للاذاعة القومية المحلية: "الواقع انه يمكن ازالة هذه الاسلحة سواء كان الاسد موجودا ام لم يكن، لاننا نعرف مكانها وقد أعلن عن المواقع، ويجري تأمين هذه المواقع". واضاف: "آمل في نقل هذه المواد في اسرع وقت ممكن الى مكان واحد، وآمل الى سفينة تنقلها الى خارج المنطقة".
ولم يشأ الادلاء بتفاصيل عن مثل هذه العملية، التي يرجح ان تكون صعبة تقنيا وخطرة جدا.
والواقع أن اتفاق الاسلحة الكيميائية يحظر على الدول نقل مخزوناتها الى دول اخرى. ولكن بموجب قرار الامم المتحدة 2118 الذي اعتمد الشهر الماضي سمح للدول الاعضاء في مجلس الامن بالمساعدة في نقل مخزونات اسلحة كيميائية كي يمكن ان تدمر "في اسرع وقت ممكن وبالطريقة الاكثر امانا".
وسيتوجه كيري الى لندن الاسبوع المقبل لعقد لقاء مع الجهات الداعمة للمعارضة السورية في اطار" مجموعة اصدقاء الشعب السوري" التي ستجتمع في العاصمة البريطانية في الوقت نفسه.
واكد "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" انه تلقى دعوة الى لقاء المجموعة الثلثاء 22 تشرين الاول في لندن.
ويرجح ان تكون ابرز نقاط اللقاء مؤتمر "جنيف - 2" الهادف الى البحث عن حل للأزمة السورية، والذي من المقرر ان يتخذ الائتلاف الاسبوع المقبل قراره في شأن المشاركة فيه.
جامع جامع وفي تطور امني بارز، قتل اللواء في المخابرات العسكرية السورية جامع جامع برصاص مسلحي المعارضة السورية في دير الزور.
وبث التلفزيون السوري الرسمي في خبر عاجل ان "اللواء الركن جامع جامع استشهد في أثناء تأديته لمهماته الوطنية بالدفاع عن سوريا وشعبها وملاحقته للإرهابيين بدير الزور".
وتولى جامع مناصب عدة في المخابرات كان آخرها رئيس فرع المخابرات العسكرية في محافظة دير الزور.
ولم يوضح التلفزيون كيف قتل او اين تحديدا في المحافظة الواقعة في اقصى شرق البلاد.
وكان جامع احد ضباط المخابرات السورية الكبار الذين عملوا في لبنان خلال الوجود العسكري السوري في هذا البلد والذي استمر من 1976 حتى 2000.
وخضع لتحقيق دولي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، كما ادرج اسمه على اللائحة الاميركية السوداء للاشتباه في دعمه الارهاب وسعيه الى زعزعة استقرار لبنان."
الاخبار
ودّ مستجد بين بري وعون
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "غابت الاتصالات السياسية، فملأت اتصالات التهنئة بالعيد الفراغ. وبين الحليفين اللدودين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون، كان للتهنئة أثر إيجابي في علاقتهما المتأزمة بسبب ملف النفط.
في غياب الحركة السياسية الداخلية التي تنتظر وجهة الرياح الإقليمية والدولية، أتت اتصالات التهنئة بعيد الأضحى لتعوّض غياب التواصل السياسي، حتى بين الحلفاء. ولعل أبرز ما جرى في عطلة العيد كان الاتصال الهاتفي الذي أجراه العماد ميشال عون بالرئيس نبيه بري، لتهنئته بالعيد. ولا تكمن اهمية الاتصال في مجرد حصوله بعد السجالات الحادة التي خاضها الطرفان أحدهما ضد الآخر على خلفية ملف النفط، بل في «الود» الذي تحدّثت مصادر الطرفين عن انه طغى على مضمون المحادثة بينهما، كما على الاتصال الذي أجراه وزير الطاقة جبران باسيل ببري، لتهنئته بعيد الأضحى. واكدت مصادر متابعة للعلاقة بين الطرفين أن الاتصالين أديا إلى تجميد السجال بينهما، فضلاً عن «الاتفاق بشكل لا يقبل اللبس على ضرورة عقد جلسة لمجلس الوزراء لإقرار المرسومين» اللذين تحتاج إليهما وزارة الطاقة تمهيداً لفتح باب المزايدات بين الشركات المؤهلة للتنقيب عن النفط والغاز قبالة السواحل اللبنانية. وأكدت المصادر أن بري وعون وباسيل أكدوا ضرورة ألا يشترط الرئيس نجيب ميقاتي التوافق على كامل تفاصيل الملف النفطي لعقد جلسة لمجلس الوزراء، «إذ إن اختلاف الآراء حق لكل منا، طالما أننا متفقون على مبدأ عقد جلسة». وبحسب المصادر ذاتها، فإن «العبرة تبقى في إمكان ترجمة هذا الود بين بري وعون»، وخاصة أنه سبق لهما أن توافقا على العديد من الملفات، لكن العلاقة بينهما كانت تعود إلى التأزم في كل مرة.
وفي ظل جمود الاتصالات في شأن تأليف الحكومة، نجحت الاتصالات السياسية في عقد لقاء مسيحي أمس في بكركي. ورعت البطريركية المارونية اللقاء الذي حضره المطران سمير مظلوم وضم عن حزب الكتائب نائب رئيس الحزب سجعان قزي، الوزير سليم جريصاتي عن تكتل التغيير والإصلاح، الوزير يوسف سعادة عن المردة والنائب إيلي كيروز عن حزب القوات اللبنانية. كما حضر بعض الذين سبق أن قدموا أوراق عمل إلى بكركي، ومنهم نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي عن لقاء بيت عنيا، فيما تغيب منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد، الذي سبق أن قدم ورقة عمل من لقاء سيدة الجبل. وتحدثت أوساط المجتمعين عن أجواء إيجابية طبعت اللقاء الذي سيحدد اليوم موعده الثاني.
وتزامناً مع هذه اللقاءات، وفيما يستعد البطريرك الماروني بشارة الراعي لزيارة رسمية إلى قطر بدعوة من أميرها تميم بن حمد، بدأت قضية المسيحيين المشرقيين تأخذ أبعاداً جديدة مع تعدد المؤتمرات التي تعقد حولهم، في وقت تشكك مصادر كنسية رفيعة في فائدة هذه اللقاءات، بعدما كثرت في الآونة الأخيرة. وتوقفت أوساط في قوى 14 آذار عند هذه المؤتمرات، التي «لم يظهر أنها ستخرج بخطوات عملانية في ما يتعلق بالوجود المسيحي». ففي الربوة، يعقد المؤتمر الأول لمسيحيي المشرق في 26 و27 تشرين الأول الجاري، برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وفي الثاني من تشرين الثاني، يعقد اللقاء المسيحي في بيت عنيا مؤتمراً مسيحياً مشرقياً، وفي الثالث منه مؤتمراً مسيحياً لبنانياً.
وفي الإطار ذاته، دعا النائب ميشال عون بعد زيارته بكركي ولقائه الراعي المسيحيين «إلى الوحدة لمواجهة هذه الأزمة، حتى في ظل وجود تنافس سياسي، فهناك قضايا مصيرية يجب أن نتساعد على مواجهتها». كما أكد أن «زيارة الراعي أمر طبيعي جداً، فسيدنا يهتم كثيراً بمسألة الوضع اللبناني المقلق حالياً».
شربل والنهاية السعيدة من جهة ثانية، أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أنه «عائد إلى بيروت عبر تركيا حيث من المفترض أن يلتقي بالمفاوضين في ملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز». كما أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل أن «أنباء سارة وطيبة ستظهر هذا الشهر في ما يتعلق بقضية المخطوفين اللبنانيين في أعزاز والطيارين التركيين المختطفين في بيروت». وأشار شربل إلى «نهاية سعيدة لإغلاق ملف مختطفي أعزاز لا تتعرض لأي عراقيل»، لافتا إلى أن «الحل على الطريق الصحيح».
سيارة المعمورة
على صعيدٍ آخر، تبين أن السيارة التي عثرت عليها القوى الأمنية في الضاحية الجنوبية لبيروت أول من أمس، قد انتقلت ملكيتها من شخص إلى شخص أكثر من مرة، وأن آخر من اشتراها كان أحد الأشخاص من معرض لبيع السيارات في مدينة طرابلس بواسطة أوراق ثبوتية سورية، من دون أن يكون للاسم المذكور أي سجل أمني في لبنان، في حين تعمل الأجهزة الأمنية على متابعته.
جميل: «جنيف 2» في 23 تشرين الثاني
بالتزامن مع مواصلة نزع السلاح الكيميائي السوري «بنجاح» كشف نائب رئيس الوزراء السوري، قدري جميل، عن أنّ مؤتمر «جنيف 2» سيعقد في 23 و24 تشرين الثاني المقبل رغم عدم تأكيد موسكو هذا الموعد.
وفي مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» بعد محادثات أجراها أمس في وزارة الخارجية الروسية، قال جميل، بصفته الأمين العام لحزب الإرادة الشعبية المعارض، إنّ «موعد 23 تشرين الأول كما يبدو بات متفقاً عليه اليوم بين الأمم المتحدة والقوى الأساسية».
وأكّد أنّ من يسعى لجعل المعارضة السورية أحادية يريد إبقاء سوريا حبيسة النمط السياسي السابق، معتبراً أنّه، في الوقت الذي تعتبر مسألة تمثيل النظام واضحة، هناك مشاكل تتعلق بتمثيل المعارضة، ويجري النقاش حوله حالياً.
وتابع أنه كانت هناك محاولة من بعض القوى الغربية لجعل تمثيل المعارضة موحداً على نمط فكرة الحزب الواحد أو إعطاء التمثيل لطرف واحد فقط.
وأشار في هذا الخصوص إلى أن للجانب الروسي علاقات جيدة مع جميع فصائل المعارضة السورية، بما فيها «من يحب الروس ومن لا يحب الروس»، وذلك ما يميزها عن الولايات المتحدة التي تراهن على طرف واحد فقط. كذلك لم يستبعد عقد مؤتمرات جديدة «جنيف 3» و«جنيف 4»... فيما بعد لحل جميع القضايا العالقة.
وبعد ساعات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش إنّه «يجب ألا نمضي قدماً من تلقاء أنفسنا. هذا الأمر ليس متروكاً للمسؤولين السوريين وإنما مسؤولية الأمين العام للأمم المتحدة أن يعلن ويحدد مواعيد توافق عليها كل الأطراف».
في السياق، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أنّه يكثف الجهود لعقد مؤتمر لاحلال السلام في سوريا، وسيرسل مبعوثه الخاص الأخضر الإبراهيمي إلى المنطقة لاجراء محادثات مع عدد من الحكومات الرئيسية.
كيري: «الكيميائي» يمكن أن يدمّر خارج سوريا
من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، أنّ مخزون الأسلحة الكيميائية السورية يمكن أن يشحن خارج البلاد لكي يدمّر بشكل آمن. وشدّد، أيضاً، على أن تعاون الرئيس السوري بشار الأسد مع المجموعة الدولية لن يساعده على البقاء في السلطة، ولا يعني أنّه استعاد أي شرعية.
في موازاة ذلك، قال المستشار الخاص للمدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مالك إلهي، إنّ المنظمة واثقة من أنها ستفي بمواعيد تدمير مخزونات الأسلحة لدى سوريا. وأكّد إلهي، أمس، أنّ مفتشي المنظمة زاروا نصف المواقع (11 موقعاً) التي أعلنت عنها دمشق، ودمّر «تجهيزات أساسية» في ستة مواقع.
إلى ذلك،أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّ الوضع في سوريا جعل المبدأ الأساسي للقانون الدولي، وهو عدم استعمال القوة، قضية مهمة للغاية. وأكد، في حديث نشر أمس في صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية، أنه «كلما ازدادت جهود دولة ما، بالأقوال أو الأفعال، من أجل تقويض مبدأ التخلي عن التهديد بالقوة أو استعمالها كلما قلّت فرص تمسك غيرها من الدول بهذا المبدأ».
اغتيال عقل النظام الأمني في دير الزور
فراس الشوفي
هي ليست المرة الأولى التي يزور فيها الموت اللواء جامع جامع. أتاه الموت مرات كثيرة في لبنان وسوريا، ورحل وحده. أمس، لم يكمل الضابط الرفيع المثير للجدل جولته الميدانية بين جنوده في دير الزور، رحل بصمت خرقته رصاصة في الرأس.
عارفو الرجل في لبنان كُثر. ضباطٌ وعسكريون حزبيون وقادة في المقاومة وسياسيون، تبدأ السلسلة باللواء أشرف ريفي ولا تنتهي. النائب وليد جنبلاط يعرفه أيضاً، ولو أنه قال مرة بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري إنه «يقال إن بيروت يحكمها ضابط اسمه جامع جامع».
منذ ما بعد ظهر أمس، انهمك أصدقاء رئيس فرع الأمن العسكري في محافظة دير الزور في متابعة خبر اغتياله، وترتيبات جنازته. لم تنهمر الدموع، واكثر ما كرره أصدقاؤه كان أنه «عاش فقيراً واستشهد فقيراً».
ولد جامع في بلدة زاما في جبلة عام 1954، ولمع اسمه للمرة الأولى في العام 1985 في بيروت، بعد أن كان يتنقل بين قطعات القوات السورية المنتشرة في البقاع. وبدأ اسمه ينتشر أكثر مع دخول المراقبين السوريين إلى بيروت بإمرة العميد علي حمود، ثم قوات الفصل بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل في «حرب العلمين»، وكان قد رقي إلى رتبة رائد. وفي تلك الفترة، تعرّض لإصابة في رجله في المصيطبة، ثم مرة أخرى في كتفه. ولم يلبث جامع أن انتقل إلى إمرة «مفرزة المدينة» أي بيروت التابعة للمخابرات السورية في منطقة النويري، ثم رئيساً لمفرزة أمن الضاحية الجنوبية لبيروت في شارع المقداد، ليبرز اسمه مجدداً في الفصل بين حركة أمل وحزب الله خلال المعارك بينهما.
ومع انتقال اللواء رستم غزالة لرئاسة جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان العام 2002، عيّن جامع نائباً له، وبقي يتنقل بين مكتب الحمرا ومكتب البوريفاج. وبعد اغتيال الحريري، انتقل إلى عنجر، وبقي في مكتبه لحين انسحاب القوات السورية من لبنان في نيسان 2005. ومنذ ذلك الحين، وهو في منصبه الحالي، بالإضافة إلى منصبه نائباً لرئيس جهاز الأمن العسكري السوري اللواء رفيق شحادة. رفّع إلى رتبة لواء العام الماضي بقرار استثنائي من الرئيس السوري بشار الأسد، «لكفاءته وشجاعته»، علماً بأنه لم يخضع لدورة ألوية قبل سن 58. كما ورد اسم جامع كأحد المتهمين في اغتيال الحريري خلال الفترة التي تولى فيها ديتليف ميليس لجنة التحقيق الدولية.
يقول عنه عارفوه إنه «كان ضابطاً ميدانياً دائماً، يكره الجلوس خلف المكاتب، ولم يكن يخالط السياسيين اللبنانيين، لا يزورهم ولا يزورونه، وأغلبهم يتحاشى الاقتراب منه لقسوته والتزامه بالقوانين، ومنذ بداية الأزمة السورية لم يترك الميدان، وهو ضابط الأمن الوحيد الذي يحمل رتبة لواء، والذي بقي يعمل في منطقة بعيدة عن المركز، نظراً لتسلمه ملف التنسيق مع العشائر والقوى الكردية في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، وكذلك بروزه كأحد المتابعين الأساسيين للملف العراقي خلال فترة الاحتلال الأميركي».
قبل شهرين، تعرض جامع لإصابة، دخلت طلقة من خاصرته وخرجت من ظهره. سرعان ما عاد إلى مكتبه غير آبه بنصائح الأطباء. كذلك نجا العام الماضي من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة في دير الزور.
أصدقاؤه لا يحدّثون سوى عن شجاعته وفقره في آن معاً. وزوّار بيته المتواضع في مدينة القطيفة في ريف دمشق الشمالي، يخبّرون كيف جهد لتعليم ولديه في الجامعة العربية في بيروت.
تتضارب الأنباء حول اغتيال جامع والجهة المسؤولة إلى الآن، قيل إنه أصيب خلال اشتباكات دارت في حي الرشدية في دير الزور بين «جبهة النصرة» و«لواء الفاتحون من أرض الشام» من طرف، والقوات السورية من طرف آخر، بينما يقول أحد أصدقائه المقربين إنه تعرّض لرصاص قنص من قبل المعارضة المسلحة خلال جولة على مواقع للجيش في الرشدية. لكن المؤكّد، أن أحد أبرز الشهود على حكم سوريا للبنان قبل الطائف وبعده قد قضى أمس، ولم يكن قد بدأ بكتابة مذكّراته «الدسمة» عن لبنان وغيره."
المستقبل
خضع لتحقيق في جريمة اغتيال الحريري ومدرج على اللائحة الأميركية السوداء
مقتل جامع جامع ومصادر الثوار تتهم مخابرات الأسد
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "قتل اللواء بالاستخبارات العسكرية السورية جامع جامع في دير الزور أمس، وسط تضارب للأنباء عن كيفية ومكان سقوطه. وفيما أكدت وكالة "سانا" التابعة للنظام والتلفزيون الرسمي مقتله، أشارت مصادر سورية معارضة لـ"المستقبل" إلى أن جامع، الذي خضع لتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهو مدرج على اللائحة الأميركية السوداء لدعمه الإرهاب وسعيه لزعزعة استقرار لبنان، تمت تصفيته برصاصة في مؤخرة رأسه من قبل مخابرات النظام رغبة بتغييب ملفات أمنية معه.
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" ان اللواء جامع "قتل اثر إصابته بإطلاق رصاص من قبل قناص بحي الرشدية خلال اشتباكات دارت في الحي بين مقاتلي جبهة النصرة ولواء الفاتحون من أرض الشام من طرف، والقوات النظامية من طرف آخر".
وجاء إعلان وسائل إعلام نظام الأسد عن مقتل اللواء جامع جامع، بعد ساعات من انتشار معلومات صحافية عن مقتله.
ونقل مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مصادر سورية إن جامع قتل باطلاق الرصاص خلال خروجه مع مجموعة دعم لقوات سورية كانت تشتبك مع مجموعة معارضة مسلحة.
وتداولت صفحات مؤيدة للنظام السوري على موقع التواصل الاجامعي "فايسبوك" خبر "استشهاد البطل المقدام جامع جامع...".
اما في صفحات المعارضة على "فايسبوك"، فنشر أكثر من تبنٍ للعملية صادر عن كتائب تابعة لـ"الجيش السوري الحر"، بينها "كتائب البراء" و"كتيبة انصار الصحابة".
وفي تعليق على موقع "كلنا شركاء" الإلكتروني السوري المعارض، سجل اتهام مباشر للنظام بتصفية جامع جامع. وجاء في التعليق: "لم يشفع له كونه خدم النظام ما يزيد على خمسة وثلاثين عاماً ولم يشفع له كونه ابن العشيرة الكلازية ولم يشفع له أنه ابن الزاما هذه القرية الوفية لآل الأسد التي قدمت العشرات من خيرت شبابها فداءً لبشار؛ كل هذا لم يشفع للواء جامع جامع ابن قرية الزاما التابعة لناحية عين الشرقية منطقة جبلة (...) اليوم انتهى دوره وقامت العصابات الإرهابية المسلحة بتصفيته التبرير جاهز !!!
طبعاً هنالك من سيتبنى العملية كما تبنوا عملية اغتيال الحريري!!! ومن سيبكي عليه وستقام له جنازة رسمية كتلك التي أقيمت لغازي كنعان !!".
وشغل اللواء جامع مناصب عدة في الاستخبارات كان آخرها رئيس فرع الاستخبارات العسكرية في محافظة دير الزور.
ويذكر ان جامع جامع، وهو من قرية زامة التابعة لقضاء جبلة بريف اللاذقية، على صلة قوية مع العميد حسام سكر مدير المكتب الأمني لبشار الأسد. وبحسب المرصد السوري فان اللواء جامع من مواليد قرية زامة التابعة لقضاء جبلة بريف اللاذقية (غرب) وهو "من الضباط المقربين لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وأحد أبرز الشخصيات الأمنية في سورية".
وكان اللواء جامع كان قد نقل عائلته وأمواله إلى لبنان مؤخراً، وهو أحد كبار ضباط الاستخبارات السورية الذين خدموا في لبنان خلال الوجود العسكري السوري فيه والذي استمر من 1976 وحتى 2005.
وتقول المعارضة ان جامع هو احد المشاركين بقمع التظاهرات والحراك السلمي في دير الزور والمنطقة الشرقية.
في سياق أمني آخر، أعلن مصدر مقرب من "جبهة النصرة لأهل الشام" مساء أمس أن مقاتليها اقتحموا سجن حلب المركزي.
وقال المصدر في رسالة نصية (SMS) بعث بها لمراسل وكالة "يونايتد برس إنترناشونال" في العاصمة الأردنية عمّان ان "إخوننا المجاهدين من جبهة النصرة لأهل الشام يقومون الآن باقتحام سجن حلب المركزي، ويعملون على تحرير جميع الأسرى من النساء والرجال".
وأمس اعلنت قيادة أركان الجيش التركي ان مدفعيته قصفت الثلاثاء مواقع مقاتلين جهاديين ردا على سقوط قذيفة هاون في الاراضي التركية، وذلك في اول خطوة تستهدف هذه الفصائل المتطرفة.
واوضح بيان لقيادة الاركان ان "اربع قذائف اطلقت في 15 تشرين الاول على موقع يقع قرب مدينة اعزاز التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام".
واوضح البيان ان ذلك القصف كان ردا على سقوط قذيفة هاون لم تنفجر في الاراضي التركية قرب مركز للدرك.
إلى ذلك، أعلن خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، في بيان، أنهم تفقدوا 11 موقعاً، من بين 20 موقع تخزين تضمنتها اللائحة التي قدمتها سوريا. واضاف البيان أنها تمكنت أيضاً من تدمير تجهيزات للإنتاج في 6 مواقع .
وكانت عملية تدمير السلاح الكيميائي في سوريا انطلقت في السادس من الشهر الجاري، حيث يقوم مفتشون دوليون من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بدعم من فريق من الأمم المتحدة بالمراقبة، بالتأكد من امتثال سوريا للمطالب الدولية بتدمير مخزوناتها من الأسلحة الكيميائية ومنشآت إنتاج هذه الأسلحة وإعداد تقرير بهذا الصدد.
وفي سياق متصل، اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري امس ان مخزون الاسلحة الكيميائية السورية يمكن ان يشحن خارج البلاد لكي يدمر بشكل آمن في مكان آخر.
وشدد كيري ايضا على ان تعاون الرئيس السوري بشار الاسد مع المجموعة الدولية لتسليم المخزون الكيميائي لن يساعده على البقاء في السلطة ولا يعني انه استعاد اي شرعية.
وقال كيري للاذاعة القومية المحلية "الواقع انه يمكن ازالة هذه الاسلحة سواء كان الاسد موجودا ام لا، لاننا نعلم مكانها ولقد تم الاعلان عن المواقع، ويجري تأمين هذه المواقع". واضاف "آمل في ان يتم نقل هذه المواد في اسرع وقت ممكن الى مكان واحد، وآمل سفينة تنقلها خارج المنطقة".
سياسياً، تلقى الائتلاف السوري المعارض دعوة الى لقاء لمجموعة اصدقاء سوريا الثلاثاء 22 تشرين الاول في لندن، يرجح ان تكون ابرز نقاطه مؤتمر "جنيف 2" الهادف للبحث عن حل للأزمة السورية، والذي من المقرر ان يتخذ الائتلاف الاسبوع المقبل قراره حول المشاركة فيه.
وقال منذر اقبيق، العضو في الائتلاف ومستشار شؤون الرئاسة في مكتب رئيس الائتلاف أحمد الجربا، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "تلقينا دعوة رسمية من الخارجية البريطانية للمشاركة في اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لمجموعة اصدقاء سوريا في 22 تشرين الاول ".
واوضح ان "العنوان الابرز لهذا الاجتماع" سيكون "فهم هذه الدول لجنيف 2 وما الذي يجب ان يتمخض عنه"، مشددا على ان "ما سيخرج من الاجتماع سيتناسب مع ما صرح به كيري بعد اجتماعه مع (الموفد الدولي الى سوريا الاخضر) الابراهيمي".
وكان كيري اكد اثر لقائه الابراهيمي الاثنين في لندن انه "من الملح تحديد موعد" لمؤتمر جنيف 2، آملا في ان يكون ذلك في تشرين الثاني المقبل. كما اكد الوزير الاميركي انه "لا بد من عملية انتقالية حكومية، يجب ان يكون هناك كيان جديد في السلطة في سوريا".
وأمس، اعلن كيري الخميس انه سيغادر الى لندن الاسبوع المقبل لعقد لقاء مع الجهات الداعمة للمعارضة السورية.
واعتبر اقبيق ان "مرجعية" المعارضة في جنيف 2 "ستكون بيان جنيف" في 30 حزيران 2012، والذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة في سوريا."
اللواء
سليمان يحثّ سفراء الدول الكبرى على المساعدات .. ومناخ إيجابي حول مخطوفي أعزاز
8 آذار تراهن على تطورات ميدانية لتسويق (9+9+6)
وكتبت صحيفة اللواء تقول "السؤال الذي تتداوله الاوساط السياسية والرسمية هل ثمة انفراج في الوضع اللبناني، يسبق عيد الاستقلال الـ70 في الثاني والعشرين من تشرين الثاني المقبل، ام ان تطورات سياسية وميدانية قد ترجئ الانفراج الى ما قبل نهاية العام الجاري، او على الاقل قبل عيد الميلاد المجيد؟
ولعلّ مردّ هذا السؤال والمشروعية التي يكتسب منها اثارته: التطورات الجارية على جهة الانفراج الاميركي - الايراني، او التراجع الدولي عن «ازاحة قسرية» للرئيس بشار الاسد ونظامه عن السلطة، على نحو ما حصل مع انظمة شبيهة بنظامه (العراق - ليبيا - مصر الخ)، «فأيام الغزل» الجارية مع المعنيين بتدمير السلاح الكيماوي، والتعاون الذي يوفّره النظام للخبراء الدوليين، في ظل تبدل الاولويات الدولية باعطاء الاولوية الآن لتقليم اظافر «المنظمات المتطرفة» كجبهة النصرة او دولة العراق والشام الاسلامية، مع الاصرار الاميركي - الدولي على عقد مؤتمر جنيف-2 حول الحل السياسي في سوريا، مع ترجيحات النظام ان يعقد في 23 ت2 المقبل.
وفي الشأن الداخلي، ترصد الاوساط النيابية في 8 آذار ثلاثة او اربعة تطورات، ذات انعكاس مباشر على الوضع اللبناني، وربما الانفراج المرتجى، بعدما ضاقت الاحتمالات الاخرى، واصبح من الصعب الاستمرار في «تقطيع الوقت» دون انجاز تأليف الحكومة والاعداد لملء الفراغ في الرئاسة الاولى، سواء بإجراء الانتخابات او غيرها، فضلاً عن اعداد قانون جديد للانتخابات النيابية، بعد اقل من سنة من الآن.
1- ما يمكن ان تسفر عن الجلسة النيابية التي ستعقد في 22 ت1، اي الثلاثاء المقبل لانتخاب اللجان النيابية، واميني السر والموظفين الثلاثة، حيث من المتوقع ان يبقى القديم على قدمه» من تفاهمات سياسية، تعيد الروح الى الجلسات التشريعية، وتنهي مرحلة من الشلل البرلماني.
مصدر في 14 آذار يعتبر ان الجلسة التي ستشارك فيها كل الكتل لا تحتاج الى حضور حكومي وهي جلسة نظامية لا تتعارض مع تصريف الاعمال، وهو امر يختلف عن «التشريع الفضفاض».
وفي السياق، ينظر الى الاجتماع الثاني، بين الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيور والمنتظر ان يسبق جلسة الثلاثاء.
2- بدء الحزب جدياً هذه المرة بإعادة النظر بتواجده في سوريا، في ضوء ما يحصل على الارض في ريف دمشق، من تعزيز النظام مواقعه على حساب قوات المعارضة بعدما كانت النقاط والبلدات الاستراتيجية في ريف دمشق سقطت بأدي الجيش السوري الحر و«المجموعات القتالية المناهضة للنظام».
ووفقاً لمصدر مطلع على اجواء «حزب الله» فإن الحزب منهمك حالياً في معركة القلمون في ريف دمشق، والقريبة من الحدود اللبنانية، والتي تحتاج لبضعة آلاف من الجهة اللبنانية، حيث في ضوء النتائج، سيعيد الحزب النظر بمشاركته في الحرب الدائرة في سوريا، لمصلحة نظام الاسد.
وهذا التطور - في حال وصوله - يعتقد المصدر انه سيساهم في تخفيف الاحتقان الداخلي.
3- الانفراج الحاصل في المفاوضات بين ايران ومجموعة دول (5+1) في جنيف، والرهان على تقارب عربي - ايراني، يساهم في تخفيف الاحتقان العربي - الايراني والتمهيد لاستئناف الاتصالات السعودية - الايرانية.
4- حاجة لبنان الى حكومة قادرة على معالجة ذيول التداعيات الناجمة عن الازمة السورية المتمادية منذ اكثر من عامين، بعدما لمس كبار المسؤولين سواء عبر محادثات الرئيس ميشال سليمان في نيويورك او مشاركة الوفد الرسمي الوزاري - المالي في اجتماعات البنك الدولي، حيث كشف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان ثمة توجهاً دولياً، لمساعدة لبنان، الذي خسر ما يقرب من 7.1 مليار دولار بسبب الخسائر والانفاقات على اكثر من 800 نازح سوري على اراضيه.
اجتماع بعبدا
وفي هذا الاطار، ادرجت مصادر قصر بعبدا الاجتماع الذي سيعقده الرئيس سليمان صباح اليوم مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي في اطار متابعة تنفيذ مقررات «مجموعة الدعم الدولية للبنان»، التي انعقدت في نيويورك الشهر الفائت.
وقالت المصادر لصحيفة «اللواء» ان رئيس الجمهورية سيتحدث امام سفراء كل من الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين حول ضرورة السعي لتنفيذ هذه المقررات التي حظيت بإجماع المشاركين في المؤتمر، مؤكدة ان هناك جهداً ينصب على مواصلة دعم لبنان وان هذا ما سيعكسه السفراء في خلال لقائهم رئيس الجمهورية.
ولم تستبعد المصادر ان يعقب هذا اللقاء اجتماعات مماثلة يعقدها الرئيس سليمان مع سفراء دول الاتحاد الاوروبي وعرب تحقيقاً لهذه الغاية.
واشارت المصادر الىان ما تم التوافق بشأنه بالنسبة الى لبنان لجهة دعم استقراره وسيادته وتحييده عن النزاعات وكذلك بالنسبة الى مواجهة الاعباء الناتجة عن الازمة السورية والنازحين والجيش اللبناني محور متابعة رسمية ووزارية وامنية.
التأليف؟
حكومياً، نقل عن رئيس الجمهورية قوله ان صيغة (9+9+6) قابلة للبحث، وان من الممكن السير بها شرط توافق جميع الاطراف حولها، معتبراً أن اللقاء المرتقب بين رئيس المجلس ورئيس كتلة المستقبل يمكن ان يساعد على هذا الصعيد.
اما الاوساط المقربة من الرئيس المكلف تمام سلام فقالت: الأبواب لم تغلق بعد، إفساحاً في المجال امام التوصّل إلى حكومة سياسية جامعة تضم الفرقاء جميعاً باعتبار ان دقة المرحلة التي يمر بها البلد تتطلب ذلك لضمان توفير الدعم السياسي المطلوب للتشكيلة الجديدة، من دون استبعاد الخيارات الأخرى، إذا اقفلت الابواب أمام الحكومة الجامعة، مشيرة الى أن الرئيس المكلف لا يزال يواصل اتصالاته ومشاوراته بحثاً عن صيغة تقرّب المسافات بين القوى السياسية، رغم أن عملية التأليف قد طالت باعتراف الجميع.
وكشف نائب بارز في 8 آذار ان الفرصة تتزايد لصيغة (9+9+6) وان المطلوب من الرئيسين سليمان وسلام التدخل لدى قوى 14 آذار لمناقشة عما اذا كان من الممكن السير بهذه التشكيلة ام لا.
خطة طرابلس
وعلى صعيد خطة طرابلس، كشف النائب السابق مصطفى علوش، المكلف بوضع وثيقة «الخلوة الوطنية» لـ «اللواء» أن مبادرة قوى 14 آذار تهدف إلى إعادة إطلاق دينامية جديدة تعيد طرابلس كعاصمة للشمال وليس قلعة، ومدينة مفتوحة لجميع التجمعات، وأضاف في ظل التفجيرين وما نتج عنهما من خسائر كبيرة بشرية ومادية ومعنوية، وبعد الحديث عن تخوف العلويين في المدينة من ردّات فعل بعد اعتراف يوسف دياب بجريمته، والحديث المتكرر عن هجرة المسيحيين من طرابلس، ارتأت الأمانة العامة لقوى 14 اذار ان تطلق هذه المبادرة لعقد مؤتمر وطني يجمع كافة الاطياف.
فطرابلس من خلال «المؤتمر الوطني» ستؤكد انه لا يمكن وغير مسموح استهداف طائفة بعينها أو مجموعة بسبب انتماء أحد المتهمين بالتفجيرات إليها. وفي ذات الوقت طرابلس كانت وما زالت تؤكد انها مدينة للجميع من مختلف الطوائف والخيارات السياسية شرط الالتزام بخياراتها السلمية، واعلن علوش بأن الموعد المحدد لعقد المؤتمر الوطني هو في شهر كانون الاول المقبل، وان الأمانة العامة تعمل اليوم على وضع الخطوط العريضة للمؤتمر وتحضر كشوفات بالجهات وأسماء الشخصيات المنوي دعوتها للمشاركة في المؤتمر.
وخوفاً من استمرار أخذ طرابلس رهينة التوتر بين جبل محسن وباب التبانة سارعت القوى السياسية الفاعلة في المدينة إلى اجراء تحركات عاجلة من أجل تطويق أي ذيول قد تنسف الامن الهش في المدينة، وهذه التحركات من المتوقع ان تزداد وتيرتها في الأيام القليلة المقبلة خصوصاً مع انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك.
وفي هذا الإطار، زار وفد من الأمانة العامة لقوى 14 آذار، مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وأعلنت نيتها عقد خلوة كبيرة على شكل مؤتمر وطني عام في الشمال بمشاركة كل الطوائف وقيادات المجتمع الأهلي للتأكيد على مواجهة أي هواجس وطنية تحت راية العيش المشترك.
من جهته، أمل الشعار في أن تكون طرابلس والشمال الحجر الأساس للسلم الأهلي في لبنان، مؤكداً انه لا ينظر لأي فريق من حيث قوته أو ضعفه.
امنياً، اقتحمت مجموعة مسلحة مستشفى المنلا في طرابلس من أجل إطلاق سراح الموقوف يحيى السقا، فحصل تبادل لاطلاق النار بين دورية من سرية طرابلس والمسلحين الذين فشلوا في إطلاق سراحه.
مخطوفو اعزاز
على صعيد المساعي لاطلاق مخطوفي اعزاز، أوضحت مصادر رسمية أن الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس سليمان بأمير قطر تطرق إلى ملف مخطوفي اعزاز، مؤكدة أن رئيس الجمهورية قدم لأمير قطر تهانيه بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي قطع زيارته إلى بلجيكا، ووصل إلى تركيا، ثم عاد ليلاً منها على متن طائرة خاصة قيل انها «قطرية» بعد محادثات مع الطاقم التركي المفاوض، وصفت بالايجابية بشأن مخطوفي اعزاز، حيث توقع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال انباء سارة حول الإفراج عن المخطوفين، في وقت قد لا يتعدى الشهر الجاري.
وجاء تحرك اللواء إبراهيم، غداة اتصال تلقاه من الجانب التركي، يُشير إلى ايجابيات طرأت على الملف، ولا بدّ من التباحث فيها.
وكشف مصدر أن الوسيط التركي اثار اللائحة النهائية المتعلقة بالسجينات السوريات لدى النظام، فضلاً عن الصدامات الجارية بين جماعة «داعش» ولواء عاصفة الشمال."