النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

(( الجياد )) قصة قصيرة

الزوار من محركات البحث: 9 المشاهدات : 411 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق مشارك
    تاريخ التسجيل: April-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 98 المواضيع: 70
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 81
    مزاجي: لن ترى مني الا ما يسرك
    أكلتي المفضلة: كل ما هو طيب
    موبايلي: بسيط لاغراض الاتصال
    آخر نشاط: 6/July/2014
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابوبلال البابلي
    مقالات المدونة: 1

    (( الجياد )) قصة قصيرة


    الجــــياد

    ****************

    المسافة بيني وبينها تنهبها الجياد .. تجرجرني وراءها من رِجْليَّ تلك الجياد ، فوق بلاط الشارع، من أمام بيتنا إلى أمام بيتها .. أمام بوابة السور تفك وثاق رجلَّي وتنطلق .. تنطلق إلى الداخل جياد الأخيلة .

    تجتاز عيناي حيز الياسمين البرى بين السور ونافذة غرفتها المضيئة .. تودعني عيناى .. تنطلقان من محجريهما وراء الجياد .. تتعلقان بالنافذة .
    في الصباح كنت أجرجر ورائي تلك الجياد ، كما كانت تجرجرني فى المساء ، أجرجرها من البيت إلى المدرسة .. أمام بوابة المدرسة أحررها وأنطلق إلى حيث يقف مدرس غليظ المشفرين .. يرفع عصاه في وجهي ويرصني في طابور الصباح ، ثم يعقد يديه خلف ظهره ، وقد أسلم وجهه للعَلَم .
    غالبًا ما كنت أتلهى عن منظره باختصار المسافة بيني وبينها ، وهى الواقفة بوجهها الوضىء قبالتي تمامًا في الطابور المواجه .
    ..... الجياد كثيرًا ما كانت تفاجئني خارجة من السبورة السوداء .. أمتطيها وأرتحل .. أرتحل من الحصة الأولى حتى السادسة ، إلى مدنٍ أخرى ليس فيها غيري وغيرها ، وبعض السوسنات والقمر .
    مرةً .. ولم يكن بيني وبينها غير غلالة وردية رقيقة ، ولم يكن يقاسمنا السكون غير رفيف فراشات ملونة .. ولم يكن غير الـ....... . فاجأني المدرس بالسؤال عن تضاريس الوطن
    .. حقيقة .. ومن يومها كرهت التضاريس والأسئلة ، وبقى الوطن خطًّا باهتًا بينهما .

    عندما كانت مستغرقة في نومها ، ولم يعد بيني وبينها حتى الغلالة الوردية الرقيقة ، وقد أسلمت ثديها لطفلنا الرضيع ، حاصرني الليل بالأسئلة عن تضاريس المرتب ، وعن وجبة الإفطار وعن

    مُوجه اللغة العربية كلف نفسه عناء اختراق الأمكنة .... فاجأني ـ هو الآخر ـ على سرير النوم :
    " لا بد أن تبدأ الدرس بسؤال تمهيدي لإثارة أذهان التلاميذ "
    لا بد أن تشرح الدرس بطريقة الأسئلة
    .... لا بد أن ....
    تلهيت عن منظره باختصار المسافة بيني وبين آخر قطعة جبن في بيتنا , موضوعة فوق المنضدة الصغيرة بجوار السرير منذ الظهيرة .

    أيقظتها برفق ... شدت فستانها المشلوح عن أربعة أخماس جسدها .. سألتني :
    ــ هل انتهيت من تحضير دروس الغد ؟
    ــ لماذا لم تتناولي قطعة الجبن ؟
    ـ السَّهران أوْلَى .
    ــ ولكنكِ ترضعينَ !
    ــ كُلْها أنتَ ، ودعني أنام
    سألتها عن شيء بيننا .. اعتذرتْ .. اعتذرتُ أنا عن أشياء كثيرة .. فاجأتني الجياد .
    اعتذرتُ لها .. احتضنت الأسئلة .

    **************
    للقاص والروائي والناقد الادبي وأستاذ اللغة العربية
    المصري
    عبد الجواد خفاجي


    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
    في 3 / 8 / 1995
    حصلت هذه القصة على المركز الأول في القصة القصيرة عام 1999 م عن إقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي ونشرت بمجلة الحوار الصادرة عن الإقليم في نفس العام .


  2. #2
    من أهل الدار
    يامهدي تسكن قلبي
    تاريخ التسجيل: August-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 975 المواضيع: 91
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 97
    آخر نشاط: 12/June/2016

  3. #3
    مساعد المدير
    الوردة البيضاء
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 258,207 المواضيع: 74,474
    صوتيات: 23 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 95628
    مزاجي: الحمدلله على كل حال
    المهنة: معلمة
    أكلتي المفضلة: دولمه - سمك
    موبايلي: SAMSUNG
    آخر نشاط: منذ 4 ساعات
    مقالات المدونة: 1
    شكرا لك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال