كتشاف الفضاء. يرجع معظم العلماء تاريخ اكتشاف الفضاء إلى أوائل القرن العشرين. خلال هذه الفترة، تطورت بعض النظريات الرائدة حول استخدام الصواريخ في السفر إلى الفضاء. وقد تم نشر هذه النظريات على يد مجموعة من العلماء وهم: كوستانتين تسيولكوفسكي، وهو مدرس فيزياء روسي قام بنشر نظرياته في عام 1903م، وروبرت جودارد، وهو عالم فيزياء أمريكي تم نشر نظرياته في عام 1919م، وأخيرًا نُشر بعض هذه النظريات في عام 1923م وقام بنشرها عالم الطبيعة الألماني هيرمان أوبرث.

نشأت فكرة الصواريخ الفضائية من استخدام الصواريخ في الأعمال الحربية أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945م). وعلى سبيل المثال، نجحت ألمانيا خلال تلك الحرب في تطوير قذيفة صاروخية تسمى في- 2. وقد استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تستولي على بعض هذه الصواريخ، وأن تستخدمها في إطلاق معدات استكشافية بعد الحرب. ثم بعد ذلك استطاعت كل من الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفييتي (سابقًا) تطوير قذائف صاروخية بإمكانها الانطلاق عبر القارات. ويمكن القول إن بناء الصواريخ ذات القوة المتزايدة وبخاصة تلك التي طورها الاتحاد السوفييتي، أدى إلى بزوغ عصر الفضاء في الرابع من أكتوبر عام 1957م؛ وفي ذلك اليوم أطلق الاتحاد السوفييتي سبوتنك-1 أول قمر صناعي، يدور في مدار حول الأرض. وفي 31 يناير 1958م أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية أول قمر صناعي لها وهو إكسبلورر 1.

وقد استطاع العلماء تحقيق إنجازات في الفضاء بوساطة الإنسان الآلي. وقد نجحوا أيضًا في إطلاق أول مركبة فضاء يديرها الإنسان الآلي (روبوت) إلى القمر وكوكبي الزهرة والمريخ وكثير غيرها، لجمع المعلومات التي لم يكن من السهولة بمكان الحصول عليها بأية طريقة أخرى. وبفضل هذه الأجهزة والمعدات، استطاع العلماء أن يسدوا الفراغات في المعلومات الموجودة لديهم عن المجموعة الشمسية والكون.

وكان أول إنسان يطير في الفضاء هو يوري جاجارين، وكان ضابطًا في سلاح الجو السوفييتي السابق وقد دار حول الأرض في 12 أبريل 1961م لمرة واحدة في مركبة فضاء تسمى فوستك-1.

وفي 20 فبراير 1962م أصبح جون جلين وهو طيار اختباري بحري من الولايات المتحدة الأمريكية ـ أول أمريكي يدخل المدار، ودارت مركبته الفضائية فريندشيب ـ 7حول كوكب الأرض ثلاث مرات. وخلال بقية الستينيات من القرن العشرين، أنجزت الولايات المتحدة سلسلة من برامج الفضاء موجهة جميعها صوب هبوط أول رائد فضاء على القمر. وفي 20 يوليو 1969م، سطع نجم اثنين من رواد الفضاء الأمريكيين وهما، نيل آرمسترونج، وإدوين ألدرين، وأصبحا أول من تطأ أقدامهما سطح القمر. وخلال السنوات الثلاث الأولى التالية، نجح عشرة آخرون من رواد الفضاء في الهبوط على سطح القمر.
وفي عام 1981م نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في إطلاق أول مكوك للفضاء من صنعها. وهو مركبة ترتفع في الجو مثل الصاروخ، وتهبط إلى الأرض مثل الطائرة. ومن المعروف أن أول محطة فضاء دائمة هي المحطة الروسية مير التابعة للاتحاد السوفييتي (سابقًا). وقد تم إطلاقها في عام 1986م. وفي عام 1987م منحت الولايات المتحدة الأمريكية عقودًا لبناء محطة فضاء دائمة مصحوبة بجدول زمني لإنجازها واكتمالها خلال أواخر التسعينيات من القرن العشرين ونهايته.

كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على إطلاق محطة فضائية أمريكية إلا أن انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وإنتهاء الحرب الباردة عام 1991م جعلها تنضم إلى روسيا في وضع برامج مشتركة للمحطات الفضائية. فعلى سبيل المثال، انطلق رائد الفضاء وعالم الكيمياء الحيوية شانون ليوسيد عام 1996م إلى الفضاء على متن مكوك فضائي، وأمضى أكثر من ستة شهور على المحطة الروسية مير.

وتعمل الولايات المتحدة وروسيا وعدة دول أخرى على إقامة محطة فضائية دولية بحلول عام 2004م. ويأمل المسؤولون أن تستوعب هذه المحطة سبعة رواد فضاء إلى جانب ستة مختبرات عملية. وقد تم بالفعل إطلاق مركبتين وتمت عملية الالتحام عام 1998م. وفي 23 مارس 2001م قامت روسيا بتحطيم المحطة الفضائية مير رغم قدرتها على العمل الفضائي بسبب نقص ميزانية نفقاتها.

قد تكون الخطوة التالية في استكشاف الفضاء هي إقامة مستعمرات في الفضاء، ولا شك في أن مثل هذه البرامج الواعدة تقدم فرصًا مثيرة لمزيد من الاكتشافات، وتوضح كذلك أن مستقبل الاكتشافات مثل عالم الفضاء ليس له حدود.


المصدر : اكتشاف الفضاء http://forum.arabia4serv.com/t69156.html#ixzz2huHO5cxQ