رحيل الروائي الأميركي أوسكار إخوليوس حامل هموم المهاجرينكافح خلال مسيرته حتى لا يتم تصنيفه ككاتب يعبر عن عرق محدد
عن عمر ناهز 62 عاماً، رحل عن عالمنا، أول من أمس، الروائي الأميركي الكوبي الأصل أوسكار إخوليوس، بعد أن باغتته أزمة قلبية مفاجئة أثناء لعبه التنس وتسببت بوفاته. الروائي ذو الأصول اللاتينية، والذي حمل هموم المهاجرين في وجدانه وكافح خلال مسيرته الأدبية كي لا يتم تصنيفه ككاتب يعبر عن عرق محدد، ولد في نيويورك في 24 أغسطس عام 1951 لأبوين كوبيين مهاجرين، أمضى طفولته في حي "مرتفعات مورنينغ" التابع لمنهاتن.
في العام 1955 أصيب بعدوى خطيرة في الكلى بعد رحلة إلى كوبا جعلته يقضي سنة كاملة في مستشفى "كونيتيكت" منفصلاً عن أسرته، وعاش خلال هذه السنة تجربة تكوينية أثرت في طريقة تفكيره، وبقيت محفوظة في ذاكرته، لدرجة أنه كتب عنها في مقال لصحيفة النيويورك تايمز عام 2011.
انحياز للمهاجرين
تخرج الروائي في مدرسة "ويس برانديز" الثانوية، والتحق بعدد من الكليات المحلية، وتخرج ومعه درجة الماجستير في الفنون الجميلة من كلية مدينة نيويورك عام 1975، كما قام بدراسة الكتابة الإبداعية على يد أساتذة كبار أمثال "سوزان زونتاغ ودونالد بارثلم"، وتأثر بأعمال كتاب كوبيين وأميركيين لاتينيين مثل غابرييل غارثيا ماركيز وكارلوس فوينتيس. وقرر أن يكرس قلمه من أجل الكتابة عن حياة المهاجرين ومحاولاتهم التكيف مع ثقافات جديدة.
أطلق مسيرته الأدبية في العام 1983 مع روايته الأولى "لدينا بيت في العالم الماضي"، والتي توثق التجارب والمحن التي عاشتها عائلة هاجرت من هافانا في عام 1939 إلى هارلم الإسبانية.
أعمال روائية
نشر إخوليوس العديد من الروايات، بما في ذلك "الأخوات أربعة عشر لإميليو مونتيز اوبراين" في عام 1993، والتي تغطي عدة أجيال من عائلة كوبية -ايرلندية تعيش في ولاية بنسلفانيا، ورواية "عيد الميلاد والسيد أيفيس" في عام 1995 والتي تروي قصة رجل تم تبنيه عندما كان طفلاً لقيطاً وأصبح منتجاً كبيراً لديه مهنة ناجحة في الإعلانات، وزوجة وطفلان، وكان في طريقة إلى تحقيق الحلم الأميركي ولكن آماله تحطمت عندما قُتل ابنه روبرت الذي يدرس الكهنوت في ليلة عيد الميلاد، وغرق أيفيس في الحزن وبدأ بفقدان إيمانه بالبشرية، إلا أن حبه لله ثم لزوجته وأولاده منحه القوة ليجد السلام الروحي في خضم الأزمة.
وفي عام 2000 قام إخوليوس بإصدار روايته الخيالية "امبراطورة الموسم الرائع"، ومن ثم في عام 2008 قدم لقرائه رواية بعنوان "الظلام المتأنق". وكانت رواية "ماريا الجميلة جزء من روحي" آخر رواية يصدرها، وذلك عام 2010.
مذكرات وجوائز
في عام 2011 نشر مذكراته "أفكار بلا سجائر"، والتي كانت أول عمل غير خيالي يصدر عنه، وتحدث فيها عن الناس والأماكن التي أثرت في حياته وأدبه، وعن محاولاته المستمرة لدمج الهويات الكوبية الأميركية.
تلقى إخوليوس جائزة مؤسسة "ميريل انغرام" في عام 1983، وهو العام الذي نشرت أول رواية له "لدينا بيت في العالم الماضي"، و في عام 1985 حصل على جائزة روما، التي تمنحها الأكاديمية الأميركية في روما، كما تلقى جائزة التراث الإسباني للأدب في عام 2000.
ملوك المامبو
لم يكتسب الروائي أوسكار إخوليوس شهرة واسعة إلا بعد إصداره لروايته الثانية "ملوك المامبو يعزفون أغاني الحب" عام 1990. الرواية تتحدث عن تحقيق الحلم الأميركي من خلال تجربة الأخوين سيزار ونيستور كاستيلو، وهما موسيقيان من كوبا هاجرا إلى منطقة "بيغ أبل" عام 1950، وتمكنا من تحقيق 15 دقيقة من الشهرة بعد ظهورهما في المسرحية الهزلية التلفزيونية "وأنا أحب لوسي"، وحصل إخويلوس على جائزة بوليتزر عن رواية "ملوك المامبو"، ليصبح أول كاتب من أصل لاتيني يفوز بهذه الجائزة، وأصبحت روايته من أكثر الكتب مبيعاً، وترجمت إلى 25 لغة.
وفي عام 1992 قامت هوليود بتحويل الرواية إلى فيلم سينمائي قام ببطولته كل من أنطونيو بانديراس وأرماند أسانتي بدورالأخوين كاستيلو.