حكاية "سفاح النساء"..أول قاتل متسلسل في أمريكا
هو قاتل سفاح، ليس لقسوته حدود، مريض بالجريمة، مدمن على منظر الدماء و أنين المعذبين، و في الوقت ذاته هو شخص شديد التهذيب، "جنتلمن" بحسب التعبير الانكليزي الشائع، أنيق، مثقف، حاد الذكاء، و يعرف كيف يوقع أجمل النساء في حبائله، باختصار هو نموذج مثالي للقاتل المتسلسل الذي سوف تعرف الولايات المتحدة فيما بعد نسخاً عديدة منه.
نصّاب و زير نساء
هو هنري هاوارد هولمز أول قاتل متسلسل معروف في التاريخ الأمريكي، ولد عام 1861، كان والده قاسياً و مدمناً على الكحول في حين كان والدته امرأة شديدة التدين، ذات مرة أجبره أصدقائه و هو صغير على لمس هيكل عظمي حقيقي بقصد إخافته، لكن هولمز أصبح من يومها مولعاً بفكرة الموت.
حاول دراسة الطب في جامعة ميتشغان لكنه سرعان ما انخرط في أعمال النصب و الاحتيال التي درت عليه أموالاً كثيرة في حين كان ينتقل من امرأة إلى أخرى و قد عقد قرانه على أكثر من امرأة في عدة أماكن من أميركا حتى أصبح له عدد كبير من الزوجات في نفس الوقت.
المدينة البيضاء
في عام 1893 استضافت مدينة شيكاغو المعرض العالمي و قررت أن تقيم لهذا الغرض مدينة كاملة رائعة الجمال مبنية على الطراز الأوروبي الكلاسيكي و قد أطلق على هذه المدينة اسم "المدينة البيضاء" بسبب غلبة اللون الأبيض على مبانيها، و قد اجتذبت هذه المدينة مئات آلاف الزوار الذين وفدوا ليشاهدوا هذه التحفة العجيبة، و وسط هذا الجمع الغفير قرر هولمز تنفيذ خطته الجهنمية الرهيبة.
قلعة الموت
استغل هولمز مناسبة المعرض العالمي و توافد الزوار إلى شيكاغو فأقام فندقاً لاستقبال زائري المعرض، لكن ما لم يعلمه أحد هو أن هولمز قد صمم الفندق بنفسه بحيث يحتوي على غرف مخفية و أبواب سرية و حجرات تعذيب معزولة بحيث لا يستيطع أحد من زوار الفندق سماع الصرخات المرعبة لضحايا هولمز.
اختار هولمز كل ضحاياه من النساء من زائرات المعرض فكان يتعرف إليهن ثم يدعوهن إلى فندقه ليقوم هناك بارتكاب جريمته باستخدام أبشع وسائل القتل و التعذيب.
سقوط سفاح المدينة البيضاء
بعد انتهاء المعرض العالمي بفترة قصيرة ألقت الشرطة القبض على هولمز في قضية احتيال عادية، و خلال حملة تفتيش على فندق هولمز في شيكاغو تسلل الشك إلى رجال الشرطة بعد أن سمعوا من خدم الفندق عن وجود أماكن كان يحظر عليهم الاقتراب منها في الفندق، و بعد حملة تفتيش دقيق وقع رجال الشرطة على مسلخ بشري حقيقي كان هولمز قد أقامه في فندقه و قد احتوى على جثث نحوي مئتي امرأة من ضحاياه الأبرياء.
حوكم هولمز و قد هزت قضيته وقتها الرأي العام الأمريكي الذي لم يكن قد ألف مثل هذا النوع من الجرائم، و في عام 1896 تم إعدام هولمز شنقاً حتى الموت و كان يومها في الخامسة و الثلاثين من العمر.
*نقلا عن "أنتيكا"