طفلي لاينام
الاطفال الصغارقد يكونوا مصدرا للأرق وقد يكون عدم نومهم اثناء الليل مشكلةلكثير من الاباء..
فكيف يمكن حل هذه المشكلة بهدوء ، دون اثارة الاعصاب ودون زجر الطفل؟!
في الرحم، تتعاقب على الجنين اوقات سكون واوقات حركة تستشعرها الحامل وتحس بها .
وفي وقت السكون يكون الجنين (( نائما)) فتهدأ الحركة تماما. بينما في وقت الحركة يكون الجنين ((مستيقظا)) .وفي اغلب الوقت يكون الجنين نائما في الرحم .( الكلام عن نوم الجنين ويقظته مجازي . اذ لاتستخدم هذه التعبيرات الا عند الكلام عن الاحياء خارج الرحم) ..
بعد ان يخرج الجنين من ظلمة الرحم الى نور الحياة ، فأنه يقضي اكثر ايامه نائما . ولايرتبط نوم المواليد في اول عهدهم بالحياة خارج الرحم بأي علاقة من تلك التي يرتبط بها نوم الكبار . اذينام الوليد في اي وقت من ليل او نهار ، فينام في فراشه او على كتف امه وينام في جو صاخب او هدوء حالم وحتى في عربته الصغيرة. وليس من الحكمة والعقل ولاهو من الانصاف والعدل ان يتوقع الاباء من وليدهم في الشهور الاولى من العمر ان يكون (منظما) في نومه، فينام وقت نومهم ويصحو وقت استيقاظهم ! فهذا المطلب ضد طبيعة الاشياء .
وسرعان مايتغير نمط نوم الوليد ليقع تحت المؤثرات التي يخضع لها نوم الكبار . مع حلول الشهر الثالث يكون نوم الوليد اثناء الليل ، واكثر يقظته اثناء النهار . وبحلول الشهر الرابع تتراوح ساعات يقظة الوليد بين اربع الى خمس ساعات اثناء النهار ، وساعة الى ساعتين اثناء الليل . والظاهر من الابحاث التي تجري لدراسة نوم المواليد ان ظاهرة النوم تختلف من مولود الى اخر ، تماما كما تختلف عند البالغين..
والظاهر من الابحاث ان هناك عوامل متعددة تلعب دور ها في نوم المواليد :
من ذالك_ ان الاطفال الذين يتغذون على الرضاعة الطبيعية يكون نومهم أهدأ واعمق من الذين يتغذون على الرضاعة الصناعية. بعض المواليد مزعج الذي يدفع امه الى الشكوى منه الى طبيبها! وتشكو ان طفلها لاينام وهذا يخلو من الصحة ويفتقر الى الدقة اذ لايوجد طفل لاينام وانما مقصود الام ان نوم طفلها غير منتظم . ان ام مثل هذا الوليد في حالة يرثى لها من الاجهاد وتوتر الاعصاب وما يترتب من اساءة معاملة الوليد ، من جهة اخرى فأن الوليد لايمكن لومه على سلوكه وكذا لايمكن ارغامه على النوم! فماهو الحل؟! اول خطوة لحل هذه المشكلة ان تدرك الام ان وليدها لايفعل ذلك متعمدا ، ولكن واقع الامور يشير الى ان كثيرا من الامهات يتعاملن مع المواليد كما يتعاملن مع انسان بالغ ، ويتوقعن من الوليد مايتوقعنه من انسان بالغ راجح العقل!.
وليس من كرم الخلق ولامن حسن المعاملة ان يثور انسان على مخلوق ضعيف يحتاج اليه ..
تنظيم النوم :
المعروف من دراسة ظاهرة النوم انها تخضع لما تخضع له عادات الانسان المكتسبه وما دام الامر كذلك ، فقد يكون من الحكمة ومن سبل الراحة للوالدين، تنظيم عادة النوم عند الوليد، وتوجيهها الوجهه الصحيحة منذ البداية ويمكن تحقيق ذلك بأتباع الارشادات التالية :
موعد النوم :
يتحقق ذلك بربط موعد نوم الطفل بسلوك معين مثل ، الاستحمام قبل النوم مباشرة او الانفراد بالمولود في غرفة هادئة مع بعض لعبه او اطفاء الانوار . المهم ان تحرص الام او( الاب ) على تكرار السلوك او النشاط الدال على اقتراب موعد النوم بصورة منتظمة كل يوم . اذ هكذا ينمو عند الطفل الاحساس بموعد النوم، الا انه يجب عدم التقيد بنظام معين الى حد الجمود . فالوليد ليس جنديا يعود على النظام وانما كائن رقيق يجب معاملته برفق.
ومن الاخطاء الشائعة فيما يتعلق بتعويد المولود على موعد النوم ،ربط موعد النوم برضعة اذ يصعب تغيير هذه العادة اذشب الوليدعليها وتبقى الرضاعة سلوكا لازما قبل النوم فمن الافضل الاتكون الرضاعة العمل السابق للنوم مباشرة يجب عدم التقيد الى حد الجمود.
الهدهدة :
هدهدة الوليد ( ارجحته اوتحريكه برفق) من الوسائل التقليدية لتنويمه وهي وسيلة مجربة . ومفيدة اذا احسن استخدامها . فمثلا عندما يكون الطفل عصبيا او كثيرالبكاء ، فأن الهدهدة سوف تهدئ اعصابه وتيسر له ان ينام . الاان الخطورة مع هذه الطريقة هي ان الوليد اذا تعود عليها فلن ينام الابها . لذلك فللأم ان تختار ذلك في اوقات مناسبة ، أو ان تعود طفلها على الهدهدة فتلزم نفسها بذلك. عند الهدهدة يجب مراعاة ان تكون الحركة هادئة رقيقة وبأيقاع منتظم لأن الحركة القوية سوف تنبه الطفل وتطرد النوم من عينه .
الاصوات :
كما تحول الضوضاء العالية دون نوم الكبار كذا تحول دون نوم الصغار . والمؤكد ان الهدوء يعين على النوم لكن بعض الناس يتعود النوم على اصوات معينة ، فينام على صوت ترتيل ديني او عزف موسيقى اوغير ذلك. والشيئ نفسه يقال عن الاطفال ، يمكن تعويدهم على النوم على اصوات معينة.
بصفة عامة يرتاح المواليد والاطفال صغار السن النوم على صوت رتيب اكثر من راحتهم الى سكون مطبق . فمثلا صوت عقرب الدقائق في ساعة الحائط، او حركة عقارب الساعات القديمة من الاصوات المنتظمة المريحة للأطفال . وان كانت الام حريصة على اداء اعمال البيت فيجب ان تحرص على ان بنام الطفل في غرفة هادئة منعزلة ( بشرط ان تكون قادرة على سماع صوته اوبكائه) ذلك ان الضوضاء الناشئة من اعمال البيت سوف تؤدي حتما الى ايقاظ الصغير .
الرضاعة :
بغض النظر عن القيمة الغذائية العالية للرضاعة الطبيعية ، فأن هذه العملية تريح الوليد وتزيل عنه اي توتر لذلك من المفيد عندما يثور الطفل ان تقوم الام بأرضاعه اذ سرعان مايهدأ وتسكن نفسه ويمكن تجريب هذه العملية عندما يستيقظ في الليل حتى وان كان يتغذى عاى الرضاعة الصناعية .
التدليك :
بعض الاطفال يجد راحة وسرور في تدليك جسمه الصغير، وعلى الرغم من انه صعب على ام تستيقظ في جوف الليل ان تقوم بهذا العمل المحبب لطفلها وهي نصف نائمة ، فأن التدليك من الوسائل التي يمكن اللجوء اليها عندما تكون هناك صعوبة في تنويم الطفل بعد استيقاظه في الليل.
الملابس :
قد تكون الملابس سبب في الاستيقاظ المتكرر. فبعض الامهاتتكبل طفلها في كومة من الملابس بغض النظر عن حرارة الجو وطبيعي ان يكون ارتفاع درجة حرارة جسم الوليد سببا في توتره وبكائه وعدم استطاعته النوم . لذلك يجب تخفيف الملابس في الجو الحار مع مراعاة ان الشعور بالبرد له اثر مشابه للشعور بالحر ، الامر الذي يقتضي التصرف في ملابس الصغير بما يوافق الحال اي تدفئته في البرد وتخفيفها في الحر.
هذه بعض الوسائل المفيدة في مساعدة الطفل لكي ينام . وقد تتفق وسيلة منها مع مزاج وليد معين، بينما تتفق اخرى مع وليد ثان . وفي كل الاحوال ، فأن الطفل يكتسب في شهور قليلة عادات نومه الخاصة به. ومع تقدمه في العمر فلن يعود يزعج والديه بأستيقاظه المتكرر.