باتت فرصة الجزائر في التأهل للمرة الرابعة إلى نهائيات المونديال مهددة ، حيث خسر الفريق أمام مضيفه منتخب بوركينا فاسو 2-3 مساء السبت بمدينة واجادوجو في ذهاب الدور الفاصل من التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال.

أقيمت المباراة وسط درجات حرارة عالية وحماس شديد لجماهير بوركينا فاسو ، ونجح المنتخب الجزائري في تحويل تأخره مرتين إلى التعادل لكن ضربة جزاء مثيرة للجدل في الوقت القاتل أسقطت أبناء المدير الفني وحيد خاليلودزيتش وعززت فرصة بوركينا فاسو في تحقيق حلم التأهل للمونديال للمرة الأولى في تاريخها.

ويلتقي الفريقان إيابا في الجزائر يوم 19 نوفمبر المقبل على أن يتأهل الفائز في مجموعه المباراتين إلى نهائيات كأس العالم.

افتتح جوناثان بيترويبا التسجيل لبوركينا فاسو في الثواني الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الأول الذي لم يشهد سوى عدد قليل من الفرص التهديفية وأهدر منتخب بوركينا فاسو خلاله ضربة جزاء في الدقيقة 42 حيث سددها أريستيد بانسيه لكن حارس المرمى الجزائري رايس مبولحي تصدى للكرة ببراعة.

وفي الشوط الثاني ، اختلف الحال كثيرا حيثق جاء هجوميا منذ بدايته وأدرك سفيان فغولي التعادل للمنتخب الجزائري في الدقيقة 49 قبل أن يتقدم منتخب بوركينا فاسو بالهدف الثاني عن طريق داكاريدجا كوني في الدقيقة 66 .

بعدها تعادل المنتخب الجزائري مجددا بهدف سجله كارل مجاني في الدقيقة 69 ، قبل أن يحسم أريستيد بانسيه المباراة لصالح بوركينا فاسو بهدف الفوز 3-2 وسجله من ضربة جزاء مثيرة للجدل في الدقيقة 85 .

بدأت المباراة بفترة جس نبض استمرت لنحو عشر دقائق حيث انحصرت أغلب مجريات اللعب في وسط الملعب ولم يقدم الفريقان أي محاولات جادة على المرمى.

بعدها ازدادت سرعة إيقاع اللعب شيئا ما وجاءت أولى الفرص في الدقيقة 12 حيث حصل منتخب بوركينا فاسو على ضربة حرة على حدود منطقة الجزاء وسدد منها أريستيد بانسيه كرة صاروخية لكنها مرت فوق العارضة مباشرة.

دخل المنتخب الجزائري في أجواء المباراة وتوغل داخل شكل ضغطا قويا على مرمى بوركينا فاسو لكنه اصطدم بحذر شديد من جانب الفريق صاحب الأرض وحارس مرماه داوودا دياكيتي.

واجه الفريق الجزائري صعوبة في دخول منطقة جزاء منافسه من العمق فاعتمد على التمريرات العالية من الجانبين وتألق هلال سوداني في انطلاقاته من الناحية اليسرى وقدم الدعم لحسان يبدة لكن الدفاع البوركيني أحبط كل المحاولات.

على الجانب الآخر اعتمد منتخب بوركينا فاسو على سرعة لاعبيه وبحث عن الفرص من خلال الهجمات المرتدة السريعة كما شكلت تسديدات أريستيد بانسيه مصدر إزعاج حقيقي للدفاع الجزائري وحارس مرماه.

وطالب سفيان فغولي بضربة جزاء في الدقيقة 40 بدعوى تعرضه لعرقلة من أحد مدافعي بوركينا فاسو لكن الحكم أشار بمواصلة اللعب.

وبعد أقل من دقيقتين ، حصل منتخب بوركينا فاسو على ضربة جزاء بدعوى قيام السعيد بلكالام بعرقلة جوناثان بيترويبا داخل منطقة الجزاء ، وتقدم أريستيد بانسيه لتسديد ضربة الجزاء لكن رايس مبولحي أنقذ المنتخب الجزائري وتصدى للكرة وحاول لاعبو بوركينا فاسو المتابعة بأكثر من تسديدة أخرى لكن الدفاع أبعد الخطورة عن شباكه.

وفي الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الأول وفي آخر محاولة قبل إطلاق الحكم صافرته ، تلقى بيترويبا عرضية رائعة من الناحية اليسرى ووجه الكرة برأسه في الشباك معلنا تقدم بوركينا فاسو 1-صفر لتشتعل المدرجات بالهتافات.

في بداية الشوط الثاني ، أعاد المنتخب الجزائري ترتيب أوراقه وبدأ المحاولات الهجومية المنظمة ليدرك التعادل في الدقيقة 49 حيث تلقى سفيان فغولي تمريرة عرضية من إسلام سليماني وأسكن الكرة في الشباك معلنا التعادل 1-1 .

وكاد العربي هلال سوداني أن يضيف الهدف الثاني للمنتخب الجزائري بعدها بدقيقة واحدة لكن الحارس البوركيني تصدى للكرة ببراعة ، ثم أنقذ دفاع بوركينا فاسو شباكه من هدف محقق بعدها بثوان إثر سقوط الكرة من يد الحارس ومحاولة سليماني التسجيل.

أشعل هدف التعادل الحماس الهجومي للمنتخب الجزائري وكثف ضغطه ليشكل خطورة حقيقية على مرمى بوركينا فاسو ويقترب كثيرا من التقدم ، بينما اقتصرت محاولات الفريق البوركيني على المرتدات وأهدر فرصة في الدقيقة 63 حيث تلقى بانسيه عرضية وسدد الكرة برأسه فوق العارضة.

وفي الدقيقة 66 ، استغل اكاريدجا كوني غياب الرقابة الدفاعية عنه وانطلق ثم سدد الكرة من حدود منطقة الجزاء في شباك الحارس معلنا تقدم بوركينا فاسو 2-1 .

لكن بعد أقل من ثلاث دقائق ، أدرك المنتخب الجزائري التعادل مجددا حيث تلقى كارل مجاني الكرة من ضربة ركنية ووجهها برأسه بمهارة في الشباك.

وقبل خمس دقائق من نهاية المباراة ، حصل منتخب بوركينا فاسو على ضربة جزاء بدعوى وجود لمسة يد داخل منطقة الجزاء في قرار مثير للجدل حيث لم يحتسبها الحكم سوى بعد ثوان بعد أن تشاور مع حامل الراية ، وتقدم أريستيد بانسيه لتسديدها محرزا منها هدف الفوز 3-2 لبوركينا فاسو.

واصل المنتخب الجزائري محاولاته في الدقائق المتبقية التي سيطر فيها التوتر على اللاعبين شيئا ما ، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل ليخرج المنتخب الجزائري خاسرا ويواجه مهمة صعبة في مباراة الإياب الشهر المقبل.