اللهم صل على محمد وآل محمد
لنواصل اخوتي معكم هذه السلسله من قصة حياة البرزخ لقائه مع الاشباح وشر لجهنم والجنه
5- نداء الكهل
ان خطاب الكهل الانفرادي الذي كان بلهجه التماس, أخرج السيد من حالته الدفاعيه. كان يقول:
انك... بلى انك تتمكن أن تساعدني. اذهب إلى عائلتي وتحدث لهم عن حالي المؤلم. قل لهم أن يطلبوا من روح أبي أن يكف عني انكسار قلبه فأنا في وضع صعب ولا يقبل الله أي عمل واية عبادة مني إذا لم يعف عني وسأظل بهذا الشكل والتعذيب حتى يوم القيامة, حتى وقت المحاسبة على الاعمال بصورة دقيقة وعلى أساس الشواهد سأحرق بعد ذلك في نار جهنم حتى مدة زمنية غير معلومة. وبعد الخلاص من ذلك المكان الغامض عاد السيد قليلا إلى نفسه وشعر بنفسه. ولم يستطع في البداية أن يصدق, ولكنه على أي حال كان يشعر بصور ملموسة بحقيقة جديدة اسمها ((البرزخ)). فاضطر إلى الخضوع إلى المكان وقام من مكانه على مهل ومشى نحو الكهل بحذر ممزوج بقلق وقال بصوت منقطع: أعدك.. اساعدك أن تمكنت. تكلم لي عن عالم البرزخ. هل حقا ان رضا الوالدين مهم إلى هذا الحد؟! من هؤلاء؟ لماذا يضجون؟ هل حقا ان اولئك بذلك الشكل؟
وشعر الكهل قليلا بالأمل لعل مشكلته تحل بمساعدة هذا الضيف الذي أضل طريقه, فشرح كل ما كشف له من عالم البرزخ.
6- وادي برهوت
قال: بلى, هذا المكان بقعة من عالم البرزخ. ولعلي لا أتمكن ان أصف لك كل ما يجري في البرزخ. هذا المكان أهل المعاصي والأعال السيئه وادي برهوت. وكل من يسكن في هذا الوادي عبء ذنوبه ثقيل. وجميع الأرواح التي في هذا البرهوت, كل من يرتكب في الدنيا ذنباً, فإنه في الحقيقة يرتكب ظلماً لله أو نفسه أو لعباد الله وبعد الموت تعود على المذنب تلك الذنوب التي ارتكبت بصور مؤذية تسمى عذاباً.
فقال السيد: ما هي الذنوب الكبيرة؟
فقال: بلى, ان الذنوب الكبيرة كثيرة مثل الشرك والكفر بالله و اليأس من رحمة الله وقتل النفس وعدم احترام الوالدين وأهانتهما والغيبة المستمرة واللواط والزنا وأكل الربا وأكل مال اليتيم وغصب مال الناس وترك الصلاة والصوم وعدم اعطاء الخمس والزكاة ولعب القمار وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك الحج الواجب وأمثالها. وهذه الذنوب أكثر من سبعين نوعا. ولم يوفق الباقين في هذا الوادي أبداً إلى التوبة والاستغفار بصورة جادة في الدنيا ولم يسترضوا خلق الله.
وحينما سمع السيد اسم التوبة اهتز في البداية, فقد سمع هذه الكلمة مراراو ولكنه لم يدرك ابدا معناها وأهمبتها. ومع هذا تجاوزها كي تتضح له ابهامات اخرى.
فقال:
كيف؟ أنتم, هؤلاء, هنا وأنا...
فقاطعه الكهل وقال: أصبر قليلا. ستكشف لك اسرار بالتدريج. ان هذه الأرواح قطعت بعد الموت وترك الدنيا, مراحل مختلفة من الخوف والرجاء حتى عالم القبر. وبعد حساب تمهيدي من قبل ملكين أسمهما (نكير ومنكر) تخمد أجسامهم في قبورهم وتبقى فيها حتى يوم القيامة وقد نزلوا في هذا الوادي مع أجسام واسطية ومثالية سيالة وخفيفة, خلال عبور مواقف بسبب كثرة ذنوبهم. وترتبط هذه الأرواح ارتباطاً خاصاً بتلك الأبدان الترابية التي تبدو في الظاهر وكأنها انتهت, وهي رهينة. بأعمالها السيئة في هذا الوادي المجهول, وباستثناء عددة قليلا يعلمهم الله, فإن البقية لديهم مشاكل حتى يوم القيامة وهم محرومون ن رحمة الله حتى وإن قام بعضهم بالعبادة والطاعة’ فإن أعمالهم انتهت أو أنهم رهينون بذنوبهم.
وأما أنا حيث تشاهدني اعاني من هكذا مصير مشؤوم, فإنني عاق لوالدي وهو غير راض عني. أجل, ان عدم رضا أبي عني ودعاءه علي أدى بس إلى هذا الوضع السيء. والأن هل أدركت ماذا يجري هنا؟ كل شخص لديه شكل من المعاناة هنا ولا تستطيع ادراك وتشخيص آلامهم وغمهم, لأنك لا تزال حياً ولم تنقطع تماماً عن جسمك ولم تنفصل عن عالم الأحياء, وقد سارت روحك المعلقة والحائرة في عالم الرؤيا إلى هذا العالم نتيجة حادثة واحدة, أجل حادثة واحدة.
نقف الى هنا لنسكتمل بعد ذلك البرزخ مرحلة انتظار
مع شكر لجميع من اهتم وشارك بالموضوع وقراءه
تحياتي