اللهم صل على محمد وآل محمد
لنواصل معكم هذه الصه وكيف تكلم سيد صادق مع الاشباح برغم من خوفه وكيف بقدرة الله تعالى تذكر بعض الآيات التي ساعدته على الكلام
3_ آية الكرسي وسيلة ارتباط
وبعد هذه المساعي لم يتمكن السيد من ادراك ماذا وقع ولم يستطيع فهم أوضاعه والمكان الذي كان فيه كان يظن أنه رآى جنا وأراد أن يقرأ دعاء ولكنه لم يكن يعلم شيئا ولم يتكمن من تذكر شيء. وتذكر أنه سمع من أمه حنيما كان صغيراً: (( إذا أصابك خوف أو تعرضت إلى مشكلة فالجأ إلى آية الكرسي واقرأها مرة واحدة, ولكنه نسيها, فضغط قليلاً على نفسه حتى قال هذه الكلمات بصورة مقطعة: (( بسم الله ... الر...حمن .... الرحيم. الله لا إله... الا ...ه .... هو الحي القيوم... لا ... لا تأخذه ...)) وتوقف لسانه ولم يتذكر أي شيْ آخر.
وفي خضم هذه القراءة المقطعة, هز شبح الكهل رأسه اشارة إلى انه سمع الكلمات المحبوبه ونظر إليه نظرة ذات معنى وطلب منه أن يستمع إلى كلامه. ثم جثى على ركبيته أمام السيد دلالة على العجز والاستعانه وكأنه لم يتوقع أبدا سماع هكذا صوت مهدئ في ذلك المكان المجهول, في ذلك الجال والجو المضطرب وشعر انه ينبغي ان تفوته الفرصه التي سنحت, فقال: لقد جئت من عالم الأحياء, من أنت؟ ما أسمك؟ لماذا أقمت اتصالاً بعالم الأموات؟ هل تستطيع مساعدتي؟ نعم؟ نعم تستطيع, انك لا تزال حيا. وقد رحلت إلى عالم الأموات.
وستعود مرة ثانيه إلى عالم الأحياء. أقسم عليك بالله, ساعدني تذكر عنان منزلي. هذا عنوان منزلي: مدينة .... محلة.. شارع. ساحة... زقاق... رقم المنزل ...
ثم أضاف: رغم تن أبي قد مات, ولكن اتصلنا مقطوع الآن في هذا البرزخ وه لا يعلم ماذا يجري علي. اذهب إلى منزلي وأبلغ سلامي على أهلي وقل يطلبوا في ساعات خاصة, وخاصة ليلة القدر وليالي الجمعة من روح أبي أن يعفو عني ويقولوا: ياأبانا العزيز, أعف عن ولدك من أعماق قلبك وادعو الله أن يعفو عنه. لقد أخطأت حين غضبت بشأن مسألة عائلية حيث كنت اظن انك لم تراع حقوق العائلة فوقفت في وجهك ووجهت لك إهانة بكل وقاحة, ورغم انني علمت فيما بعد انك عفوت عني على اساس محبة الابوه, ولكني لم أقع على يدك وقدمك واعتذر في ذلك الوقت واحل على رضاك اسر قلبك بسبب اللجاجة والتفكير الخاطئ في مرحلة الشباب. أجل يا والدي, أنا أعلم انك أديت حق الأبوة ونحن اخطأنا وخاصة أنا حيث لم أحافظ على حرمة ابوتك ولم أر خير الدنيا ولا خير الآخرة نتيجة تعاملي معك بسوء أدب فقد قضيت عمري في اضطراب وشقاء وعذاب ضمير وبلغت هذا الحال في عالم البرزخ وأنا أرى نتائج أخطائي.
4- قهقهة الأشباح
وازدات حيرة سيد صادق ولم يدرك جيدا حتى الآن في أي مكان وموقع هو, وشعر فجأة ان الرجل الكهل ومعه عدة أشباح مرعبة اخرى قد أحاطت به. كان بعضها يئن وبعضها اخر تصدر عنها قهقهة مؤلمة. ضجر من تضرف هذه الأشباح وكان يجهل ماذا تعني. وفكر كثيرا ولكنه لم يستطع فهم أعمالها الغامضة. واستولى الخوف على كل كيانه وبعد ذلك فقد السيطرة على نفسه تماما وسقط على الأرض وهو يصرخ ويتلوى من الالم والأشباح كانت تدور حوله على شكل دائرة وهي تطلق أصواتاً مبحوحة أدت إلى حالة أكثر رعباً. ولما رآى السيد هذه المشاهد توقف لسانه عن النطق ومسك رأسه بيديه وأغلق عينيه وضغط بشدة إذنيه كي لا يرى شيئاً ولا يسمع صوتا. وبعد وقت قصير استعاد توازنه قليلاً, ففتح عينيه على مهل, فرآى تلك الأشباح تدور حوله وتكرر عملها من دون توقف. ورآى السي مرة أخرى ان الحل في البحث والسؤال, فقال بصوت منقطع: أي..أي أنني حي و.. أنتم .... أنتم أموات؟
فقال الكهل والأشباح الأخرى بلهجة خوف ولكنها موزونة وفي آن واحد: بلى, هكذا, أنت حي ونحن أموات.
وحين سمع سيد صادق هذه الكلمات الموزونه والنسجمة والممزوجة بالرعب والخوف, صاح: ماذا يعني؟ هل ... هل من الممكن أن يتكلم الميت والحي مع بعضهما البعض؟!
فقالت الأشباح بنفس التنسيق السابق: نعم, ان هذا من أسرار الموت والحياة. ان الأرواح حين تنفصل عن الأبدان الترابيه في النوم, يمكنها أن تلتقي وتتكلم مع بعضها الآخر. وأبدان هذه الأرواح تارة كلها حية وتارة بعضها حي وبعضها ميت.
ولم يتمكن السيد أن يقول شيئا ولم يتمكن لأأن يتحرك أن يتحرك من مكانه. ونظر إلى الأشباح نظرة تلصص من خلال كيفه. وبعد قليل من الدوران هدأت تلك الأشباح وجلس كل واحد منها مغموماً في زاوية وهو يتكلم مع نفسه ويئن ويتأوه. وظل الكهل واقفاً وهو يتلوى من الغم والألم, ثم بدأ يدور حول نفسه ويقول يا الله يا الله, وتوقف فجأة وخاطب السيد قائلاً: رجاء ابلغهم ندائي هذا ولا تنسى ان مفتاح نجاتي من هذا الوضع, رضا الأب.
نتوقف الى هنا نواصل بعد ذلك لقائه بالاشباح وشرح العذابات بالقبور والجهنم
تحياتي