تحذيرات من وجود مادة كيمائية "مسرطنة" في منتجات الأطفال
لاحظ بحث جديد انتشار مواد كيميائية في منتجات الأطفال المصنوعة من رغوة البولي يوريثان مسببة للسرطان.
__________________________________________________ ______
بعد مرور أكثر من 30 عاماً على إزالة مثبطات اللهب الكيميائية من بيجامات الأطفال بسبب الاشتباه في أنها من المواد المسرطنة، لاحظ بحث جديد عن تلك المثبطات انتشار إحدى المواد الكيميائية في منتجات الأطفال المصنوعة من رغوة البولي يوريثان، بما في ذلك وسائد التمريض، ومقاعد السيارات، والمقاعد المرتفعة.
ولم يحدد البحث ما إن كان يمتص الأطفال تلك المادة التي تعرف بـ "chlorinated Tris" من المنتجات أم لا. لكن الباحثين أشاروا إلى أن الأطفال الذين يستخدمون المنتجات، تتزايد لديهم فرص التعرض للمادة الكيميائية عن المعدل الذي توصي به الحكومة. وبعد أن ساعد بحث سابق على إزالة مثبطات اللهب الكيميائية من الملابس الخاصة بالأطفال في سبعينات القرن الماضي، تبين أن مادة chlorinated Tris الكيميائية لم تكن محظورة في ذلك الوقت، وتقول الآن اللجنة المسؤولة عن سلامة المنتجات الاستهلاكية إنها قد تشكل خطراً صحياً
كبيراً على المستهلكين.
ووجد البحث الجديد أن عينات الرغوة التي تم أخذها من أكثر من ثلث منتجات الأطفال، التي يبلغ عددها 101 منتج، وتم اختبارها، تحتوي على مادة "chlorinated Tris". وتبين أن 80 منتجاً يحتوي على نوع من أنواع مثبطات اللهب الكيميائية، التي يعتبر بعضها ساماً، رغم قانونية استخدامها. ومن بين المنتجات التي تم فحصها منصات الموائد المتغيرة، ومُحكِمات وضع النوم، والمراتب المحمولة، وحوامل الأطفال، والكراسي الهزازة، والمقاعد المرتفعة.
وتبين، من خلال البحث، أن 14 منتجاً يوجد بها مثبط اللهب الذي يعرف بـ TCEP، التي تصفه ولاية كاليفورنيا بأنه عامل مسبب للسرطان. وتحتوي 4 منتجات منها على مثبط لهب يعرف بـ "Penta-BDE"، يتراكم في الأنسجة البشرية، وألغاه المصنعون بشكل تدريجي طوعاً عام 2004؛ في الوقت الذي يتم حظره في كثير من الدول، ليس من بينها الولايات المتحدة، وفي بعض الولايات، بما في ذلك نيويورك.
من جانبها، قالت دكتور بلوم، المدير التنفيذي لمعهد سياسة العلوم الخضراء، وهي منظمة غير ربحية تجمع البيانات العلمية عن المواد الكيميائية السامة لصانعي السياسات :" لماذا تحتاج إلى مادة تعطل انتشار الحريق في وسائد التمريض ؟ فلم يتضح فحسب أن معايير السلامة هذه تحتوي على متطلبات القابلية للاشتعال، بل تبين كذلك أنها تقيد استخدام المواد التي تعتبر ضارة أو سامة وقد يتعرض لها الأطفال".
وقال غوردون نيلسون، أستاذ الكيمياء في معهد فلوريدا للتكنولوجيا، إن البحث الجديد كان مثيراً للاهتمام لكنه بالكاد يدل على أن مثبطات اللهب تتسبب في حدوث أضرار. وأكد كذلك أن بعض منتجات الأطفال التي تستخدم رغاوي، تكون محاطة بأغطية بلاستيكية، سوف تمنع مثبطات اللهب من حدوث تسريبات. وبالإضافة إلى ذلك، أوضح نيلسون أن مثبطات النار خفضت بشكل كبير من عدد وفيات الحرائق الناجمة عن الأثاث المنجد، وهي النقطة التي يتجادل ويتنازع بشأنها منتقدي المواد الكيميائية.