عراقيون يصممون منازلهم بشعارات أندية أوربية «كرة القدم» هي من أكثر المجالات التي تستقطب اهتمام العراقيين وتدفعهم للتعبير عن فرحهم وسعادتهم بفوز الفرق التي يشجعونها بطرق مبتكرة.
حب العراقيين لهذه الرياضة لم يقتصر على الفرّق الوطنية والمحلية ، بل امتد إلى الفرق العالمية وبالذات فريقي برشلونة وريال مدريد الاسبانيين وأندية مانشستر يونايتد وليفربول وتشيلسي والارسنل الانكليزية ونادي بايرن ميونخ الألماني.
إذ يقوم كل فرد بالتعبير والإعلان عن حبه وتشجيعه لأحد هذه الفرق بطرق غريبة جداً كان آخرها تصميم منازل تحمل شعارات الأندية العالمية لإغاضة منافسيهم من مشجعي الأندية الأخرى.
ويحضى ناديي برشلونة وريال مدريد الإسبانيين المتنافسين بأكبر حيز من عشق العراقيين، فهناك عدد من المنازل في بغداد على سبيل المثال استوحى ساكنيها تصاميمها من شعارات هذين الناديين.
محمد جاسب الذي يشجع نادي برشلونة الاسباني قام بتصميم منزله حسب شعار وألوان هذا النادي.
وقال جاسب لـ "نقاش" إن "حبي ومتابعتي لناديي المفضل برشلونة الاسباني لا يوصف، إذ إني أود التعبير عن هذا الحب في أي شكل من الأشكال وأود ان أقول للجميع بأني أهتم بشكل كبير به".
وأضاف "الأيام التي تشهد فوز هذا النادي في أي مباراة يخوضها أشعر بسعادة كبيرة لا توصف، وأبقى مرتاحاً إلى يوم موعد المباراة التي تليها".
وأوضح " تصميم منزلي بطراز نادي برشلونة الإسباني يندرج من صميم حبي لهذا النادي، فعائلتي وأولادي فرحين بهذا التصميم".
وتابع إن "أحد الأسباب التي دفعتني إلى اختيار هذا التصميم هو لتذكير جميع أفراد العائلة بالحب لهذا النادي، ولكي ينسينا الهموم اليومية التي نعيشها بسبب الأعمال الإرهابية التي تطاله بشكل يومي دون وجه حق".
أما اسامة فرحان المعروف في منطقته التي يسكنها في بغداد بأسم (أسامة الريالي) فهو من المشجعين المتعصبين لنادي ريال مدريد الاسباني المنافس الأقوى لبرشلونة ، وهو يحاول أن يعكس حبه لهذا النادي في طريقة لبسه وتفاصيل أخرى من حياته وخاصة غرفة نومه.
فرحان تحدث لـ"نقاش" عن ذلك الحب وقال "لو كنت أملك المال الكافي لغيّرت طراز منزلي على شكل شعار نادي ريال مدريد الاسباني لكي يكون علامة بارزة في منطقتي من أجل إغاضة مشجعي نادي برشلونة، إذ أن منطقتي التي أسكن فيها منقسمة بين مشجعي هذين الناديين".
وأضاف "المشكلة الأخرى هي ان تغيير طراز منزلي على الشكل الذي أُريده لا تروق لوالدي كونه صاحب القرار الأول والأخير للقيام بهذا الأمر، لكنني أتصّرف في الحيز الذي أملكه في منزلي وهي غرفتي التي تحمل في كل جزء من تفاصيلها شيئاً متعلقاً بنادي ريال مدريد الإسباني فجدران الغرفة مغطاة بشعار ريال مدريد ، اضافة إلى خزانة الملابس والسرير الذي أرقد عليه".
تصميم المنازل بشعارات الأندية الأوربية انتشر سريعاً وبات بعض مشجعي تلك الأندية يعتبرونها نوعاً من صرعات الموضة لا سيما أولئك المهوسين بمتابعة كرة القدم، لكن
الناشطة المدنية أمل حنين ترى إن هذا السلوك يمثل محاولات لايجاد متنفس آخر يخرج الناس من الوضع النفسي الذي يعيشونه بسبب الوضع الأمني.
وقالت حنين لـ "نقاش" إن "العراقيين يحبون الحياة بشكل كبير ويحاولون الهروب من واقعهم المؤلم والحزين بشتى الطرق من خلال استغلال تفاصيل أخرى يهتمون بها بدلاً من اهتمامهم بأمور السياسة ومشكلاتها".
وأضافت "الجميع أصابهم الملل ويحاولون محاربة الإحباط الذي يعيشونه بابتكارمظاهر جديدة للتعبير عن حبهم للحياة وعدم الاستسلام للآلام التي يعيشونها بشكل يومي فوجدوا في تشجيع تلك الفرق الأسلوب المناسب لذلك".