اللهم صل على محمد وآل محمد
اشكركم اخوتي على المتابعه واليكم السلسله وتكملة هذه القصه
الله ينورطريقكم لكل ما هو خير بوركتم جميعا
واليكم اخوتي هذه البقيه

3- في منحدر السقوط
أجل ان سيد صادق وقع في فخ الأدمان على مادة ((الهيروئين)) قبل أن يتم دراسته نتيجة عملية حساب خاطئة ( الدراسة في الخارج) وعدم مصاحبته لصديق جيد ومرشد صالح, ومرافقته افراداً فاسدين وسقط في أعين الناس بسرعه بعد الفضائح الكثيرة التي تعرض لها.
ولم يستمع إلى نصائح أبويه اللذين لم يكن لديهما ولد غيره, وخلال مدة زمنية قصيرة فقد اعتباره ومفاخره وسمعته الحسنة وترك الدراسة بسبب سؤ سمعته وادمانه على المخدرات وقبل بوقاحة بعلاقاته السرية والعلنية الواسعة باصدقائه الذين أفسدوا نفسه وايمانه, وواصل فضيحته على هذا المنوال.
وقد أصبح الوضع الماضي والحالي لهذا السيد الشاب موضع حديث العوائل إلى درجة بحيث ان اسمه تناقلته ألسن الخواص والعوام بوصفه عبره وأصبحت قصة تتغير حالته الروحية بصوره مفاجئة ووقوعه في منحدر السقوط تطرح في كل مجلس. وبعد هذه التغيرات الفاحشة في حياته الفردية والأجتماعيه وصل به الحال خلال سنتين إلى حدان الجميع كانوا يشكون منه وأصبح سلوكه مع الناس مخجلا لأبويه وجميع اقربائه, وحتى انهم لم يكونوا مستعدين للتحدث عن ماضيه المليء بالفخر.
ولعل هناك كثير من الشباب رتكبوا اخطاء بسبب غرور مرحلة الشباب, وحين يصطدمون بالحقيقة, يدركون لحسن الحظ اخطاءهم ويعثرون مرة ثانية على طريق الصحيح. ولكن سيد صادق وأمثاله الذين زلت اقدامهم عدة مراحل, يندر أن ينجون من ورطة الأنحراف المرعبة قبل السقوط النهائي, أذا لم ينتبهوا عن طريق علائم الأنذار الحساسة, ألا أن تقع معجزة, خاصة وان هذا السيد الشاب كان يعاني بعد مشكلة الادمان, من مشكلة أكثر ألما وهي سلوكه السيء مع ابويه, ولهذا السبب تركاه ولم يعد هناك أمل بأصلاحه ونجاته.
4- التعامل الوقح
ذات يوم تمكن سيد صادق بطريقة ما من أخذ دراجة نارية لأحد معارفه وقام ببيعها بسعر قليل. ولما جاء صاحب الدراجة وطالبه بها وقع نزاع بينهما فسمع أبو السيد بالقضية. وفي البدايه تدخل أبوه لغرض الدفاع عن حق صاحب الدراجه النارية لعله يأخذ حق الشاب الذي وثق ابنه وأعطاه دراجته لحل مشكلته فقام ببيعها مسيئا الاستفادة من تلك الثقة وانفق ثمنها على إدمانه فقال أبوه وهو في حالة انزعاج واستياء:
استح يا صادق, تأكل مال الناس بهذه السهولة؟! الا تخشى الله, الم تسمع ان كل عمل تقوم به هذه الدنيا وان كان بمقدار أبرة واحدة, علية حساب؟
ولما لم يتمكن سيد صادق المدمن من انكار بيع دراجة صديقه, ووجد نفسه قد فضح, تقدم خطوة أخرى نحو فضيحة أكبر وصاح بصوت مرتفع: ماذا تقزل؟ أنت قمت بأعمال حسنة طيلة عمرك حسب قولك فالى أين وصلت؟
ولم يكن أبوه يتوقع من ابنه هذا الحد من الوقاحة وعدم الحياء, فخاطبه وهو يرتجف: أيها الولد الفاقد للصبر والحياء, آمل ان لا ترى خيراً, لقد وصل الحال إلى درجة انك تقف بوجه ابيك؟ ان الانسان حينما يعصي أمر الله فمن الواضح ماذا تكوت عاقبته.
فصرخ السيد: كفى دعني, لم أعد أطيق سماع موعظتك.
5-حين ابتعد عن الله
وكانت ام سيد تنظر إلى المشهد من بعيد ولم تتدخل في القضية حتى تلك اللحظة. وحين سمعت اهانة زوجها من قبل ابنها لم تتحمل, فذهبت إلى الغرفة المجاورة والدموع تنزل على وجهها من شدة الألم وصاحت:يا صادق , يا صادق, أ،ت تجادل اباك بهذا الشكل؟ ادعو الله أن يحرمك من رزقه مهما سعيت.
فقد ارقت ماء وجه ابيك وآذيت أباك وأمك. يا صادق, لقد ارضعتك حليبا حلالا, فلماذا أصبحت وقحا بهذا الشكل. فدعني أقول لك انني حرمت عليك حليبي ولن اعفو عنك في يوم المحشر.
فقال سيد صادق: لا تدعي وجهي الاسود يرتفع! حرمي حليبك ماذا يحصل؟ وكان أبوه يقف متحيرا في زاوية وهو يجرب حقيقة مرة عجيبة فقال بصوت مقطوع: عند ذلك تنال القصاص في هذه الدنيا وسوف تقع في العذاب الإلهي الأليم في الآخرة.
ولم يتمكن صادق المفضوح من السيطرة على نفسه, فرفع صوته وقال: والان حيث وصل الأمر إلى هنا, اريد أن اعرف من رآى القيامة؟ من هو الشخص الذي اخرج من قبره؟ منذ بداية الدنيا وحتى اليوم حيث مات اناس كثيرون سواء كانو محسنين ام مسيئين برأيكم, ماذا حصل؟ من رآى أو سمع ان شخصا خرج محروقا من القبر؟
شعرت الأم لما سمعت هذا الجواب من الولد ان اي تهديد واي خطاب حاد لا يجدي نفعا في منعه من السير في طريقه, ومع ذلك قالت يائسة: أجل من حقك تتكلم بهذا الشكل غير الموزونوتفكر, فقد ابتعدت عن الله, واود قلبك, كم قلت لك يا صادق اترك اصدقاءك الجدد الذين لا يصلون. ولم تسمع كلامي. وقلت مرارا: اتق الله, وخفف من الحساب يوم القيامة.
وتتمة لكلامها قال أبوه: من كان يظن ان سيد صادق الذي يتصف بتلك الخصال الحسنه وذبك الصفاء والصدق, يصبح ذات يوم مدمن ووقح بهذا الشكل وينكر الله, ويستاء منه الجميع؟
وهذه المرة مارس صادق الساقط الذي أدى ابتعاده عن الله إلى تغطيو قلبه ووجدانه بحجاب ظلمات, قساوة أكثر مع أبويه وأزعجهما إلى درجة بحيث ان كلامه لو سمعه أي شخص لعض على أصبعه متحيرا وبصق في وجهه. قال بغضب: قللا الكلام. لم أعد ارغب ان اسمع كلامكما الكثير الفارغ. ولو تكلمتما بهذا الكلام مرة أخرى...
فغضب أبوه بشدة ومد رقبته ووجهه إلى الأمام بصوت مرتفع: تضربنا على وجهنا, كلا؟! استح يا صادق, ادعو الله ان لا يعفو عنك فقد فضحتنا امام الله والناس.
أجل لقد قال سيد صادق بتلك الجملة الناقصة, كلامه وبلغ النهاية في عدم احترامه لأبويه. لقد نسي ان اول امر الهي بعد عبادة الله وطاعته, الاحسان والمحبة للأبوين وكأنه لم يشعر في عمق كيانه وضميره بهذه النغمة القرآنية المحبوبة((فلا تقل لها افٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما)). لقد اصبح ميت القلب وشقيا إلى حد بحيث انه لم يتمكن من ادراك عبء ذنب النزاع مع الوالدين وايذاءهما. أجل لقد احاطت الظلمات بكيان سيد صادق, ورغم انه كان حيا في الظاهر, الا ان نور الانسانية كان قد انطفأ في باطنه وكان ميتاً في الباطن.

ترى ماذا سيحدث بعد ذلك وما الذي سيراه من عالم البرزخ
تحياتي