"متشرّدًا قلبي على سِكَكِ العناءْ
بلّلتُ وجهي بالبكاءْ
ونشرتُهُ فوق الرصيفْ
حتى إذا مرّ المساءُ
بقربيَ انزلق الظلام ...
وتكسّرتْ بفمي أباريقُ الكلامْ
وأنا أعالجُ في النزيف
لم يبقَ من خبز الحياةِ بأضلعي إلا رغيفْ
وتقاسمتهُ حمامتانْ
في محجريَّ تُعشّشان!
النجمُ ينظر بين فرجة إصبعينِ لدمعة هربتْ ولم تُمسحْ زخارفُها فقد رُفعتْ إلى الله الكفوفْ
وتشجّرتْ بي كل زخرفةٍ قد ارتسمتْ على خديّ أو شفتيّ أو في كفيَ اليمنى التي
طفقتْ على عينيّ تخصف من مناديل الهوى
أوّاهُ والحزن انزوى
في غارِ روحيَ
عند خدشٍ طال في عنقِ النوى
أتحسّسُ الجدران
أهمسُ
أينك اللهمّ مصباحي كفيف!
وأقول شِعرًا في سكوتْ
فكأنما اتخذتْ على شفتيّ بيتًا عنكبوتْ!
لكن صوتكَ في ترانيم المياهْ
في رعشة الأغصان حين تشكّل بيانو الحياةْ
في نوتةٍ خضراء يعزفها الحفيفْ
ظلّت تموسقني على نحوٍ لطيفْ
لكن صوتك سال بين أصابعي
من قبل أن ترنو إليك مدامعي
الله كم أنسى بأنك سامعي
وبأنك الإبصار والضوءُ الشفيفْ"
* * * * * * * * * * *
مما راق لي