أساليب اختيار الزوجة تختلف وتتنوع من مكان لآخر، إلا أن أبرز هذه الأساليب هي:
· عن طريق المجلات.
· عن طريق الخطابة.
· عن طريق الأهل.
· الاختيار الشخصي.
· تكوين علاقات قبل الزواج
ومن الواضح أن الطريقة الأخيرة هي المتبعة في بلاد الغرب وأميركا، والطريقة الثانية هي السائدة في بلادنا العربية، وخاصة الخليجية، والمتتبع لحالات الزواج والطلاق في مجتمعنا، يلحظ بسهولة أن هناك تياراً بدأ يتمرد على الأسلوب السائد، وهو الاختيار عن طريق الأهل، وهذا التيار المتزايد بين أوساط الشباب يعترض على هذا الأسلوب، لأنه يعتقد أنه هذا لون من التدخل في أمر شخصي لن يذوق حلاوته أو مرارته سوى المتزوج وحده، ويعتقد أن تدخل الأهل يقلل من صفات الصورة التي رسمها لشريكة العمر
وهو بهذا يطرح البديل للأسلوب الذي يعتقد أنه قديم، بالأسلوب المتبع في الغرب، وهو تكوين عدة علاقات مع من يعتقد أنها من اللواتي يصلحن للاقتران بهن، ثم يقع الاختيار على أفضلهن، بحسب التجربة التي مر بها معهن
نعرض هذه الأساليب في اختيار الزوجة، فإن ذلك لا يعني أبداً أننا نقرر بأن اختيار الأهل هو الأسلوب الأمثل، ولكننا نستطيع أن نقول إن جانب الأمان فيه أكبر من أسلوب تكوين العلاقات، ونستطيع أن نقول حسب الإحصائيات المتوفرة، بأن أعلى نسبة في الطلاق إنما تقع في الشريحة التي تتبع أسلوب تكوين العلاقات قبل الزواج، ونستطيع أن نقول أيضاً إن أسلوب تكوين العلاقات فيه الكثير من المحاذير الشرعية، عوضاً عن كونه أسلوباً يصلح لمجتمعات تختلف عن مجتمعاتنا، والأمر الذي يجعل أسلوب تكوين العلاقات أسلوباً فاشلاً يكمن في عدة أسباب
إن كلاً من المرأة أو الرجل في هذه الفترة يحاول جاهداً أن يخفي جميع طبائعه وعاداته السيئة، ويحاول أن يكون ملاكاً في صورة إنسان، فيسمعها أو تسمعه أجمل العبارات والكلمات، وتبدي من التكامل بالأدب ما يجعله يظن أن أحلامه بدأت تتحقق، وعندما يتم الزواج تظهر الطبائع والأخلاق الحقيقية فتبدأ المشكلات والاحتكاك
إن الذين يتبعون هذا الأسلوب غالباً ما يبحثون عن الصفات الخارجية، لا الداخلية، ويحلمون جمال الوجه والقوام، والرصيد والعائلة، والأناقة، بينما لا يدخل في اهتمامهم قضايا الأخلاق والدين، والقيم، والرسول صلى الله عليه وسلم يشير في الأحاديث إلى فشل الزواج الذي يلغي اختيار الدين والأخلاق والقيم
حياة الشك التي غالباً ما تخيم على الحياة الزوجية التي منشؤها افتراض أحد الطرفين أو كليهما أن بإمكانه تكرار التجربة مع آخرين، فيقول في نفسه ما دامت تجرأت وقبلت بالتحدث معي والخروج معي والاختلاء بي، وربما حتى فعل المنكر معي أحياناً، فما الذي يمنعها من تكرار التجربة مع آخرين، هذا الشك يضعف الثقة رويداً رويداً مما يؤدي إلى الطلاق
والاختيار الناجح هو الذي يراعي الشروط وليس الطريقة، وكل طريقة تخالف الشروط فهي ساقطة عنده، وليس العكس، وهذا ما يجعل البعض يفشل في الاختيار، ذلك لأنه يبحث عن الطريقة، ويتنازل في سبيلها عن الكثير من الشروط
وأنجح هذه الشروط، الاختيار بناء على الدين والقيم، والأخلاق والعلم، والعائلة المشهورة بالاستقامة، ولا يعني هذا إغفال جانب الجمال، فإن حب الجمال فطرة في الإنسان، ولكن مفهوم الجمال، لا ينحصر في جمال الوجه والقوام، ولكنه يشمل جمال الأخلاق والقيم، والآداب والعلم، والصفات والطبائع والمواهب، وغيرها.
منقوووول