خوف فايسبوك من غوغل دفعها إلى دسّ تقارير سلبية ضدها
يتواصل الجدل بعدما تعاقدت شبكة فايسبوك مع شركة علاقات عامة لتشويه سمعة منافستها غوغل. ويرى خبراء أن تعاقد فايسبوك مع شركة برسون لتشويه صورة غوغل يبيّن أن الشبكة الاجتماعية ما زالت مبتدئة في عالم اللوبيات التي تستعمل للتأثير في صناع السياسة وفي الرأي العام الأوسع.
تتواصل تداعيات الزوبعة التي أثارها خبير في أمن الانترنت حين كشف أن شبكة فايسبوك تعاقدت مع شركة علاقات عامة لتشويه سمعة منافستها غوغل.
واعترفت فايسبوك يوم الخميس الماضي بتعاقدها مع شركة برسون مارستلر لدسّ تقارير سلبية عن سياسة الخصوصية التي تتبعها غوغل في الصحافة.
وقال الباحث كريس سوغويان المتخصص في شؤون الخصوصية وأمن الانترنت لصحيفة الديلي تلغراف إن الواقعة تبين أن فايسبوك تعتقد الآن أن غوغل تشكل خطرًا عليها، "وأنها خائفة بما فيه الكفاية لأن تحاول طعنها في الظهر".
واعتبر سوغويان "أن هذا هو الجانب المفاجئ والمثير أكثر من أي جانب آخر في هذه الفضيحة". وتشتبك غوغل وفايسبوك في منافسة حامية على إيرادات الإعلان على الانترنت، التي من المتوقع أن تبلغ في الولايات المتحدة وحدها 28.5 مليار دولار خلال هذا العام، بحسب شركة إيماركيت لأبحاث السوق.
كما لاحظ مراقبون أن التكتيكات التي استخدمتها فايسبوك تسلّط ضوء على نشاطات اللوبي غير المرئية التي تمارسها الشركات التكنولوجية العملاقة، فإن شركة برسون التي استأجرتها فايسبوك، على سبيل المثال، تقوم بدور في "آيكومب" ICOMP وهي مجموعة ضغط من أجل حياد الانترنت تتلقى تمويلاً من مايكروسوفت.
وكانت هذه المجموعة وراء الدعاوى التي رفعت ضد غوغل بتهمة الاحتكار في أوروبا. لكن اللوبيات والتكتكيات التي استخدمتها فايسبوك مع منافستها ليست غريبة على واشنطن، حيث تعمل مجموعات ضغط من كل صنف للتأثير في صناع السياسة وفي الرأي العام الأوسع.
ويقول المراقبون إن حاجة الشركات إلى قوة اللوبيات في وشنطن تتزايد مع تنامي حجمها ونفوذها. فإن غوغل أنفقت العام الماضي 5.16 مليون دولار على مجموعات الضغط في الولايات المتحدة، فيما أنفقت فايسبوك 351390 دولارًا.
وقال تقرير في آذار ـ مارس الماضي إن فايسبوك تجري محادثات للتعاقد مع روبرت غيبس الناطق السابق باسم البيت الأبيض في إدارة أوباما للاستعانة بخدماته في مجال الاتصالات والعلاقات العامة.
ويقول خبراء إن تعاقد أكبر شبكة اجتماعية في العالم مع شركة برسون لتشويه صورة غوغل يبين أن فايسبوك ما زالت مبتدئة في عالم اللوبيات.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن البروفيسور بول أرجينتي من كلية دارتمونت الأميركية "أن فايسبوك حقًا شركة ساذجة"، متوقعًا أن تتعظ إدارتها مما حدث.
والدرس الآخر، الذي عليها ان تتعلمه، هو ان الانترنت في الوقت الذي وفر ساحة واسعة لدسّ مواد سلبية ضد المنافسين، فانه يمكن ان يساعد ايضًا على فضح الجهة المسؤولة عن دسّها.
ومع تعاظم سطوة فايسبوك وغوغل، يتعين تشديد الرقابة العامة أيضًا على نشاطاتهما. وقال الباحث سوغويان "إنني بوصفي ناقدًا دائمًا يستهدف غوغل وفايسبوك وغيرهما من شركات الانترنت الأخرى، لا أحتاج مساعدة للعثور على موضوعات انتقد هذه الشركات بسببها".