وداد الاورفلي
فنانة عراقية بميزة خاصة
إن ارتباط أعمال – وشخصية – الرسامة وداد الأورفلي بمدينة
بغداد، هو مفتاح فتنتها الفنية برسم مشاهد بغداد الأسطورية، حتى أن الأستاذ جبرا إبراهيم جبرا، في تقديمه لمعرضها ( تهاويل وداد الأورفلي ) قد كتب [ تشاهد رسوم وداد الأورفلي لأول مرة فتفاجأ : كأنك فتحت باباً كان مغلقاً بإحكام . وإذا أنت وسط أضواء وموسيقى في قاعة فسيحة ليس فيها أحد ولكنك تحس بأنك محاط بهمسات أناس محتشدين وللحال ، تتقلب بك الأحاسيس ، وأنت لا تستطيع التأكد من سر دهشتك سوى إنك تتلذذ رؤية ، وتتلذذ بما يوحي همساً إليك ، والرؤية تتيه بك مكاناً وزماناً ، ماضياً وحاضراً وكذلك الهمس . ]
إن رسوماتها لبساتين بغداد، وتلك الجزر السحرية الغارقة في تهاويل الخيال، ترجعنا إلى العالم الفسيح؛ إلى حيوية الخيال ببناء أساطيره ومدنه النائية .. لكن هذا المناخ المرتبط بتراث بغداد يضعنا في الزمن الحاضر .. في إعادة بناء ذاكرة متداخلة في الزمن. وكأن الأورفلي تمسك بكثافة اللحظة الأبدية، فلا تغرق في المكان ولا في الزمن .. لأنها، في الأخير، تصنع أسطورتها بتشييد إمبراطوريتها المشحونة بالموسيقى وبعاطفة صوفية – روحية وكأنها تضع ( الواقع ) في مكانه المبتكر في الفن .. مثلما تمنح الفن بعداً لا ينفصل عن صلتنا بالجوهر الخفي للمرئيات في الواقع . إنها رسامة تخترع خطابها بحرية ودقة إلى جانب رقة وحساسية مرهفتين . فثمة عشق فريد للأشياء التي تعيد بنائها، عشق يبلغ حد الفناء مبتعدة عن عناصر عالمنا الصاخب، المضطرب، والمحكوم بالاغتراب.. حيث الفن يغدو تعويضا ً، ورحلة نجاة.
فلم يغادر الحلم، بمعناه الأسطوري، ذاكرة وداد الأورفلي، إلا كامتداد للواقع ذاته : بغداد بماضيها السحري، والشعري، وبغداد دار السلام ومدينة الأحلام والشعر. وفكرة امتدت أكثر من نصف قرن في تجارب الفنانة، كهذه الفكرة، لم تأت ْ إلا بفعل تجّذر ودادا عميقاً في ذاكرة بغداد .. فهي ترسم، لتعزف موسيقاها، عبر ملحمة لونية ، وزخرفية، ومنمنماتية، تمثل فعلاً مبتكراً للفن الشرقي، الذي لا يخلو من وجد صوفي، والذي يمزج وحدة التاريخي بالروحي. فأعمالها الفنية لا تكف عن إظهار فيضها الشعري والوجداني متوحداً بنشوة بساتين بغداد وقبابها وأنهارها وطيورها. انها ملحمة جمالية ذات جلال فريد .
وفي معرض لها أقامته في بغداد ـ عمان عام 2005، بعنوان [مدن الحلم] لنا هذه الوقفة:
ثلاثة مداخل تشترك في بناء نصوص وداد الأورفلي: ما قبل الحلم، وبغداد، وكل الذي يبقى يحمل مرور الأطياف. فمنذ نصف قرن، وهي تنسج وتنغّم وتنقش أحلامها فوق قماشة اللوحة، وجدت انها أسيرة باثات بذور غاباتها الطبيعية، في المدينة التي ولدت فيها، إلى جانب تعلقها بحبيبات الزمن المخبأة في هذه الغابات. فالرسامة لم تتخل عن الامتداد في المكان، بصفته مجموعة الغاز، لتعيد صياغة سلاسل أحلام لا تكف تمتد بخيالها البكر، والحكيم.
ففي نصوص الحكمة، تعيد الفنانة للحياة ما وهبته لها: الجذور وفصول الإنبات، إلى جانب أغصان وبراعم وورود وكائنات تحتفل بهبات ما قبل / ما بعد / الزمن. لقد نشأت الرسامة. مع جيل الريادة في خمسينيات بغداد القرن الماضي، وهي تزاوج بين ماضيها وحاضر يتدفق وعودا ً، فأبت إلا أن تزداد تعلقا ً به. لا لتتأمله، بل للسكن في أكثر مناطقه عمقا ً، ومجهولا ً: انه الذي نراه وقد أخذنا معه، إلى أين ...؟ ليس هو المجهول .. بل .. هو كل الذي ستعيد الاحتفاء به: المدن الحالمة في ذاكرتها، ومخيالها الذي علمها كيف تبني هذه المدن. بغداد .. ومدن أخرى .. تغدو مظهرا ً للعمق، ومساحة للامتداد، ومكانا ً للتجدد. وفي هذا كله، مكثت الفنانة أكثر وفاء ً لهذه الهبات .. فراحت تصوّر موسيقى الفصول، والمرارات العصية لجماليات النذور، تتمتم بها شعرا سبق للكاهنة الأكدية [انخيدونا] ابنة سرجون الاكدي، أن كان لها شرف السبق، كي تستعاد، في رسوماتها، حاضرا ً معبديا ً للوفاء، وجرحا ً راحت الفنانة تشفيه بنصوص الحلم، وبكل الاستحالات التي غدت تدعونا لها إصغاء ً يكمن في وعيها المرهف للبصريات، ومعادلا ً فنيا ً توازنت فيه المكونات بسر الصياغة. إن وداد الأورفلي، تكتشف حداثتها، ليس بعيدا ً عن عمل أقدم الحواس، تلك : وقد وجدت الحلم ذاته قد صار مدينة، وسكنا ً، ولكن، لا تسكنه الأطياف، بل تحمله، في خلاياها الخفية، نحونا، كي يبقى يتدفق بالمستحيلات .
ـ ولدت في بغداد عام 1929.
ـ بكالوريوس خدمة اجتماعية (B.A) 1956
ـ معهد الفنون الجميلة/ قسم الرسم/ بغداد وعلى يد الدكتور خالد الجادر في مرسمه بكلية الآداب 1959 ـ 1962
ـ صياغة المينا على النحاس (دراسة حرة) باريس ـ مدريد
ـ أقامت معرضها الشخصي الأول، في قاعة الرودوت ــ بون ـ بادكودس 1964
ـ شاركت في معرض المنصور عام 1956
ـ أسست قاعة الاورفه لي للفنون ـ 1983
ـ حصلت على جوائز عديدة مع شهادات تقديرية.
رسمتها الفنانة عام 1950
رسمتها الفنانة عام 1978
رسمتها الفنانة عام 1982
رسمتها الفنانة في عام 1997
رسمتها الفنانة عام 2002
طبعا هذه الفنانة الرائعة لها لوحات جميلة جدا لكن ساكتفي بهذا القدر