اعلنت اليوم مديرية آثار محافظة دهوك تم في الاسبوع الماضي العثور على قطعتين أثريتين يعتقد انها تعود الى القرنين الثاني أو الثالث قبل الميلاد.

وقد عثر على القطعتين في قضاء شيخان، في منطقة تسمى (كوما)، خلال اعمال تنقيب تقوم بها لجان فنية مختصة من مديرية اثار المحافظة.


وقال الدكتور حسن قاسم، مدير عام مديرية آثار محافظة دهوك، ان القطعتين تعودان الى الفترة التي مر بها الاسكندر الكبير في العراق في طريقه لمقاتلة الجيش الفارسي في موقعة (كوكا ميلا).


واضاف قاسم في حديث لموطني "يعبر التمثالان عن امتزاج الفن الغربي بالشرقي والذي بدء ظهوره مع الاسكندر الكبير واحدث جملة نتائج، منها سيطرة الاسكندر الكبير على الشرق الاوسط وصولا الى افغانستان".


والقطعتين الاثريتين عبارة عن تمثالين، احدهما لشاب يعتمر قبعة مربعة. ونقش التمثال في حجر الكلس و بارتفاع 80 سم وعرض 30 سم.

والتمثال الثاني يصور اسدا بارتفاع 102 سم وعرض 32 سم.


وقال قاسم انهما يصنفان ضمن (الفن الهلنيستي) وفقا لاسلوب الحفر الذي وجد عليهما.

وسيحتفظ متحف محافظة دهوك بالقطعتين.


من جانبه، قال الملا آوات، مدير عام دائرة اثار الاقليم الكردي، ان الحكومات المحلية في الاقليم مستمرة في تطوير اعمال التنقيب عن اللقى الآثارية وزيادة وعي المواطنين بأهمية المحافظة على هذه اللقى عند العثور عليها.


واوضح آوات "ان الاقليم ملئ بالاثار المهمة التي تعبر عن عمق حضارة وتاريخ الاقليم.

ويجب ان يتعرف العالم على هذه الآثار وعلى تاريخ المنطقة".


وقد تشكلت في محافظات اربيل ودهوك والسليمانية مطلع الشهر الماضي فرق خاصة للتنقيب عن الآثار، تضم في عضويها فنيين ومختصين في علم الآثار وجيلوجيين وخبراء ميدانيين وعمال.

وقد وقعت الحكومة المحلية ايضا اتفاقيات مع عدد من الجامعات والمعاهد العالمية والعراقية، مثل جامعة ليون الفرنسية وجامعات ايطالية وهولندية والمانية للمساعدة في عمليات التنقيب.


جدير بالذكر ان هنالك 700 موقع اثري معلن في محافظات اربيل ودهوك والسليمانية ، بالإضافة إلى مواقع أخرى تجري فيها عمليات التنقيب لاكتشاف ما اذا كانت مواقع اثرية.


وتخطط حكومة الإقليم للبدء بعمليات التنقيب في مناطق اكري وجروانة وسيميل في محافظة دهوك، ولكن بعد انتهاء فصل الشتاء وانفخاض الرطوبة في الارض.


وقال عبد الرقيب يوسف، المستشار السابق في حكومة الاقليم في مجال الاثار والتراث، في حديث لموطني "شهد العراق بعد العام 2003 تقصيرا وعدم اهتمام بالتنقيب عن الآثار بالرغم من وجود الكثير من المواقع الاثارية.

ولذلك يجب الاهتمام بهذه الآثار لانها تسجل تاريخ البلد وحضارته".


اما المواطنة سميرة مولود، وهي طالبة في كلية الآثار بجامعة دهوك، فقالت "نلاحظ ان هناك الكثير من المواقع الاثرية التي تجري فيها عمليات تنقيب الان.

وهذه الحركة التي تجري الان يعني ان هناك اهتمام بالاثار، مما يدل على الانفتاح الحضاري الذي يعيشه العراق".


واضافت مولود "هذه خطوة مهمة جدا للتعريف بتاريخ المنطقة واطلاع العالم عليها. وستساعد هذه الاكتشافات على جذب السياح إلى البلد".