اسعد الله اوقاتكم احبابي كل من في منتدانا الغالي درر العراق
بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ..
السَّلامُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ..
تتحكم في العلاقات الاجتماعية بين الناس عوامل مختلفة ، فتتشكل العلاقات على ضوء تلك العوامل ، فتارة تكون هذه العوامل اسرية وأخرى تكون تعاملات عمل ومصالح وثالثة تكون مناطقية واخرى تكون دينية وهكذا .
ولكل من هذه العلاقات مميزات خاصة بها ، يتحدد على أثرها مدى الترابط بين الافراد وقوى الأواصر فيما بينهم .
وقد يجتمع أكثر من عامل في تكوين تلك العلاقات فتقوى الأواصر ويزداد التقارب بين الأشخاص ، وأحياناً تنحسر بعض العوامل أو كلها فتنقلب علاقة التقارب الى عداوة أو على الأقل تصبح كأنها لم تكن .
وقد لاحظنا شواهد كثيرة في حياتنا ، فكثيرا ما شاهدنا علاقات بين أشخاص وجماعات وأحزاب وحتى دول وتصورنا أنها علاقات من المستحيل أو على الأقل من المستبعد انفصامها أو انقطاعها ، ولكن سرعان ما انفرطت حباتها وتناثرت أوراقها المجتمعة وانفصمت عراها التي كان يتوهم ثباتها ، وأصبح أصدقاء الأمس أعداءا .
نعم هذه نتيجة العلاقات التي تبنى على أساس المصلحية والنفعية .
ولعل من أهم عوامل ثبات العلاقات بين الأشخاص والجماعات بل وحتى الأحزاب والدول هو الصدق مع الطرف الآخر والنصيحة له والابتعاد عن المماطلة والمراوغة والمصالح الخاصة ، والأفضل من ذلك جعل هذه العلاقات مبنية على أسس إسلامية حقيقية مستوحاة من جوهر الاسلام الأصيل وقصد التقرب الى الله تعالى بهذه العلاقة سواء كانت مع مسلم أو غير مسلم ، فاذا كانت بين المسلم والمسلم فتكون من باب الأخوة بين المسلمين والحب في الله تعالى واذا كانت بين مسلم وغير مسلم فينظر المسلم لهذه العلاقة فاذا وجد للاسلام فيها مصلحة فلا بأس بها واذا لم توجد أو وجد العكس فينبغي بل قد يجب قطع هذه العلاقة .
ولأهمية هذا الأمر فقد جعل الإسلام العلاقات بين المؤمنين من أولويات الدين ، ومن المبادئ الأساسية للفرد المسلم لأن هذا الترابط والتراص هو السر في قوة الاسلام والمسلمين ، قال تعالى :
" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ "(1)
وحث المعصومون(عليهم السلام)على ضرورة توطيد العلاقات بين الأخوة عن طريق الكلمة الطيبة والتزاور والتهادي والمواساة بالقلب واللسان والمال .
ففي الكافي عن المفضل بن عمر قال: قال أبوعبدالله عليه السلام:
" إنما المؤمنون إخوة بنو أب وأم(2) وإذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له لآخرون "(3)
وعن جابر الجعفي قال: تقبضت بين يدي أبي جعفر عليه السلام فقلت: جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي، وصديقي، فقال(عليه السلام) :
" نعم يا جابر إن الله عزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان وأجري فيهم من ريح روحه، فلذلك المؤمن أخو المؤمن لابيه وامه.فإذا أصاب روحا من تلك الارواح في بلد من البلدان حزن حزنت هذه لانها منها "(4).
وعن علي بن عقبة عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
" المؤمن أخو المؤمن، عينه ودليله، لايخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه "(5)
وعن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول:
" المؤمن أخوالمؤمن كالجسد الواحد، إن اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في سائر جسده، وأرواحهما من روح واحدة ; وإن روح المؤمن لاشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها " (6)
وفي الوسائل عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال:
« قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله عزّ وجّل وعن يمين الله، فقال له ابن أبي يعفور: وما هن جعلت فداك؟ قال: يحب المرء المسلم لأخيه مايحب لأعز أهله، ويكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعز أهله، ويناصحه الولاية ـ إلى أن قال: ـ إذا كان منه بتلك المنزلة بثه همه ففرح لفرحه إن هو فرح، وحزن لحزنه إن هو حزن، وإن كان عنده ما يفرج عنه فرّج عنه، وإلا دعا له " » ـ إلى أن قال: ـ
« قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" إن لله خلقا عن يمين العرش بين يدي الله وجوههم أبيض من الثلج، وأضوأ من الشمس الضاحية، يسأل السائل ما هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء الذين تحابوا في جلال الله " »(7)
وعن الحرث بن مغيرة قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام):
" المسلم أخو المسلم، هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه ولا يخدعه، ولا يظلمه، ولا يكذبه، ولا يغتابه "(8)
فجدير بنا أن نراجع حساباتنا وننظر من جديد الى سلوكنا وتصرفاتنا تجاه الآخرين خصوصاً ونحن نعيش بين أخواننا المؤمنين ، والموضوع أهم والمسألة أشد اذا كنا بين أقربائنا المؤمنين .