تعاني مباني أور الأثرية في الناصرية من الإهمال ، إذ تعرضت إلى تجاوزات كبيرة من قبل العابثين في فترة النظام السابق وما بعد عام 2003 ، حيث عمد جنود الاحتلال وبعض العابثين بخط ذكرياتهم على جدران المباني الأثرية منها زقورة أور والمباني المحيطة بها ، دون أدنى مراعاة لقيمتها التاريخية .
ويقول مدير إدارة الدائرة القانونية لوزارة حقوق الإنسان أياد خضير العكيلي ، على هامش مرافقته منظمة اليونسكو للاطلاع على مشروع إنشاء مدينة أور الثقافية إن " هذه الآثار يمتد عمقها التاريخي إلى أكثر من خمسة آلاف سنة ، تعرضت خلال الفترة الماضية الى بعض التجاوزات المتمثلة بالكتابة عليها من قبل العابثين، فضلا عن تعرض جدران المباني الأثرية للضرر ، وهذا الامر شمل زقورة أور والمباني المحيطة بها ".
ويؤكد ان "المواطنين بصورة عامة والزائرين الى هذه المدينة الاثرية بصورة خاصة بحاجة إلى توعية كاملة لمنع العبث بهذه الآثار"، مضيفا "شاهدنا اليوم بعض الكتابات باللغة العربية وأخرى بالانكليزية خطت للذكرى بجوار الكتابات المسمارية التي خطت قبل مئات السنين وتمثل مرحلة من مراحل التاريخ والحضارة السومرية في أور".
واعتبر العكيلي "هذا الأمر يمثل انتهاكا لحقوق الإنسان لان الزقورة ليست معنية بذي قار وحسب ولا بأهل العراق وإنما هذه الآثار هي للإنسانية جمعاء"، مشددا على وضع "مراقبة دقيقة للزائرين أثناء زيارتهم إلى مدينة أور".
وكان محافظ ذي قار يحيى الناصري وأعضاء مجلس المحافظة ومديرية السياحة والآثار ومنظمة اليونسكو ، وجهوا دعوات إلى "وضع أثار أور ضمن لائحة التراث العالمي ضمان صيانتها وسلامتها من العبث".
من جانبه، قال ممثل منظمة اليونسكو ضياء ثابت السراي أن منظمته "لازالت تعمل الى جانب وزارة السياحة والآثار التي تعاني من ضعف الإمكانيات التي تأهلها للنهوض بحماية الآثار في ذي قار والعراق عموما".
وأوضح أن "هنالك كتابات كتبت بأيدي الجنود الأمريكيين الذين كانوا يسيطرون على هذا المعلم لفترة طويلة وأخرى كتبت بأيادي سياح عراقيين محليين حيث قاموا بحفر حروف أو رموز من أسمائهم على الجدران الأثرية"، مؤكدا أن "هذا الأمر يعد جهلا واضحا وعدم دراية الجريمة التي يرتكبها السائح".
ولفت إلى أن "الحكومتين المحلية والمركزية لم تقم بما يكفي لحماية الآثار في محافظة ذي قار، فضلا عن جهل المواطنين بأهميتها حيث يعتقدون أنها جدران طينية قديمة وحسب"، مضيفا "ليست السياحة والآثار الجهة المعنية فقط في حماية هذه الآثار بل لوزارة التربية دور في توعية التلاميذ والطلبة وكذلك وزارة الداخلية".
من جهته، قال الحارس في زقورة أور ، ضايف محسن إن " الكتابات على الجدران الأثرية ليست وليدة اليوم بل أنها منذ ثمانينات القرن الماضي "، مشيرا إلى أن " هذه الظاهرة لم تنقطع خلال السنوات التي أعقبتها فكان الجنود العراقيين الذين يتلقون تدريباتهم العسكرية بالقرب من الزقورة إبان النظام المباد يكتبون هذه الذكريات ولحقها بعد العام 2003 الجنود الأمريكان الذين احتلوا العراق واتخذوا من أور والأراضي المحيطة بها قاعدة لهم " .
وأشار إلى انه " بعد العام 2009 فتحت زقورة أور أبوابها لاستقبال السياح المحليين وكان لطلاب المدارس بصمة لذكرياتهم على هذه الجدران التي لم يعوا قيمتها، واستمر توافدهم حتى العام 2012 حيث اصدر وزارة السياحة والآثار امراً بمنع دخول السفرات المدرسية لهذه المدارس بسبب العبث بالمدينة".
يذكر أن محافظة ذي قار تضم تجمعات ومواقع أثرية تعود إلى 5000 سنة مضت، وتوجد فيها مدينة أور التاريخية، وهي الأرض التي كان يسكنها السومريون والأكديون وغيرهم والتي ولد فيها النبي إبراهيم الخليل .
( ت ح ل )