11:05 | 2013 / 10 / 08
تحتضن العاصمة العراقية بغداد، صباح اليوم الثلاثاء، حملة إنسانية لغمر الفرح في نفوس أكثر من ألف طفل يتيم، تتراوح أعمارهم بين الرابعة حتى الثالثة عشرة، مات اباؤهم أو أمهاتهم، بسبب عمليات العنف التي تطال البلاد منذ 2003.
تنظم الحملة "منظمة داري الإنسانية"، بحدائق متنزه الزوراء، الواقع في منطقة المنصور وسط بغداد، وسيرافق الأطفال أحد ذويهم، وتم تسجيل حضور 350 أُماً.
رئيس "داري الإنسانية" علاء عبد السادة قال لـ"أنباء موسكو" إن الحملة جمعت أطفالاً تراوحت اعمارهم بين (4- 13 سنة) ممن فقدوا أحد ذويهم ، من مختلف مناطق بغداد بالتركيز على الأقضية والنواحي سيما الشعبية المتعبة، بالتحديد الذين لم تشملهم رواتب أو رعاية اجتماعية ومساعدات تذكر".
وأوضح أن هدف الحملة هو محاولة دمج الأطفال الايتام بالمجتمع وإشعارهم بانهم يحظون بالرعاية، سيما من جانب نفسي طبي يتلاءم مع اختصاص منظمتنا، منوهاً إلى عزم المنظمة كفالة رعاية هؤلاء الأطفال بشكل دائم.
ولفت عبد السادة إلى تعاون جهات حكومية في حملة إفراح الإيتام، إذ تكفلت أمانة العاصمة بتقديم المكان مع وجبة الطعام للأطفال، فيما تبنى مجلس محافظة بغداد بنقل الأطفال وأحد ذويهم ذهاباً وإياباً مجاناً، كما زودت الصغار بالملابس من إحدى المؤسسات الخيرية.
واستبعد رئيس "داري الإنسانية" حضور المنظمات الدولية "اليونيسيف المعنية برعاية الطفولة، ومنظمة الصحة الدولية " التي وجهت لها دعوة ، معللاً السبب قائلاً "في الغالب المنظمات العالمية العاملة في العراق، كذلك ممثلو المؤسسات الحكومية والوزارات، ووسائل الإعلام، لا تشارك في أي نشاط مدني إنساني، إلا حين يكون الحضور على مستوى رفيع في مكان مميز ومحصن، ونحن لا نمتلك القدرة لتوفير هذه المتطلبات".
وقد أصبح طبيعيا جداً أن يولد الأطفال في العراق بعد أن تواري الأبوة التراب، دون ثأر يذكر، أو ارث ترف، سوى أم ثكلى مكتسه السواد، منهن من تقابل صعوبة الحياة وتعمل "خياطة"، أو في البقالة والأسواق، خصوصاً التي لا تمتلك شهادة تعليم، وسط نظرة مجتمعية عاطفة مذمة تلاحقها أينما تنقلت.
التفجيرات، القتل على الهوية، الخطف المميت، وأسباب أخرى مؤدية إلى القتل ، يتعرض لها الأزواج "الآباء" في العراق، تاركاً زوجة وأطفال صغارا، يتم تزويجها في الغالب من أحد أخوة زوجها بإلحاح وتهديد من ذوي معيلها، تحت مسميات "لن نترك أطفال ولدنا يربيهم رجل غريب"، "اما أن تتزوجي أخ زوجك أو تتركي الأطفال في بيت جدهم عن الأب وترحلي لأهلك"، والأدهى ان كانت تركة الزوج "أناثا".
الأم التي تذهب إلى السوق المجاور لمنطقتها الشعبية ولا تعود إلا في نعش، ايضاً في انفجار ، وأخريات، تضاف لحالات الوفاة أثناء المخاض سيما الصغيرات "من ضحايا زواج القاصرات"، تضاف لوفيات الأمراض والحوادث والانتحار والقتل لأسباب اجتماعية، يتركن الأطفال في رعاية الأب، الذي يأتي لهم بزوجة تحل محل أمهم، لكن بتعامل قاسٍ وتفريق بين أطفالها وأبناء الزوج، ومنهم من يتركون دون رعاية ترمي بهم في الشوارع والجريمة والموت.
وقد جمعت المنظمة 1050 طفلا حتى الآن، من أقضية ونواحي بغداد، حيث تقطن الأسر الفقيرة والمعدمة الحال، وبالتحديد من لا تشملهم رواتب الرعاية، أو مساعدات ودعم، تضع في بيوتهم لقمة تسد جوعهم ليوم أو يومين.
وسيكون من بين برامج الحفل أوبريت وطني ومسرحية للأطفال، يعقبها توزيع هدايا، ملابس، لعب، مع ترفيه مجاني في ألعاب الحدائق المذكورة ونزهة في حديقة الحيوان، والتقاط صور للصغار مع شخصيات كارتونية، ومدهم بالحلوى والبالونات، خاتمين يومهم بوجبة غداء مميزة.
وقد تطوع 100 شاب من الناشطين في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني، للترفيه عن الأطفال والإشراف على تنقلهم في الحدائق.