الأفعى ذات الخراشف المنشارية (سيد دخيل) وهي محنطة
السومرية نيوز/ البصرة
أعلن باحث في البصرة، الإثنين، عن سعيه مع باحث آخر في جامعة البصرة الى إنتاج ترياق مضاد لسموم أفعى سيد دخيل التي إنتشرت في بعض مناطق المحافظة خلال العام الحالي وأدت لدغاتها الى وفاة عدد من المواطنين.
وقال الباحث هشام خير الله في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "التجربة العلمية التي أخوضها مع أستاذ التقنيات الحيوية في جامعة البصرة الدكتور علي عبود تهدف الى إنتاج ترياق مضاد لسموم الأفعى ذات الحراشف المنشارية التي تعرف باسم أفعى سيد دخيل"، مبيناً أن "12 أفعى من النوع نفسه قمنا باستحلاب وتحليل سمومها، ثم أجرينا تجارب مختبرية على الفئران وتوصلنا الى نتائج جيدة، إلا أن المشروع توقف بشكل مؤقت بسبب غياب الدعم".
وأشار خير الله الى أن "هذه الأفعى تستوطن العراق منذ زمن بعيد، وهي ليست دخيلة على البيئة المحلية، ولا يقتصر وجودها على ناحية سيد دخيل في ذي قار، بل توجد أيضاً في البصرة وميسان والمثنى"، معتبراً أن "إنتشار الأفعى ذات الحراشف المنشارية في الآونة الأخيرة ناجم عن تفاقم ظاهرة التصحر، لأنها بالأصل تستوطن البيئة الصحراوية، لكن زيادة التصحر دفعتها الى العيش في مناطق زراعية وسكنية، وهناك رأي علمي آخر قيد الدراسة يفيد بأن هذه الأفاعي طرأت عليها طفرة وراثية جعلتها أشد سمية وأكثر قدرة على التكاثر".
ولفت الباحث الشاب الى أن "عمليات تشريح الأفعى ذات الحراشف المنشارية أثبتت أن هذه الأفعى لديها ثلاثة أنياب، والتركيز السمي يوجد بنسبة عالية جداً في الجهة اليمنى، حيث الأسنان المزدوجة، أما بالجهة اليسرى فالتركيز السمي فيها منخفض جداً"، مضيفاً أن "من يحالفه الحظ ويتعرض الى اللدغ من الجهة اليسرى من المستبعد أن تتدهور حالته الصحية، لكن من يتلقى لدغة مصدرها الأسنان المزدوجة فإن فرص نجاته ضئيلة ما لم يحصل على الترياق المضاد خلال ساعة، لأن السم سوف يتدفق في الشرايين والأوردة الدموية ويؤدي الى هضمها".
يشار الى أن الأفعى ذات الحراشف المنشارية (Echis carrinatus) التي تعرف محلياً باسم أفعى (سيد دخيل) تعد من الأفاعي ذات السمية الشديدة رغم صغر حجمها، حيث تتراوح أطوالها ما بين (30-80) سم، ورأسها يكون مثلث الشكل، وجوانبها صفراء، وطرف ذنبها مدبب ومعقوف، وتتميز بخفتها وسرعة زحفها، وعادة ما تنشط في الظلام.
ولم يعد يقتصر وجود هذا النوع من الأفاعي في محافظة ذي قار بل سجلت ظهوراً في بعض مناطق البصرة، ومنها منطقة الصالحية الواقعة ضمن الحدود الإدارية لقضاء شط العرب، وأسفرت لدغاتها عن وفاة خمسة مواطنين على الأقل خلال العام الحالي، فيما يخلو المركز الصحي في القضاء من ترياق مضاد لسموم هذا النوع من الأفاعي.
يذكر أن محافظة البصرة تتميز بتنوعها الجغرافي والبيئي، حيث توجد مناطق الأهوار في أطرافها الشمالية، فيما تضم الأجزاء الغربية منها مناطق صحراوية تعد امتداداً للبادية الجنوبية، كما أنها تطل على شمال الخليج العربي من أقصى جنوبها، وقد أوجد التنوع البيئي والجغرافي حالة من التنوع الاحيائي الفريد من نوعه على مستوى المنطقة، حيث تعيش في البصرة الكثير من أنواع الزواحف بما فيها أفاع وثعابين برية سامة، وأخرى مائية قال عنها الجاحظ في مؤلفه (الحيوان)، إن "حيات الماء فيها تفاوت، أما أن تكون لا تضر كبير الضرر، وأما أن تكون أقتل من الحيات والأفاعي