يقول السيد حسن الأبطحي :رايت نفسى ليلة فى عرصة المحشر ، وكنت احسّ بعطش شديد . فتذكّرت عطش الحسين ( عليه السّلام ) كما هو ديدنى حينما اعطش فى الدنيا ، وتذكّرت ماجرى عليه ايضا ، فاءخذت انشج نشيجا عاليا . وبينما كنت على هذا الحال وإ ذا بشخص يربّت كتفى وهو يقول :
لماذا تبكى ؟ قلت :
ابكى ابا عبداللّه الحسين ( عليه السّلام ) ، وإ نى لظمان الا ن .
قال :
تعال معى إ ذا ؛ لنذهب معا الى الحسين ( عليه السّلام ) ! ففرحت فرحا شديدا ، إ لاّ إ نى قلت له :
لم احاسب بعد .
قال :
لاباءس عليك ، إ نّك تدخل الجنّة بغير حساب ، لقد غفر جميع خطاياك ؛ لحبّك للحسين ( عليه السّلام ) .
قلت :
الى اين نذهب ؟ قال :
لاعليك ، تعال معى . ثم امسك يدى وعرج بى نحو السماء ، وبعد لحظات وصلنا الى مدار من نار يتلظّى من الحرارة ، والشمس ايضا تكتسب حرارتها منه .
وحينما كنا نعبر من خلال ممرّ يشبه النفق مدّ وسط النار قال لى ذلك الشخص :
نحن الا ن نتوسّط جهنّم ونعبر الصراط ، نرجو من اللّه ان يعيذنا من حريقها .
ولم تؤ ثّر فينا النار ، إ لاّ انّ وهجها قد اظماءنا ، وكادت روحى تخرج من حلقى من شدّة الظماء ، فجفّ جميع الماء الذى كان فى جسمى ، وشعرت باءنّى اصبحت كالخشبة اليابسة ، وما عاد جسمى يتصبّب عرقا . وفى هذا الاثناء داعب وجنتى نسيم عليل طيب الرائحة يبعث على النشاط والحيوية . فالتفت إ لى رفيقى وقال :
هذه ريح الجنّة ، إ نّ اهل الجنّة يستنشقونها عن بعد .
واصلنا العروج الى السماء حتى وصلنا بعد قليل الى باب روضة واسعة ، وكان لسانى قد تدلّى من شدّة العطش . وكان اوّل من طالعنى واثلج صدرى آنذاك شخص الامام المهدى ( ارواحنا فداه ) ؛إ ذ كان واقفا عند باب الجنة كمن ينتظر قدومى ، وهو يحمل بيده كاءسا مملوء من ماء الكوثر ، وقال لى :
اشرب هذا الماء ، فإ نّك لاتظماء بعد ذلك ابدا ! شربت الماء ، والتفت فرايت سائر الائمة ( عليهم السّلام ) يقفون عند باب الجنّة ايضا وهم يسقون اصحابهم الذين عاصروهم وشيعتهم من هذا الماء .
ما كان الذّ هذا الماء ! فلازلت اشعر بعذوبته بعد هذه الرؤ يا . وممّا يلفت انتباهى هو انى حينما انام احسّ بعطش ، ولكن لمّا استيقظ من النوم ارى نفسى مرتويا !
المصدر ..عالم الأرواح العجيب
للسيد حسن الأبطحي ..