على غرار نبوءة عالم الزلازل رافائيلي بينداندي سنة 1915 حول حدوث زلزال مدمر في روما بتاريخ 11 مايو 2011 سوف يؤدي إلى خسائر فادحة،
ساد الهلع وسط سكان روما يوم الأربعاء الماضي فهجر الناس أشغالهم وأغلقت المحال والمطاعم والمقاهي وغيرها أبوابها وتيقن الناس من الهلاك.
ضرب الزلزال اسبانيا بدلا من روما!
ورغم أن السلطات الإيطالية أطلقت حملة واسعة النطاق لتطمين الناس باستحالة التيقن من نبوءة كتلك وأن عشرات النبوءات المشابهة أثبتت فشلها الذريع، فقد أخفقت الحملة في اجتثاث أسباب الذعر وسط الناس، ونقلت الصحف البريطانية عن الإيطالية عن نادل يدعى فابيو مينغارالي تلخيصه للمزاج العام بقوله: "سأتغيب عن العمل غدا متعللا بزيارة الطبيب، أريد أن أموت وسط زوجتي وأطفالي، ولست الوحيد في هذا لأنك ستجد أن السواد الأعظم من الناس سيفعل الشيء نفسه".
والواقع أن أكثر من 20 هزة أرضية حدثت في ذلك اليوم، لكنها كانت على بعد 1280 كيلومترا الى الغرب، في بلدة لوركا بجنوب اسبانيا، وهذا بحد ذاته يثبت دقة توقيت بينداندي وإن أخفق في تحديد المكان، ويذكر انه قال إن حركة الشمس والقمر والكواكب مجتمعة هي التي تحرك بدورها طبقات الأرض وتتسبب بالتالي في الزلازل، وعلى هذا الأساس، كما قال، فإن التنبؤ بهذا النوع من الكوارث أمر علمي ولا علاقة له بالخرافة.
ولئن كان بينداندي قد أصاب في الشق الزمني من تنبئه على الأقل، فقد أخفقت نبوءات شهيرة أخرى على مر العصور.. وفيما يلي عشر منها:
في أكتوبر 1533: مايكل شتيفل رفيق مارتن لوثر مؤسس حركة الإصلاح البروتستانتية في القرن السادس عشر أهاب بأتباعه لبيع عقاراتهم بعدما صار على قناعة بنهاية العالم في ذلك التاريخ وفقا للرياضيات الواردة في الإنجيل على حد قوله، وفي عشية ذلك اليوم قادهم الى قمة جبل حتى تكون أرواحهم أقرب شيء الى الجنة السماوية، وبعد مرور اليوم بسلام نزل بهم لكنه أودع السجن لأجل حمايته الشخصية من غضب الناس.
في 22 أكتوبر 1844: أشاع أتباع القس المعمداني الأميركي وليام ميلر أن العالم سيأتى الى ختامه في هذا التاريخ وفقا لما ورد في سفر دانيال، لكن هذا اليوم صار يعرف فيما بعد باسم "الخيبة الكبرى" ونبذ معظم اولئك الاتباع ملتهم والى الأبد.
ستنفجر حربا عالمية مدمرة
سنة 1914: توقف "شهود يهوه" عن التنبؤ بنهاية العالم بعد سلسلة من التوقعات الفاشلة، وكان أحد أشهر هذه زعم تشارلز راسل، مؤسس مجلة "ووتش تاور" أن عيسى المسيح سيبعث حيا ويبدأ حكمه في ذلك العام، والواقع أن اندلاع الحرب العالمية الأولى أضاف شيئا من الصدقية الى هذه النبوءة.. ولكن ثبت كذبها.
في عام 1969: قال المجرم الأميركي الشهير تشارلز مانسون إن التوترات العرقية المتصاعدة بين البيض والسود ستفجر حربا عالمية مروعة تنتهي بالدمار الكلي وبعدها تحكم عصابته المسماة "عائلة مانسون" العالم، وبعدما طال انتظار هذه الحرب، بدأت العصابة سلسلة من جرائم القتل "لتعليم السود كيفية القتال"، ويقضي مانسون الآن فترة عقوبته بالسجن المؤبد بعد إدانته بالقتل العمد.
في ثمانينيات القرن العشرين: زعم القس الأميركي هال ليندسي أن المعركة الحاسمة بين قوى الخير والشر (الهرمجدون) ستندلع مع إعلان تأسيس "الولايات المتحدة الأوروبية" مؤلفة من 10 دول ويحكمها المسيخ الدجال، ومع أنه لم يحدد موعدا بعد لهذه المعركة فهو يصر على أنها وشيكة ولايزال يقول بذلك عير برامجه التلفزيونية المعروفة لدى الأميركيين.
وفي تواريخ 11 13 سبتمبر 1988: باع إدغار ويزنانت، المهندس سابقا في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) 4.5 ملايين نسخة وسط البروتستانت الأميركيين وحدهم من كتابه "88 سببا للنهاية في 1988"، وبعد مرور العام بدون أي مشكلة من ذلك النوع، ألف كتابا جديدا عدل فيه نبوءته الى التسعينيات، لكنه لم يبع من نسخه عددا يذكر.
في عام 1993: تحصن الأميركي ديفيد كوريش وحوالي 100 من أتباعه بمزرعة "برانش ديفيديان" في ويكو، بكاليفورنيا، انتظارا لنهاية وشيكة للعالم. وحاصرهم عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" 51 يوما انتهت بنشوب حريق في مساكن المزرعة قتل فيه 76 شخصا من المعتصمين بمن فيهم كوريش نفسه.
وفي شهر مارس 1997: زعم أتباع جماعة أميركية تسمى "هيفينز غيت" (بوابة السماء)، التي تؤمن بزيارات المخلوقات الفضائية، أن ظهور المذنب هالي بوب نذير بإسدال ستار الختام على الحياة في هذا الكوكب، وكانوا يعتقدون ان السبيل الوحيدة ل "النجاة" هي الانتحار الجماعي حتى يتسنى لأرواحهم الصعود الى مركبة فضائية تحلق خلف المذنب، وفي 26 من ذلك الشهر عثر على جثث 38 من المنتحرين في أحد المنازل بكاليفورنيا.
وفي مطلع يناير 2000: أشاعت طوائف مسيحية عديدة أن بزوغ الألفية الثانية سيشهد بعث المسيح ونهاية العالم بالتالي، وأضاف الى صدقية هذا التنبؤ ما ذهب اليه بعض خبراء التكنولوجيا من أن أجهزة الكمبيوتر حول العالم ستتعطل في الساعة صفر من ذلك اليوم فيما سمي "واي 2 كيه"، وبلغ الأمر بحارس المرمى الأرجنتيني الامتناع عن توقيع عقد مع ناد اسباني قائلا: بلا جدوى أي مشاريع مستقبلية، لكنه عاد ووقع عليه بعد بدء الموسم الكروي.
وفي مايو 2008: أمضى 35 شخصا من أتباع جماعة تسمى "الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الحقيقية" ستة أشهر في أحد الكهوف انتظارا لليوم الأخير بناء على توجيهات زعيمهم بيوتر كوزنيتسوف، لكن هذا الأخير شخصيا لم ينضم اليهم مفضلا التمتع بمسرات الباقي من الحياة، ولم يخرج الأتباع من سجنهم الاختياري هذا الا بعد أن بدأ سقف الكهف يهدد بالانهيار، أما كوزنيتسوف نفسه فيخضع حاليا للعلاج النفسي بناء على أمر القضاء الروسي.