-في الماضي كان الاقتراب من هاتف المنزل محضور و ممنوع علي الاولاد ولو رن الهاتف تتعالي الاصوات بالامر من بعيد "كبير البيت من يرد" فهنا الجهاز الساحر ارتبط بمفهوم الاخلاق و الحياء وكان اقتراب البنات منه يمثل خروجهن في الشارع بدون غطاءراس..من حيث الجرم و العقوبة -في الماضي كان اقصي ما يمكن ان يشاهده الصغار في التلفزيون. -في الماضي كان الاب عملاقا كبيرا نظرة من عينه تخرسنا و ضحكته تطلق اعيادا في البيت الي الغرفة تكفي لان نستيقظ... و صوت خطواته القادمة من عميق السبات ونصلي الفجر. -في الماضي كانت المدرسة التي تبعد كيلومترات قريبة لدرجة اننا نمشي اليها كل صباح ونعود منها كل ظهيرة ولم نحتاج الي حافلة نقل ولم نخشي علي انفسنا ونحن نتجول في الخارج -في الماضي كانت للام سلطة ..وللمعلم سلطة.. و للمسطرة الخشبية الطويلة سلطة نبلع ريقنا امامها وهي وان كانت تؤلمنا لكنها جعلتنا نحفظ جزء عم و جدول الضرب واصول القراءةو كتابة الخط العربي ونحن لم نتعد التاسعة من العمر بعد. -في الماضي كانت الشوارع بعد العاشرة مساء وكانت النساء يمكثن في بيوتهن ولا يخرجن ابدا في المساء وكانت الرجال لا يعرفون مكانا يفتح ابوابه ليلا سوي المستشفي. -في الماضي كان العري غريبا وكان الستر في الوجوه الطيبة الباسمة.. وكانت ابواب البيوت مشرعة للجيران و الترحيب يسمع من اقصي مكان والقهوة تشم رائحتها في كل ان كيف كنا و كيف اصبحنا...