سقطت قطرة عسل على الأرض فجاءت نملة صغيرة .. فتذوقت .. العسل ثم حاولت الذهاب ..لكن يبدو أن مذاق العسل .. قد راق لها فعادت وأخذت رشفة أخرى ثم أرادت الذهاب .. لكن يظهر إنها لم تكتف بما أخذته من العسل . بل إنها لم تعد تكتف بارتشاف العسل من على حافة القطرة وقررت أن تدخل في العسل لتستمتع به أكثر وأكثر . ودخلت النملة ..في قطرة العسل وأخذت تستمتع به لكنها لم تستطع الخروج منه . لقد كبل أرجلها فالتصقت بالأرض ولم تستطع الحركة وظلت على هذه الحال إلى أن ماتت ... فكانت قطرة العسل هي سبب هلاكها ونهايتها المريرة لعدم اقتناعها بما ارتشفته منها، ولو اكتفت بالقليل من العسل لنجت. وهذه حالنا مع الدنيا. فالدنيا هي قطرة عسل كبيرة.ونحن نرتشف منها. فمن اكتفى بالقليل من عسلها نجا . ومن غرق في بحر عسلها أهلكته .فبعض الذنوب والمعاصي قد تحلو لصاحبها وتشده ليغرق فيها.فيتحول مذاق العسل إلى مرارة دائمة ويتمنى الإنسان أنه اكتفى من عسل الدنيا بالقليل ولم يغرق فيها ! "اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَالَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَاالْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّامَتَاعُ الْغُرُور".