أربيل تنتزع لقب «رئة العراق» من عمان ومنظمات دولية تفضلها على بيروت
أربيل - اكدت هيئة السياحة في حكومة اقليم كردستان ازدياد نسبة السيّاح المتوجهين الى مدينة اربيل بنسبة تصل الى 100 % قياسا بعام 2011، مؤشرة ازدياد اعداد السائحين الايرانيين والعرب والاوربيين، في حين اشرت منظمة اقتصادية كردية ارتفاع اعداد المؤتمرات والورش المتنوعة التي تقيمها منظمات المجتمع المدني في المدينة خلال الاشهر القليلة الماضية.
ويعزو معنيون بالشأن الكردي هذا الازدياد المطّرد في عدد السياح والنشاطات الى التطور الحاصل في البنى التحتية السياحية وسوء الاوضاع الامنية في عدد من البلدان العربية التي كانت تعد الوجهة الرئيسة للسياح والمنظمات العراقية.
وتدفق على اربيل عاصمة اقليم كردستان في الاونة الاخيرة كبرى الشركات العربية والاجنبية العمرانية والتجارية بعد نجاح القطاع الاستثماري المتنامي في هذه المدينة.
وقال وزير البلدية والسياحة في حكومة اقليم كردستان سمير عبد الله لـ"العالم" ان "اربيل اصبحت تتحمل عبئا اكبر من بعض البلدان المجاورة حتى، واصبحت معظم الاقطار الاوربية والعربية المجاورة للاقليم تستثمر اموالها في الاقليم وهذا بسبب الحالة الاقتصادية الجيدة والاستقرار الامني في الاقليم"، مبينا ان "هذا يعود الى مساعي الحكومة في تطوير قوانين الاستثمارات التي اجتذبت افضل الشركات والتجار واصحاب المصالح الاخرى، فضلا عن الاعلاميين والاقتصاديين وكبار الباحثين والاطباء والمهندسين". واضاف ان "السياسة المتبعة في الاقليم تشجع جميع المستثمرين في العالم"، مستدركا بالقول "لكن نحن نواجه صعوبة باحتواء كل هؤلاء المستثمرين، ونحتاج مدة من الزمن لتخطي كل المصاعب واحتواء كل المستثمرين والتجار والطاقات البشرية الاخرى". وتابع "نحن بحاجة الى تعديل قوانين الاستثمار للمحافظة على مصالح الاقليم بصورة افضل"، معتبرا ازدياد اعداد السياح بشكل عام "خطوة ايجابية لصناعة السياحة في الاقليم وتطورها".
في غضون ذلك اشار احد كبار موظفي هيئة السياحة باقليم كردستان الى وصول اعداد السياح هذا العام حتى مطلع الشهر الحالي الى نحو 2.1 مليونين ومائة الف سائح.
وقال علي كريم ان "هيئة السياحة في اقليم كردستان اعلنت ان نسبة السياح في ازدياد، اذ كانت نسبة السواح في عام 2011 نحو مليون ومائة وخمسين الف سائح، في حين بلغت عام 2012 نحو مليون وسبعمائة الف سائح"، موضحا ان "النسبة بالمقارنة مع عام 2011 بلغت نحو 100 بالمئة زيادة".
وبين كريم ان "معظم السياح من بغداد وبعدها تاتي بالدرجة الثانية المحافظات الغربية وشمال بغداد ومن ثم الجنوبية"، مؤكدا "وجود سياح اخرين يقصدون اربيل من تركيا واوربا وبلدان عربية وخليجية اخرى مثل الامارات واليمن والاردن ولبنان، اضافة الى السياح الايرانيين الذين ازدادت نسبتهم كثيرا هذا العام، اذ بلغ عدد السياح الايرانيين حتى الشهر السادس من هذا العام نحو 170 الف سائح زاروا مناطق متفرقة من الاقليم".
ولفت الى ان "الهيئة اشرت ارتفاع حجوزات الفنادق للمؤتمرات والورشات التي تقيمها جهات حكومية ومنظمات مجتمع مدني عراقية بنسبة 40 % تقريبا"، عازيا ذلك الى اسباب عدة ابرزها الاوضاع غير المستقرة في عدد من البلدان العربية التي كانت الوجهة الرئيسة لهذه المنظمات ولا سيما مصر ولبنان، اضافة الى القدرة الاستيعابية لفنادق محافظات كردستان التي غطت كل احتياجات الورشات والمؤتمرات من قاعات وصالات ومواد لوجستية اخرى.
وزاد "اضافة الى العمال السوريين الذين يجيدون ادارة الفنادق وخدمة زبائنها افضل من العمال الكرد والعرب العراقيين". الى ذلك يؤكد معاون مدير منظمة ميديا سنتر التي تعنى بتطوير الاعلام العراقي من خلال اقامة الورشات والدورات التدريبية للاعلاميين العراقيين في اقليم كردستان ان العديد من المنظمات الاجنبية التي كانت تعتزم التوجه لبعض محافظات الوسط والجنوب العراقي لاقامة دورات تدريبية عزفت عن نيتها وقررت اقامتها في اربيل او السليمانية.
ويقول سامان بنجويني ان "منظمة هيفوس الهولندية كانت تعتزم اقامة سلسلة دورات عن السوشل ميديا في بغداد والبصرة وكربلاء، لكن القائمين عليها اعادوا النظر بالموضوع وقرروا تحويل هذه الدورات الى السليمانية، وجلب المشاركين بدلا من ارسال المدربين هناك". واضاف ان "منظمة فري بريس لمتد الاوربية كانت لديها دورة حول اسلوب المراسلة الصحفية عبر تطبيقات الهواتف الذكية في بغداد، لكنها غيرت وجهتها الى السليمانية واربيل ايضا"، مشيرا الى ان "وزارة البيئة الاتحادية هي الاخرى طلبت من منظمة ميديا سنتر اقامة دورات لكادرها الاعلامي في السليمانية بدلا من ارسالهم الى بيروت، مادامت مقاييس الدورة لا تختلف كثيرا".
وتابع بنجويني "منظمة IKV هي الاخرى تريد اقامة سلسلة دورات عن الاقليات في المناطق التي تعيش فيها الاقليات كبغداد والموصل، لكنها قد تعيد النظر بمكان اقامة الدورات ليغيروا وجهتهم الى كردستان، لاسيما وانهم يخشون الذهاب الى تلك المناطق لانجاز بحوث شخصية". ويؤكد اسماعيل بيرمام رئيس منظمة "بزمان" لتعزيز الاقتصاد الكردي ان منظمته "تقيم دورات الارشفة الالكترونية والجودة الشاملة بالنسبة للاقتصاديين والاداريين في الشركات العاملة في عدد من المحافظات"، مبينا ان "معظم زبائننا شركات تعمل في البصرة ترسل موظفيها لنا بشكل دوري".
ويضيف "كانت في السابق ترسل الموظفين الى بيروت لكن بعد ان ساء الوضع هناك صارت اربيل وجهتهم ونحن لمسنا هذا خلال الاشهر الخمسة الماضية، اذ استقبلنا 193 من البصرة وحدها بعد ان كنا نستقبل 22 موظفا كل 3 اشهر".
وعن المنظمات الدولية التي تصر على اقامة الدورات في عمان او بيروت يقول بيرمام ان "المنظمات الدولية ما تزال غير واثقة من اربيل، باعتبار انها تبرم عقودا عدة مع مدربين وخبراء عرب يحبذون البقاء في عمان او بيروت اضافة الى انهم يتفقون مع الفنادق هناك لمدد طويلة، لكنهم لا يعرفون ان اربيل ستكون اقل تكلفة من عمان بالنسبة للعراقيين داخل العراق". واردف "نحن فاتحنا منظمات دولية مثل اليونامي واليونسيف وغيرها من المنظمات المعتبرة بالنسبة للحكومة ومنظمات المجتمع المدني العراقية، من اجل نقل نشاطاتها الى اربيل".
العالم
المصدر