كانوا يشاركون في مراسم العزاء.. اعترافات لعناصر "القاعدة" المسؤولين عن القتل في اللطيفية






بغداد/ المسلة: اعترف ثلاثة من المنتمين الى تنظيم القاعدة في العراق بتفاصيل عن هجمات دامية قاموا بشنها ضد مدنيين في مدينة اللطيفية جنوب بغداد، ثم شاركوا في مراسم التعزية بضحاياها.
وعرضت وزارة الداخلية في مديرية امن الكرخ في بغداد الموقوفين الثلاثة الذين اعتقلوا على خلفية حوادث عنف طائفي استهدفت مواطنين في اللطيفية التي تبعد نحو 40 كلم جنوب العاصمة، مؤكدة انهم اعترفوا بتنفيذ نحو عشر عمليات ابرزها تصفية عائلتين وتهجير عشيرة.
وقال حسام حسين وقد عرف نفسه انه "جندي" في تنظيم القاعدة الذي انتمى اليه منذ العام 2007 "نتسلم الاوامر من امير المنطقة لتصفية الصحوات وتهجير الشيعة من المناطق لانهم يوصلون معلومات عنا للقوات الامنية".
واعتقل حسين الذي قال انه ومجموعته كانوا يرتدون زي الجيش العراقي خلال تنفيذ عملياتهم، ثلاث مرات في السابق بحسب ما ذكر، لكن القضاء كان يفرج عنه في كل مرة لعدم توفر ادلة تدينه.
ويسكن امير هذه المجموعة في المنطقة التي يعيش فيها خليط من الشيعة والسنة منذ عشرات السنين، وهو معروف باسم حمادي حمود ولا يزال طليقا، وقد كان يقوم بتعزية ضحاياه بعد كل عملية يقوم بها، بحسب اهالي القتلى.
وقال احد سكان اللطيفية الذي فقد ولده وابن اخيه وهما طالبا حقوق اضافة الى والده في هجوم مسلح قبل نحو شهر "كانت اعرف حمادي منذ ولادتي ولم اتصور يوما من الايام ان يكون قاتل عائلتي".
واضاف بعدما رفض الكشف عن اسمه خوفا على حياته وحياة بقية افراد اسرته التي نقلها الى قضاء المحمودية المجاور "كنت اسمع ان لديه نشاطا مع القاعدة، لكنني لم اشك فيه يوما. وعند تعرضي الى تفجير بعبوة ناسفة نجوت منه باعجوبة، كان اول من جاء للسؤال عني وعن صحتي".
وتابع انه "عند تفجير منزلي ومقتل افراد اسرتي، جاء هو واقرباؤه وكانوا من اوائل المعزين لي، واعربوا عن حزنهم ومواساتهم".
وتعرضت مناطق تقع جنوب بغداد الى سلسلة من عمليات القتل والتهجير الطائفي على مدار الاسابيع الماضية، وابرزها مهاجمة منزلين لعائلتين اسفر عن مقتل اكثر من 30 فردا منهم، فيما نجا عدد قليل من الاطفال الذين تمكنوا من الاختباء.
والى جانب عناصر اخرين، جند حمادي معه احد اولاده واسمه امير (18 عاما) ولقبه "السيف"، وهو لقب ناله "لشدة قسوته وممارسته ذبح ضحاياه"، بحسب ضباط التحقيق.
واقر سيف بمشاركته بعدد كبير من عمليات القتل الطائفي في العراق التي تشهد منذ عام 2003 اعمال عنف متواصلة، وقال خلال الاعترافات انه انتمى الى تنظيم القاعدة قبل عامين.
وعن سبب اشتراكه في عمليات القتل، قال "السيف" امام الصحافيين "والدي كان الامير وهو من يصدر الاوامر بقتل الناس، فلم امامي سوى الامتثال الى اوامره"، علما ان ضابط تحقيق عاد وشدد على "قدرة السيف في القتل والذبح في الميدان".
ويشهد العراق بصورة عامة منذ شهر نيسان/ابريل الماضي تصاعدا في اعمال العنف وبينها تلك التي تحمل طابعا طائفيا في بلاد عاشت نزاعا داميا بين الجانبين قتل فيه الالاف بين عامي 2006 و2008 وتسبب بهجرة عشرات الالاف من مناطق سكنهم، وخصوصا المناطق المختلطة المحيطة ببغداد.
وعادت الى العراق مؤخرا اسماء تنظيمات مسلحة سنية وشيعية غابت عن مسامع العراقيين منذ الانسحاب العسكري الاميركي نهاية العام الماضي، وعلى راسها تنظيم "دولة العراق الاسلامية"، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة الذي غير اسمه الى "الدولة الاسلامية في العراق والشام".