لماذا تراجعت "غوغل" عن شراء "سكايب"؟
لماذا تركت غوغل شركة مايكروسوفت تشتري سكايب؟
في واحدة من أكبر عمليات نقل الملكية في الأوساط التكنولوجية، أعلنت شركة مايكروسوفت"، عملاق صناعة البرمجيات، عن تقدمها لشراء شركة "سكايب" رائدة الاتصالات الصوتية والمصورة عبر شبكة الإنترنت، بمبلغ 8.5 مليار دولار.
وبعد الإعلان عن تفاصيل تلك الصفقة مؤخراً، ثارت الكثير من التساؤلات بين المتخصصين والمهتمين بالمجال التكنولوجي، خاصة بعد تراجع شركة "غوغل" عن شراء "سكايب"، رغم أن مفاوضات بين الجانبين كانت على وشك الانتهاء، ولعل أبرز هذه التساؤلات: ماذا حدث؟ وكيف مرت هذه الصفقة من بين أنياب "غوغل"، عملاق الإنترنت في العالم؟
في عام 2009 قام وسيلي شان، مدير الأنظمة والمسؤول عن تطوير البرمجيات لـ"غوغل" الصوتية، بشراء شركة "غراند سنترال" للصوتيات، عبر شبكة "في أو أى بي"، وحول المنتج بعد الشراء إلى "غوغل فويس"، ومن هنا بدأ الاعتماد على وسيلي شان، في تطوير أنظمة "غوغل" الخاصة بالاتصالات الصوتية والمرئية.
إلا أن وسيلي عندما سافر إلى أوروبا لتفقد أنظمة "سكايب"، توصل إلى أن هذه الصفقة غير مجدية ولا تصلح لـ"غوغل"، وكان رأيه هذا بناءً على أن تكنولوجيا "بير تو بير"، التي يعتمدها "سكايب"، لا تتوافق مع أنظمة "غوغل"، وأن هذه التكنولوجيا تستنزف موارد الشركة من ناحية السرعة.
وقال وسيلي إن "تكنولوجيا (بير تو بير) قديمة ولا تصلح لاتجاهات غوغل التطويرية في هذه الفترة، التي تعمل على تطوير أنظمة الحوسبة الضبابية (كلاود كمبيوتنغ)، والتي تعمل بطريقة مختلفة شكلاً وموضوعاً، عن أنظمة (بير تو بير) المعتمدة لدي سكايب.
وأضاف، في تصريحاته التي ربما صرفت نظر غوغل عن إنهاء صفقة سكايب، قائلا: "في حالة إذا ما قامت غوغل بشراء سكايب، فسيعمل مهندسو غوغل على إعادة كتابة جميع أكواد سكايب، وبرمجتها من جديد."
ولكن ما زاد الأمر سوءاً، أن "غوغل" شركة أمريكية، بينما "سكايب" شركة أوروبية، وهو ما يستوجب الحصول على موافقة ومراجعة وزارة العدل الأمريكية، وهيئات حكومية أخرى، على بنود الصفقة، وهذه العملية تستغرق ما يقرب من عامين في بعض الاحيان، ما قد يعرض غوغل لخسائر مالية ضخمة.
ولكن رغم مخاوف وسيلي هذه، ظل كثير من التقنيين في "غوغل" متحمسين للصفقة، فقرر وسيلي وضع خطة لتعطيل هذه الصفقة، واستغل قربه من بعض أصحاب النفوذ في الشركة، مثل لاري بيخ، وسيرجي بين، بالإضافة إلى سولار كامنجر، وهو من أقدم موظفي غوغل، ورئيس مجلس إدارة "يو تيوب."
وبعدما شرح وسيلي وجهة نظره التقنية لكامنجر، اتفقا على إفساد الصفقة، كونها غير مجدية لغوغل، وانضم سيرجي بين إليهما لاحقاً، وتوصل الثلاثة إلى خطة محكمة للقضاء على الصفقة، عن طريق استعمال عنصر المفاجأة، وتوجيه أسئلة لا إجابة لها، أثناء الاجتماع الذي كان من المفترض أن يتم فيه الانتهاء من إجراءات شراء سكايب.
ومع بدء الاجتماع أثنى وسيلي على الصفقة، ومدى قوتها ورغبته في الاستفادة منها، وقدم عرض شراء أمام الحاضرين يوضح حماسه لإتمام الصفقة، بعدها بدأ في طرح أسئلة مثل: هل نريد إبرام هذه الصفقة فقط للحصول على معلومات وبيانات إضافية؟ وكم من الوقت سيستغرق الحصول على موافقة الهيئات الحكومية؟ ومن الذي سيمضي هذه الفترة في أوروبا لحين إنهاء الإجراءات؟ وأسئلة أخرى كثيرة لم يجد المدافعون عن الصفقة إجابة لها.
في هذه اللحظة نظر إليه سيرجي بين وقال متسائلاً هو الآخر: "لماذا هذه المخاطرة التي تصل إلى مليارات الدولارات؟ فلدينا فريق محترف قادر على بناء شبكة خاصة بغوغل، تتوافق مع أنظمتنا، ولدينا ملايين المشتركين."
بعدها غادر إيرك شمديت المدير التنففيذي لمجموعة "غوغل" حجرة الاجتماعات، ليتأكد وسيلي أن الصفقة قد تم رفضها.
ووفقا لما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن "غوغل" ساعدت مجموعة "ياهو" في رفض عرض الشراء الذي قدمته شركة "مايكروسوفت" بمبلغ 44 مليار دولار، وجاءت "غوغل" بهذا العرض خلال يومين بعد إعلان "مايكروسوفت" رغبتها في شراء "ياهو."
وكانت غوغل قد أعلنت آنذاك، أنها ضد الاندماج بين مايكروسوفت وياهو، لأن ذلك من شأنه أن يؤثر سلباً على حرية التنافس في السوق العالمي للمعلومات.
ومنذ ذلك الحين، أصبح واضحاً أن غوغل تحاول الوقوف في وجه أحلام مايكروسوفت التوسعية، ولكن ماذا حدث هذه المرة، لتترك غوغل وجبة ساخنة مثل "سكايب" لقمة سائغة بين أنياب مايكروسوفت؟ ربما عند وسيلي شان أسباب أخرى غير معلنة، قد يتم الكشف عنها لاحقاً.
♥♥